أمين المنطقة الشرقية: نتعامل مع مدينة مختنقة وبنية متهالكة.. ونراقب المقاولين ونحاسب المقصرين

المهندس ضيف الله العتيبي لـ«الشرق الأوسط»: مشكلة نفق الدمام تصميمية وتكلفة إعادة إعماره 70% على المصمم والمشرف و30% على المقاول

المهندس ضيف الله العتيبي
TT

تبدو المنطقة الشرقية منذ نحو 3 سنوات أشبه ما تكون بخلية نحل، عشرات الطرق جرى إغلاقها وتحويل المسارات فيها، في حين ينشط عمال ومقاولون في تحويل الطرقات وتحديث البنية التحية في واحدة من أكثر المناطق ازدحاماً بحركة السير. ورغم السجال اليومي الذي يتصاعد جراء الأعمال التي تم تنفيذها دفعة واحدة إلا أن المنطقة وخاصة حاضرتها الدمام شهدت جملة مشاريع أسهمت في تغيير وجه المدينة.

وفي حوار «الشرق الأوسط» مع أمين المنطقة الشرقية المهندس ضيف الله العتيبي في الدمام, يتحدث عن الرؤية لتطوير حاضرة المنطقة الشرقية ومنها اعتماد المخطط الارشادي لحاضرة الدمام وثلاث محافظات اخرى هي الجبيل والقطيف ورأس تنورة، وكذلك تغيير مسار عشرات الطرق لفك الاختناق والعمل على جملة مشاريع انمائية بلغ عددها 490 مشروعاً، بقيمة تصل لستة مليارات ريال. كذلك تتطلع الدمام لاستقبال واحد من أكبر المشاريع الحضارية، وهو مركز الملك عبد الله الحضاري الذي يعد حين الانتهاء من انشائه أحد أبرز المراكز في الخليج ويحتوي على فندقين ومارينا ومسرح ومتاحف وقاعات تستوعب 2500 شخص، وسيصبح المركز الرئيسي للاجتماعات وتنظيم المعارض. فإلى تفاصيل الحوار:

* تبدو المنطقة الشرقية ورشة عمل كبيرة، حدثنا عن حجم العمل الذي تقوم به أمانة المنطقة الشرقية؟

- لدى أمانة المنطقة الشرقية في الفترة الحالية مشاريع تتجاوز قيمتها 6 مليارات ريال، وهي مشاريع جديدة ستغير وجه المنطقة الشرقية بشكل كامل، وأغلب هذه المشاريع ما زال تحت التنفيذ أو تحت الترسية، ويتجاوز عدد هذه المشاريع 490 مشروعاً، 140 مشروعاً منها تنفذ في حاضرة الدمام وحدها، مما يعطي فكرة عن حجم العمل الذي تقوم به أمانة المنطقة، لأن هذه المشاريع هي مشاريع خدمية تمس حياة المواطن بشكل مباشر مثل مشاريع فك الاختناقات المرورية، أو تأهيل وتطوير الأحياء القديمة، أو الحدائق وساحات المدن..

* خلال الفترة الماضية عملت الأمانة على إعداد جملة من المشاريع العمرانية والخدمية، ماذا أنجز من هذه المشاريع؟.

- أنجزت الأمانة خلال الفترة الماضية جملة من المشاريع التي تعدها رئيسية في تطوير الخدمات في المنطقة، من بينها إنجاز مشروع أنظمة البناء في الحاضرة، وهذا المشروع حلّ الكثير من المشاكل التي كانت الأمانة تواجهها بشكل مستمر، كما تم إنجاز المخطط الهيكلي لاستخدام الأراضي في حدود النطاق العمراني، وكذلك إنجاز دراسة المشاكل العمرانية والبيئية والتخطيطية وكذلك وضع الحلول العملية لها عبر مخطط تفصيلي لمعظم المشاكل التي تعاني منها المناطق العمرانية في المنطقة، والتي ظهرت أثناء الدراسة.

كذلك أنهت الأمانة اعتماد المخطط الهيكلي لحاضرة الدمام، وشمل المخطط تغيير استخدام كثير من الشوارع في الحاضرة، وتحديد ارتفاعات المباني حيث تم السماح ببناء أدوار أعلى تتراوح بين 10 طوابق إلى 40 طابقا في المحاور الرئيسية للمدن التي تم تغيير الشوارع فيها.

