عاملون في مكافحة التدخين: الأزمات الاقتصادية المتلاحقة زادت أعداد المدخنين من الجنسين

لاعتقادهم الخاطئ بأن السيجارة تعد متنفسا لهمومهم الداخلية

الأمير مشعل بن ماجد خلال حفل افتتاح الندوة الطبية الثانية في جدة («الشرق الأوسط»)
TT

ربط عاملون في مجال مكافحة التدخين في السعودية بين ازدياد أعداد المدخنين في صفوف الرجال والنساء وبين الأزمات الاقتصادية المتلاحقة التي شهدتها البلاد بدءا من المساهمات الوهمية الشهيرة بـ«سوا» والتي وقع ضحيتها عشرات الآلاف من السعوديين وانتهاء بخسائر معظم السعوديين في سوق الأسهم.

وفي الوقت الذي لم يفصل المتحدثون نسب الزيادة بين الجنسين، إلا أنهم أكدوا لـ«الشرق الأوسط»: أن المدخنين في السعودية بلغو نحو 6 ملايين شخص من الرجال والنساء، مؤكدين أن كثيرا من المدخنين لديهم تصور خاطئ بأن السيجارة تعد متنفسا للهموم الداخلية. إلى ذلك رصدت الإحصائيات الصادرة من منظمة الصحة العالمية سن المدخنين في الشرق الأوسط بالتاسعة، وهو الأمر الذي يشكل خطرا يتطلب إجراءات رقابية صارمة لمواجهة الأمر. وأوضح الدكتور عبد الرحيم قاري عضو اللجنة الطبية بالجمعية الخيريه لمكافحةالتدخين ورئيس الندوة الطبية الثانية التي أقامتها الجمعية تحت عنوان «الممارس الصحي ومكافحة التدخين»، اننا حرصنا على التركيز على أهمية دور الأطباء والممارسين الصحيين باعتبارهم قدوة لمرضاهم وقدوة للمجتمع.

وطالب قاري بتعزيز هذا الدور في المرافق الصحية والتعليمية ووسائل الإعلام والجمعيات ذات العلاقة، فضلا عن تنمية الإمكانات كافة في حماية غير المدخنين من مخاطر التدخين القسري خاصة النساء والأطفال. وأكد على الدور القيادي لوزارة الصحة في الجهود الرامية إلى تفعيل الأنظمة فيما يتعلق بمكافحة التدخين، وتفعيل أقسام الطب الوقائي بالمرافق الصحية، على أن يكون من مهامها مكافحة التدخين، وتوعية كل من الممارسين الصحيين والمرضى، فضلا عن نشر المعرفة بالتقنيات الحديثة، ومفاهيم التدخلات الطبية المساعدة في الإقلاع عن التدخين على نطاق واسع في المرافق الصحية ووسائل الإعلام، وأخيراً زيادة عدد عيادات مكافحة التدخين وتعريف المجتمع بطرق الوصول إليها وكيفية الاستفادة من خدماتها.

وعلى الرغم من التوقعات التي تشير إلى ازدياد أعداد المدخنين لا سيما في شريحة الطلبة والشباب، يحتفل العالم في نهاية الشهر الجاري باليوم العالمي للإقلاع عن التدخين. ففي مدينة جدة، دشن الأمير مشعل بن ماجد بن عبد العزيز محافظ جدة أمس البرنامج الوطني لحماية المجتمع من أضرار التدخين والمخدرات، تحت شعار «نحو العالم الأول» وفق رؤية الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة الرئيس الفخري للجمعية.

وأوضح الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن العثيم رئيس المحكمة الجزئية بجدة، رئيس مجلس إدارة الجمعية، ان الجمعية وضعت عددا من البرامج لإيصال رسائل توعوية لجميع أفراد المجتمع باختلاف شرائحهم وأعمارهم، اهمها معرض وسائل التوعية والذي من المقرر ان يزوره نحو 18 الف طالب وطالبه بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم، وتفعيل المعارض المتنقلة حيث من المتوقع أن تزور 600 مدرسة.

وفي نفس السياق عقدت بالأمس لجنة التثقيف الصحي بمحافظة مكة مؤتمرا صحافيا إيذانا بإطلاق البرنامج التوعوي للإقلاع عن التدخين تحت شعار «بطلت التدخين»، تزامناً مع اليوم العالمي للإقلاع عن التدخين بحضور عدد من المسؤولين من وزارة الصحة واللجنة.

واوضح أيمن تمر رئيس اللجنة ان حملة التوعية للإقلاع عن التدخين سوف تبدأ نشاطاتها اعتباراً من اليوم بالتعاون مع العديد من الجهات الحكومية والخاصة.

من جهتها أكدت الدكتورة منال محمد شمس استشارية طب الأسرة والمجتمع بالرعاية الصحية الأولية بجدة، على الدور الذي تبذله شركات القطاع العام والخاص في إنجاح حملة «بطلت التدخين» الخاصة بالإقلاع عن التدخين، على رأسها وزارة الصحة بعيادات الإقلاع عن التدخين الموجودة في منطقة مكة، حيث اعتمدت هذه العيادات بروتوكولا خاصا وموحدا تم وضعه بإشراف الدكتورة نهى دشاش بناء على بحوث ودراسات علمية وأدلة إرشادية سريرية لكي تكون آلية العلاج واحدة في جميع العيادات على حد سواء، كما تشارك في هذا البرنامج لجنة التثقيف الصحي.