أحداث العيص تكشف لسكانها سر حرارة الجبل في الشتاء

تم تسجيل هزه واحدة.. وعائلات ترفض المغادرة للمساكن المؤقتة

سكان العيص في المخيمات («الشرق الأوسط»)
TT

كشفت الأحداث الطبيعية التي تعرضت لها منطقة العيص خلال الأيام القليلة الماضية لسكان المنطقة على وجه الخصوص، سر سخونة الجبال التي كانوا يشعرون بها إبان فترات الشتاء، حينما كانوا يذهبون إلى الجبال خلال البرد القارص ويدفئون أياديهم من سخونة الصخور.

وهو الأمر الذي كشفه لـ«الشرق الأوسط» مرشد راشد السناني الذي تجاوز العقد السابع من عمره، بقوله «هذه الاحداث كشفت لنا سرا كان محيرا، فقد كنا نسكن على مسافة 50 كلم من جبل (حلى الراكبة) شمال الحرة الشاقة ـ المنطقة التي تعرضت للتصدعات الأرضية ـ كنا نجلس قبالة صخور الجبل وندفئ أيادينا بها».

السناني الذي رفض مغادرة المخيمات مع أسرته وسبع أسر أخرى قال «قبل نحو عشرة أعوام خرج من الجبل دخان مصحوبا برائحة كريهة تماثل رائحة التماس الكهربائي»، مبينا أنها ذات الرائحة التي خرجت خلال هذه الأيام.

وأضاف «لن أبرح هذا المكان الذي يبعد عن العيص 12 كيلو مترا، وادعوا المولى القدير أن يخفف عنا المكروه الذي أصابنا»، وأشار إلى أنه خرج مع أبنائه من العيص لكن أبناءه تم نقلهم إلى المدينة المنورة بينما فضل هو البقاء للاهتمام بأغنامه وإبله. إلي ذلك أكد العقيد زهير سبيه قائد قوات الدفاع المدني بمنطقة العيص لـ«الشرق الأوسط» أن الأوضاع في المنطقة عادت إلى الهدوء، وأن خطر الزلازل بدأت في الزوال، مشيرا إلى أن يوم أمس وفي الثانية ظهرا سجلت هزة واحدة على درجة 3.08 درجة على مقياس ريختر.

وعلق العقيد سبيه على رفض بعض العائلات مغادرة مخيمات الإيواء بقوله «هم سبع عائلات، ورغم توفير مساكن كاملة بكافة الخدمات لهم إلا أنهم رفضوا الخروج». وفي موضوع ذي صلة، شدد سبيه على منع دخول أي شخص إلى العيص أو القرى التابعة لها، إلا بعد اكتمال تقارير هيئة المساحة الجيولوجية، والتي توضح حينها عدم خطورة المنطقة، وأضاف «حينها نسمح لمواطنين والمقيمين بالدخول إلى العيص، حفاظا على سلامتهم».

وكانت المنطقة المجاورة للمدخل الرئيس لمنطقة العيص قد شهدت عددا من التجمهرات من العاملين فيها، والذين يريدون العودة لأملاكهم ومحلاتهم التي تركوها.

يقول بشير السوداني والذي التقته «الشرق الأوسط» إنه يريد العودة إلى محله الصغير، بعد أن أجبر على إغلاقه بسبب الأحداث الراهنة، وقال إنه يأمل الدخول إلى العيص ليزاول عمله. إلي ذلك، سلم إبراهيم بن شخبوط السلطان محافظ ينبع أمس مبالغ الإعاشة المقررة من قبل وزارة المالية للمواطنين المتضررين من الهزات الأرضية في مركز العيص والقرى والهجر التابعة لها والذين تم إسكانهم من قبل وزارة المالية في الشقق المفروشة بمحافظة ينبع. وأوضح محمد بن أحمد الحيدري مدير فرع وزارة المالية بمحافظة ينبع أن الإعاشة عبارة عن مبالغ مالية سلمت لنحو 627 أسرة توجد في 45 وحدة سكنية في ينبع. ويقوم جهاز التنمية السياحية بمنطقة المدينة المنورة بجولات تفتيشية على الشقق ومواقع الإيواء السكنية في المدينة المنورة ومحافطة ينبع التي تم تخصيصها للمواطنين الذين تم إجلاؤهم أخيرا من مركز العيص، وذلك بالتنسيق مع الدفاع المدني ووزارة المالية والجهات المختصة للتأكد من تحقيق الجودة في الخدمة المقدمة.

وأوضح الدكتور يوسف المزيني المدير التنفيذي لجهاز السياحة بمنطقة المدينة المنورة أنه تم تخصيص أربع فرق للكشف في المدينة المنورة وفرقة واحدة للكشف في مدينة ينبع لتفتيش منشآت الإيواء وحصر استيعابها ومدى ملاءمة الفنادق والوحدات السكنية المفروشة والمنتجعات في ينبع والمدينة المنورة بالتنسيق والتعاون مع الجهات الأمنية إلى جانب العديد من المهام المساندة التي قد تحتاج إليها الجهات ذات العلاقة.

وأبان أن الهيئة تسعى إلى تحقيق الجودة في الخدمات المقدمة والحاجة إلى استكمال العديد من الفنادق والوحدات السكنية للاشتراطات التي وضعتها الهيئة بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، مشيرا إلى أن فريق العمل بالجهاز قام بالتفتيش خلال الفترة الماضية على 188 منشأة في كل من المدينة المنورة وينبع كما يتم العمل حالياً على إصدار أكثر من 40 تصريحا لعدد من الفنادق والمنتجعات والوحدات السكنية.