وتم وضع جميع مخططات المنطقة الشرقية على موقع الأمانة على الانترنت، حيث يمكن لكل مواطن أن يتعرف على نوع الخدمات والمواصفات التي يتيحها النظام للأرض التي يملكها، وكذلك عدد أدوار البناء المسموح بها للمخطط التي تقع فيه الأرض، التي ينوي شراءها أو يملكها قبل البدء في استثمارها أو البناء فيها.

هذا الإجراء حل كثيرا من المخالفات والمجاملات التي كانت تحدث نتيجة غياب المعلومات عن طبيعة الأراضي سابقاً، ووفر قدراً كبيراً من الشفافية والكثير من المعلومات التي يحتاجها كل من يملك أو يريد شراء أرض سواء للاستثمار أو السكن، رغم أنه ليس هناك أي مبرر لحجب مثل هذه المعلومات قبل اتباع هذا الإجراء. أيضاً تعمل الامانة للتحول للأمانة الالكترونية وسيكون بإمكان المواطن الحصول على الخدمات عن طريق الإنترنت قريباً قبل نهاية العام الحالي.

* ما هو دوركم كأمانة في تنفيذ مشروع خادم الحرمين للإنماء المتوازي؟

- البداية تكون عبر المخطط الإقليمي للمنطقة والذي يحدد مواقع المدن والمحافظات ونوعية النشاطات التي يمارسها السكان وربط أطرافها بشبكة من الطرق ودراسة احتياجات كل منطقة وتوزيع المشاريع على المحافظات الأقل نمواً التي تضيف لها عامل الاستقرار وتقلل من حركة هجرة السكان إلى المدن للحصول على الخدمات، مثل مشروع جامعة أو مستشفى تخصصي أو مطار، وتوزيع المشاريع بهذه الطريقة يعطي عامل استقرار للمناطق الأقل نمواً لأن المواطن سيحصل فيها على الخدمات التي يحتاجها ولن يكون مضطراً للهجرة إلى المدن الرئيسية للحصول على هذه الخدمات.

* ماذا بشأن ما أعلن عنه من استراتيجية لأمانة المنطقة الشرقية لتطوير العمل البلدي؟

ـ بدأت الأمانة العمل على تنفيذ إستراتيجية تتضمن 25 هدفاً استراتجياً بينها أهداف لفك الاختناقات المرورية وأهداف للحد من ارتفاع أسعار الأراضي، وكذلك تطوير الشواطئ، ونتج عن هذه الإستراتيجية 60 مبادرة قابلة للتحقيق، فمثلاً في هدف الحد من ارتفاع أسعار الأراضي تبنت الأمانة تعديل ارتفاعات المباني في مواقع كثيرة في الدمام والخبر والقطيف، إضافة إلى أن الأمانة رخصت لكثير من مجمعات الأبراج كتلك التي يزمع إنشاؤها في مدينة الخبر أو التي ستقام في مدينة الدمام على طريق المطار والتي يتجاوز عدد الأدوار فيها الـ 30 دورا، أيضاً وضعت برامج لكل هدف استراتيجي وهدفا محددا مثل تطوير الاحياء القديمة، التجميل، رفع الوعي البيئي، تجميل المدينة، فك الاختناقات، زيادة الرقابة الصحية، عيون النظافة، تقييم البلديات، زيادة الاستثمارات، التواصل مع المجتمع.

* الأمانة تعد لمشروع ثقافي ضخم هو (مركز الملك عبد الله الحضاري) في منتزه الملك عبد الله على كورنيش الدمام، ما هي ملامح هذا المشروع؟

- بدأت الأمانة في الإعداد للمشروع الذي سيكون على مساحة 250 ألف متر مربع، حيث طرحت تجهيز الموقع الذي قد يكلف (التجهيز) أكثر من 80 مليون ريال، فيما المشروع بالكامل تتجاوز تكلفته التقديرية مليار ريال، ويشمل المشروع بالإضافة إلى المركز الحضاري الذي يضم مسرحا وقاعات اجتماعات وقاعات محاضرات ومتاحف وصالات عرض للفنون وحديقة وفندقين أحدهما من فئة الـ 5 نجوم ومارينا وجسرا يصل الجزيرة التي يقع عليها المركز بالشاطئ الغربي للمدينة. وفائدة المشروع أنه يلبي حاجة ملحة، فلا يوجد لدينا في الدمام موقع يستوعب 2500 شخص في وقت واحد، فهذا المشروع عند إنجازه سيكون أكبر مركز في المنطقة الشرقية يستطيع أن يضم فعاليات متعددة ويقدم خدمات متعددة في نفس الوقت ويستوعب أكبر عدد من الأشخاص يفوق 11000 شخص وهو مركز حضاري، ثقافي، اجتماعي، يلبي احتياجات المدينة. هناك مرافق من المشروع يمكن أن تمول نفسها كالفندقين، لكن تجهيز البنية التحتية والخدمات لا بد أن تعدها الأمانة، والمشروع سيكون على مراحل، وهو من المشاريع التي نبحث من خلالها عن شراكة مع القطاع الخاص.

* منطقة وسط الدمام، تسعى الأمانة للحفاظ على هذه المنطقة عبر خلق نموذج منها للعمارة في المنطقة الشرقية والخليج؟

ـ أجرت الأمانة دراسة حول إمكانية أن منطقة وسط الدمام يمكن أن تمثل العمارة في المنطقة الشرقية وصممنا نماذج للمنطقة فأصبح البناء أو الترميم في هذا الموقع يتم عبر هذه النماذج، وذلك من أجل تكوين وسط للمدينة ذا طابع تجاري وله أيضاً طابع تراثي يحكي تاريخ المنطقة. والأمانة تقيم ورش عمل مع مالكي العقارات في الموقع، لكن هذا المشروع حتى يكتمل ونصل إلى النماذج التي وضعناها نحتاج إلى عدة سنوات.

* طرحتم أكثر من مرة فكرة إنشاء شركة للأمانة.. ألا تفقدكم مثل هذا الخطوة دوركم الرقابي على المشاريع المنفذة في المنطقة؟

ـ فكرة الشركة مستقلة كلياً وتساهم في تنمية المنطقة وستكون مملوكة للأمانة مثل شركة الرياض وشركة جدة وغيرها من الشركات التي أطلقتها أمانات المناطق والمدن، وستخضع الشركة لرقابة الأمانة كما هي على شركات القطاع الخاص عند تنفيذ المشاريع وستكون ذراعا اقتصادية للأمانة وتقوم بالتطوير بمفردها أو بالشراكة مع الشركات الاخرى والقطاع الخاص.

* هل ستنقل الأمانة ملكيتها لبعض الأراضي الاستثمارية لهذه الشركة، أو ستمنحها بعض الامتيازات؟

- سيكون للشركة أصول تستثمرها من خلال تطويرها إما بقدراتها الذاتية أو مع شريك أو مجموعة شركاء من القطاع الخاص، فعلى سبيل المثال يمكن للشركة العمل على تطوير المدينة المستقبلية التي تنوي الأمانة إقامتها في منطقة العزيزية بالقرب من مدينة الخبر، أو تطوير أحد المنتزهات التي يمكن تطويرها بالمشاركة مع القطاع الخاص.

أما من ناحية المشاريع التي ستطرح فستكون للجميع وشركة الأمانة كغيرها سوف تنافس على هذه المشاريع.

* إلى أين وصلتم في تأسيس الشركة؟

ـ مشروع الشركة انجز منه كثير من الامور وسيتم العرض على وزير الشؤون البلدية والقروية، ثم الرفع للمقام السامي حتى يصدر الأمر السامي بتأسيسها، وتعمل في مختلف المشاريع، كأي شركة أخرى، وكونها ذراعا اقتصادية للأمانة، يعطيها مرونة أكثر في تنفيذ وتمويل المشاريع والتطوير على أسس اقتصادية ومرونه كافية لإنجاز العمل بجودة عالية ومهنية عالية.

* ما هي قصة نفق الدمام الذي أصبح مثالاً لقلة الجودة في المشاريع التي تديرها الأمانة؟

ـ مشكلة النفق مشكلة تصميمية، وليست متعلقة بالمقاول المنفذ لهذا المشروع، لذلك يتحمل تكلفة إعادة إعماره المصمم والمشرف على المشروع بنسبة 70 في المائة، كما يتحمل المقاول المنفذ نسبة 30 في المائة.

* هل جرى تحميل المقاول والمشرف على المشروع والمصمم هذه التكلفة؟

ـ رفعت اللجنة توصيتها لوزير الشؤون البلدية والقروية بذلك.

* وماذا عن قرار اللجنة الوزارية التي حملت الأمانة جزءا من التكلفة؟

ـ اللجنة لم تحمل الأمانة شيئا والتقرير يوضح ذلك.

* يلاحظ أن الأمانة لجأت بعد مشروع نفق الدمام إلى شركات أجنبية في تنفيذ المشاريع الكبرى التي تنفذها، خصوصاً تلك التي تتضمن أنفاقاً وجسوراً في نفس الموقع؟

ـ كانت لدينا رغبة منذ بدء التوسع في تنفيذ المشاريع في أن تتنافس شركات أجنبية مع شركات محلية على هذه المشاريع من أجل الجودة، ونحن في أمانة المنطقة الشرقية دعونا كثيراً من الشركات الأجنبية، الإيطالية والبريطانية والأميركية والصينية وقدمنا لهم عروضا عن المشاريع التي سننفذها في المنطقة، لكن كانت الشركات متخوفة من نظام المشتريات الحكومية، وتقدمت الشركات الصينية بعروض للمشاريع التي نطرحها في مناقصة كأي مستثمر آخر، وفي بعض المشاريع فاز مستثمرون محليون وفي مشاريع أخرى فازت الشركات الصينية، وهذا لا يعني أن لهم أفضلية أو أن الأمانة ترسي مشاريعها عليهم، لكنهم وغيرهم من المستثمرين يتقدمون بعروضهم المالية والأمانة تختار العرض الأفضل.

* لكن ألا تلاحظ أن المشاريع تنفذ ببطء شديد في الدمام؟

ـ من يقول ذلك لا يرى ما يقع تحت طبقة الأسفلت.. فهناك بنية متكاملة تحت هذه الطبقة تحتاج لموافقة عدة جهات، بعضها يرفض الموافقة على تنفيذ المشروع فنضطر للتخلي عنه، فنحن نتعامل مع جهات متعددة ونحتاج موافقتها في كل ما سنقوم به في الشارع، وإذا وافقت هذه الجهة فهناك فترة زمنية لنقل الخدمات من الموقع، كالمياه والكهرباء والصرف الصحي.

كما أن الكثير من مواقع العمل بحاجة لوقت يمتد لبضعة اسابيع يتمكن خلالها المقاول من العمل على خفض منسوب المياه من الموقع.

بالنسبة إلينا، طالبنا المقاولين تنفيذ المشاريع بأسرع وقت ممكن لفك الاختناقات التي تحدث في المدينة ووعدناهم بتسليم كامل قيمة المشروع حالما يتم الانتهاء من الأعمال، وعدم التقيد بنظام وزارة المالية دفع 10 في المائة من قيمة المشروع بعد السنة الأولى.

* لكن هناك مشاريع متعثرة مثل الطريق الدائري..

- نعم هناك مشاريع متوقفة منذ خمس سنوات، الطريق الدائري يراوح مكانه منذ خمس سنوات، وهناك نفق الميناء هو الآخر يجري العمل فيه منذ خمس سنوات، لكن هذين المشروعين غير مرتبطين بأمانة المنطقة الشرقية، فالأول تنفذه وزارة النقل والآخر المؤسسة العامة للموانئ.

لكننا نواجه عقبات متعددة، بينها استخراج الرخص واقناع الجهات ذات الصلة، فالمرور على سبيل المثال يطالبنا بعدم إغلاق تقاطعات معينة في فترة الإجازة وفي رمضان وفي فترة الحج، ونحن نتعامل مع مدينة مختنقة، وبنية تحتية متهالكة ويلزمها المزيد من التقويم والصيانة.

لدينا مشروع لفتح ثلاثة مداخل لمدينة الدمام من جهة الغرب ووضعنا تصميماتها وتم ترسية اثنين والثالث قيد الدراسة.

* برغم الخطط التي تتحدث عنها عن فكّ الاختناقات عن الدمام فهذه المدينة ما زالت تعاني من الاختناقات.. هل هناك خطة لإنهاء معاناة أهل الدمام وزوارها؟.

ـ وضعت الأمانة لفك الاختناقات المرورية وتسهيل حركة المرور ضرورة انسيابية 25 تقاطع ضمن خطتها لتطويرها إما ببناء جسور أو بأنفاق أو بالاثنين معاً، وتم الانتهاء من سبعة تقاطعات، وسبعة أخرى تحت التنفيذ والبقية تحت الترسية.

* أسعار الأراضي رغم إجراءات تعديل ارتفاع المباني في بعض المواقع وتطوير مخططات أو فسح أخرى لم تتأثر فما زالت مرتفعة.. إلى أي شيء تعزون ذلك؟ - لا يوجد نقص في الأراضي في المنطقة، وتعادل المساحة الفارغة في الكتلة العمرانية ما نسبته 60 في المائة من المساحة الكلية، والمخططات المعتمدة خارج النطاق العمراني تعادل أربعة أضعاف مساحة الكتلة العمرانية، فمثلاً، ضاحية الدمام وحدها تضم 17 ألف قطة وكل قطعة تحصل على الترخيص ببناء وحدتين سكنيتين، مما ينتج عنه وجود 34 ألف وحدة سكنية، يمكن أن تستوعب أكثر من 200 ألف نسمة.

لكن ارتفاع الأسعار الذي تشهده الأراضي في المنطقة الشرقية مشابه لارتفاع سوق الأسهم، فليس له أي مبرر إلا الاحتكار، وعلى المواطن أن يفطن لهذه اللعبة التي يمارسها الإقطاعيون في سوق العقار، عليه أن يتوقف عن الشراء إذا كانت الأسعار غير معقولة عندها ستتراجع الأسعار لأن القضية هي: عرض وطلب، لكن طالما أن تجار العقار يجدون من يشتري بالأسعار التي يعرضونها فسترتفع الأسعار بالتأكيد.

* ملف الأراضي في أمانة المنطقة الشرقية من الملفات المستحيلة الحل ما هي حلول الأمانة لهذا الملف؟

- عندما تسلمت العمل في الأمانة وجدت في أدراج الأمانة ملفات لنحو 12000 منحة ملكية، وأكواماً من ملفات طلب المنح، وقررنا أن يعمل تنظيم لها، فتم إدخال المنح الملكية في الحاسب الآلي، ووجدنا هذه المنح يمتد تاريخها من عام 1974 واحتاجت الأمانة إلى 14 موظفا بأجر مقطوع ولمدة 6 أشهر لإدخال بيانات طلب المنح التي بلغت 180 ألف طلب، وما يثار أن لدى أمانة المنطقة الشرقية 192 ألف منحة غير صحيح، لدينا 12 ألف منحة ملكية والباقي طلبات منح لم يتم فحصها وتدقيق معلوماتها، ويمكن أن أصحابها قدموا في أكثر من موقع أو حصلوا على منحة في موقع آخر.

في الوقت الحالي لا تملك الأمانة أراضي لتطبيق هذه المنح، فقد كان لديها أرض قريبة من ضاحية الملك فهد بالدمام كانت ستستوعب 10 آلاف منحة، وعندما أخذ القرار تطبيق المنح على هذه الأرض اعترضت شركة الكهرباء، لأن الأرض تنازلت عنها الأمانة قبل 30 سنة، وطالبنا كل الجهات التي تملك الأراضي في المنطقة لكن لم نحصل على أراض لتطبيق المنح عليها.

* هل توقف تطبيق المنح في حاضرة الدمام؟

ـ لا لم يتوقف وبدأنا بتطبيق المنح الملكية في العزيزية ووصلنا في الطلبات إلى عام 1996، لكن لا تملك الأمانة أرضا تستوعب كل هذه المنح دفعة واحدة.

* هل لديكم تصور لمنطقة العزيزية الساحلية؟

ـ هناك خطة عمل ودراسة أنجرتها الأمانة في الفترة الأخيرة على مدى 30 سنة مقبلة، لتصور مدينة مستقبلية في منطقة العزيزية المجاورة لمدينة الخبر، كما تشمل الدراسة كذلك زيادة مساحة الواجهة البحرية في شاطئ نصف القمر إلى 60 في المائة عن مساحته الحالية. هذه الدراسة التي تم إنجازها تضع تصوراً لبناء مدينة متكاملة بالقرب من مدينة الخبر تستفيد من الأراضي التي تملكها الأمانة في منطقة العزيزية، وللمعلومية مساحة منطقة العزيزية أكبر من مساحة مدينة الخبر، لكنها لم تخطط بشكل متكامل وإنما تم تخطيطها على وحدات منفصلة عن بعضها. وستكون المدينة المستقبلية أحد مشاريع شركة الأمانة عند بدء أعمالها وستنجز هذا المشروع الضخم بالشراكة مع القطاع الخاص. أما شاطئ نصف القمر فهناك مشروع مطروح أمام وزارة المالية لتمويل زيادة مساحة الشاطئ كما ذكرت إلى 60 في المائة عن مساحته الحالية، وسبق أن طرحت الأمانة دراسة مشابهة لكنها رفضت من قبل وزارة المالية بسبب ارتفاع كلفة المشروع، ونحن الآن في إعادة طرحها مرة ثانية وسينتج عنها تصور لمدينة جديدة في شاطىء نصف القمر على أحدث الطراز لتخدم أهل المنطقة للأعوام الثلاثين القادمة.

* طرحت الأمانة منذ أكثر من عام فكرة التحول إلى أمانة الكترونية، أين وصل هذا المشروع؟

- الأمانة تسعى إلى التحول إلى أمانة الكترونية حيث أنجزت حتى الآن 8 خدمات بلدية يتم إنهاؤها عبر موقع الأمانة وتتطلع الأمانة لإنجاز 30 خدمة بنهاية العام الجاري لتصل مع نهاية العام المقبل 2010 إلى 60 خدمة يمكن تقديمها عبر الانترنت من موقع الأمانة، ولا يتطلب إنجاز تلك الخدمات الحضور إلى مبنى الأمانة أو إدارات البلديات التابعة لها.

نسعى في أمانة المنطقة الشرقية إلى أن نكون أول أمانة الكترونية في السعودية، لدينا 170 خدمة نقدمها للمواطن إما بصورة مباشرة أو غير مباشرة، وفي إطار سعينا لإنجاز ذلك خفضنا العمليات من 750 عملية، إلى 500 عملية، هذه النسبة التي تزيد عن 30 في المائة ساعدتنا في أتمتة خدماتنا بشكل أسرع، فسبق عملية التحول إلى خدمات الكترونية خفض للعمليات بنسبة تعادل الثلث.

* ماذا حققت الأمانة على الصعيد الداخلي خلال السنوات الخمس الماضية؟

ـ استطعنا رفع إيراداتنا إلى الضعف خلال ثلاث سنوات، مما أعطانا الفرصة لزيادة مخصصات صيانة الطرق والمشاريع التي تديرها الأمانة إلى الضعف أيضاً، كما شكلت الأمانة قسما خاصا بالجودة، وتم تدريب مهندسين لهذه المهمة، كما تم تشغيل مختبر المنشآت ومختبر الأغذية، وبإمكان الأمانة عبر هذين المختبرين فحص أية عينة سواء من المشاريع أو من المواد الغذائية في وقت وجيز جداً، تم زيادة المراقبين الصحيين إلى ثلاثة اضعاف، تم زيادة المهندسين إلى الضعف، تم رفع الانجازات في انهاء الاعمال البلدية إلى نسبة 40 في المائة من الوقت السابق في رخص البناء والتخطيط العمراني، تم انجاز الخطة الاستراتجية للأمانة والعمل برؤية واهداف استراتيجية، تم انجاز عدد 15 حيا في الدمام والخبر، فتح اكثر من 200 كيلومتر من الشوارع في المخططات الجديدة، سفلتة اكثر من 200 كم من الشوارع في المخططات، انجاز اكثر من 150 حديقة وساحة بلدية، مضاعفة المحلات الترفيهية.

* ما هي مهام إدارة الجودة وهل كان لها تأثير على المشاريع، خصوصاً وان البعض يعتبر المشاريع التي تنفذها الأمانة ذات جودة منخفضة؟

ـ بعض المتعاقدين مع الأمانة (المقاولين) لم يكونوا مستوعبين لفكرة وجود قسم متخصص في الجودة لمراقبة عملهم، لكننا بدأنا عبر ورش عمل مشتركة، وابلغنا كافة المقاولين بأن قسم الجودة في الأمانة يعمل لمراقبة إدارات الجودة لديهم، ولن يغني عن هذه الإدارات، وقد أعادت هذه الإدارة الكثير من المشاريع إلى بدايتها كما غرمت كثيراً من المقاولين الذين لم يلتزموا بالمواصفات القياسية التي يتطلبها المشرع.

* من أهداف إستراتيجية الأمانة إعادة تأهيل وتطوير الأحياء القديمة في حاضرة الدمام؟ - تم حصر 30 حيا من الأحياء القديمة وبدأت الأمانة في إعادة تأهيل هذه الأحياء وتطويرها وتم الانتهاء من 6 أحياء حتى الآن، يتلخص هذا المشروع في إنارة جميع شوارع الحي، وإعادة سفلتة ورصف جميع شوارع الحي ووضع شبكة لتصريف مياه الامطار.

* أين دور الأمانة من الحفاظ على المواقع والأسواق التاريخية في المنطقة؟

ـ أكبر دليل على اهتمام الأمانة بالأسواق التاريخية والمواقع، سوق القيصرية في محافظة الأحساء، حيث تمت إعادته إلى سابق عهده بعد الحريق الشهير الذي أتى عليه، ولدينا في الفترة الحالية مشروع متكامل لحي القزاز في مدينة الدمام، يحافظ على هوية المدينة، لدينا مشروع لسوق السمك في القطيف، وهو مطروح للمستثمر. بالنسبة لسوق الخميس بمحافظة القطيف كموقع فالأمانة تحافظ على هذا الموقع لكن كمبان ليس لها هوية عمرانية.

* ماذا بشأن الأسواق الشعبية.. التي كانت تمثل معلماً في بعض المدن؟.

ـ هذه الأسواق موجودة في الأحساء وتقام بشكل دوري كما يقام سوق الخميس في القطيف بشكل أسبوعي، ولم نلغِ أي سوق شعبي يقام في موقع معين، لكن الأمانة والبلديات التابعة لها تحارب الباعة الجائلين، لاعتبارين الأول صحي فالمواد التي يعرضونها تتعرض للحرارة العالية والرطوبة والغبار، كما أن الباعة لا يمكن التأكد من سلامتهم الصحية.

والاعتبار الثاني تنظيمي فالباعة الذي يحصلون على رخص البيع والرخص الصحية وغيرها قد أثر وجود مثل هؤلاء الباعة على دخلهم.

* ماذا بشأن تجميل المدن؟

ـ أنجزت الأمانة حتى الآن 150 حديقة وساحة بلدية، في مختلف مدن ومحافظات المنطقة، هذه الحدائق والساحات مختلفة بشكل تام عما كان سائداً في الماضي، حيث تضم الحديقة مضمارا للمشي، وملاعب رياضية للشباب وللصغار، وملاعب للأطفال، وجلسات وأصبحت الحدائق ملتقى لسكان الحي.

* رؤساء البلديات ورؤساء الإدارة في الأمانة يبقون في مناصبهم لفترات طويلة تمتد إلى أكثر من 12 سنة دون أن يقدموا جديدا في المناطق التي يعملون فيها فهل لدى الأمانة آلية لتدوير هذه المناصب؟

ـ التدوير أمر مهم إذا كان هناك موظفون جاهزون لمثل هذه المواقع، لكن التدوير من أجل التدوير فقط أمر لا يصب في صالح العمل أولاً ولا في صالح جهة العمل.

عندما تسلمت العمل في أمانة المنطقة الشرقية كان عدد المهندسين 85 مهندسا بمن فيهم الأمين، ولدينا في الأمانة 27 بلدية، إضافة إلى إدارات في البلدية يجب أن يديرها مهندسون، واستطعنا خلال الفترة الماضية مضاعفة عدد المهندسين في الأمانة. رئيس البلدية بشكل عام يكتسب مع مرور الزمن خبرات عملية ومعرفية من ناحية علاقته بالمجتمع وتعرفه على عادات المجتمع المحلي الذي يعمل فيه والأراضي والأملاك والمواقع الاجتماعية، وزعزعة مثل هذه المراكز المستقرة قد يكون مضر أكثر مما هو مفيد. وقد استحدثنا في الأمانة معايير ومؤشرات لقياس حجم الأداء وسرعة الإنجاز بين البلديات في جميع المجالات، هذه المعايير تخلق نوعا من المنافسة بين رؤساء البلديات لتطوير أدائهم، وتسهم تلك التغيرات الجذرية في الانجاز وسرعة تلبية احتياجات المواطنين.

* كيف تقيسون رضا الجمهور عن أداء الأمانة؟

أحد اهداف الامانة التواصل مع المجتمع وقياس رضا المتعاملين ولدينا أكثر من طريقة منها موقع الأمانة الإلكتروني الذي نجمع عن طريقه الكثير من الآراء والأفكار، وأنا أطلع على كل ما يكتب على الموقع، كذلك باب مكتبي مفتوح للكل ممن يريد أن يشتكي من سوء خدمة أو من موظف، وفي اليوم الواحد يأتي إلى مكتبي ما يقارب 40 مراجعاً وإن كان 90 في المائة منهم يراجعون بخصوص مشكلات تتعلق بالأراضي، إلا أنهم يقيسون حالة ويمكن عن طريقهم أن أعرف مستوى الخدمة التي تقدم لهم من الموظفين. من طرق استقراء رأي الجمهور، خدمة طوارئ الأمانة (940) الذي استقبل على مدى ثلاث سنوات أكثر من 700 ألف مكالمة.

* كيف هي علاقتكم بالمجالس البلدية؟

ـ علاقتنا أكثر من ممتازة، ولدينا 15 مجلسا بلديا وعلاقتنا طيبة معهم، على سبيل المثال مجلس بلدي حاضرة الدمام، قدمت له الأمانة 75 عرضاً لبرامج تقوم بها الأمانة دون طلب من أعضاء المجلس، ونفذت الأمانة 95 في المائة من قرارات وطلبات المجلس، لكن هناك أعضاء معينين اثنين أو ثلاثة لدينا معهم اختلاف في الآراء، وأن الاختلاف في الرأي جيد وصحي. أما القول بعدم تنفيذ قرارات المجلس فهذا غير صحيح، والادعاء بعدم وجود الشفافية تدحضه الحقائق التي تقول غير ذلك.

* ما هو دور الأمانة في حماية البيئة البحرية من الزحف العمراني، وحماية مواقع ومحاضن تكاثر الأسماك في المنطقة التي يكثر الحديث في الفترة الحالية حول إمكانية تعرضها للدفن (خليج تاروت، وبحر صفوى)؟

ـ هناك لجنة مكونة (بأمر سامي) تنظر في كافة طلبات دفن الشواطئ، ولم يتم دفن أي منطقة منذ ان توليت الامانة، أما منطقة رأس تنورة التي ذكرت فهي تعتبر منطقة ميتة ومعزولة وتعرض لدفن في فترة سابقة، وأوصت اللجنة أخيراً بدفنه والقرار سيعرض مرة أخرى على المقام السامي، واللجنة عند دراسة أي حالة تنظر إلى الضرر والمنفعة وتغلب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة.

* أخيراً.. ما هي صورة مدينة الدمام في مخيلتكم؟

- عندما وضعنا دراسة للمشاكل التي تعاني منها المدينة وجدنا أن كل مشكلة تحتاج إلى برنامج مستقل لحلها. الآن تجاوزنا الكثير وبدأت هذه البرامج تعمل بشكل متناغم، ستكون آثارها واضحة خلال السنوات المقبلة، لا أقول إنها أفضل مدينة في الوقت الراهن لكنها ستكون افضل في السنوات المقبلة عندما تكتمل المشاريع التي نعمل عليها الآن. المدينة سبق تخطيطها من قبل ولن نستطيع تجاهل ضيق الشوارع التي تعاني منها في الوقت الراهن والتي عندما خططت لم يؤخذ في الحسبان مسألة نمو المدينة، لكن نحن وضعنا برامج سينتج عنها حل الكثير من مشاكل المدينة وسيكون الوضع ان شاء الله على درجة عالية من الرضا.