السعودية تدرس وضع الصور التحذيرية على علب السجائر

أطفال جدة يشكون تدخين ذويهم عبر رسومات ملونة

TT

تدرس السعودية وضع صور تحذيرية على علب السجائر ضمن خطوات السلطات المختصة للحد من ظاهرة التدخين ومحاربتها في أوساط مختلف شرائح المجتمع.

وعلى طريقتهم الخاصة بعثت مجموعة من أطفال جدة يوم أمس الأول رسائل مرسومة ومكتوبة إلى ذويهم الذين يزعجونهم يوميا بدخان سجائرهم عبر لوحات تنافسوا على رسمها ووضعها في معرض معلق في احد الأسواق التجارية بجدة.

وقد أثبتت اللوحات المعلقة النسب الكبيرة من المدخنين مما أجبر اللجنة المنظمة للفعالية رفع مقترح لإدارة السوق للاستعانة بوجهات المحلات لعرض باقي اللوحات، وهو الأمر الذي أكدته لـ«الشرق الأوسط» الدكتورة منال شمس منسقة برنامج مكافحة التدخين بالرعاية الصحية الأولية بجدة خلال تدشين فعاليات اليوم العالمي لمكافحة التدخين، الذي نظمته إدارة الرعاية الصحية الأولية بصحة جدة بالتعاون مع برنامج مكافحة التدخين بوزارة الصحة تحت شعار (نعم للتحذيرات المصورة على علب التدخين لا للعبارات المضللة) بمركز رد سي مول بجدة.

والذي كشف فيها الدكتور سامي بن محمد باداود مدير الشؤون الصحية بمحافظة جدة لـ«الشرق الأوسط» عن رفع مقترح للجهات المعنية لوضع تحذيرات مصورة على علب السجائر أسوة بما هو مطبق في بعض الدول، وذلك بعد إثبات دراسة علمية أن نحو 9 أشخاص من كل 10 مدخنين يعيشون في بلدان ليس فيها تحذيرات مصورة على علب السجائر. وقال في هذا الصدد، «تم رفع دراسة وافية للجهات المعنية بضرورة وضع الصور التحذيرية على علب السجائر وننتظر الموافقة الرسمية.

وأضاف باداود أن الضرر الذي يلحق بالمدخنين يعتبر من أكثر المسببات المرضية وأخطرها فتكا بصحة الإنسان، مما يستدعي تكاتف كافة أفراد المجتمع وشرائحه للتصدي لآفة التدخين.

مدير الشؤون الصحية باداود طالب الحضور من المدخنين إلى المبادرة الفورية في اتخاذ القرار الصائب بالامتناع عن التدخين حفاظا على صحتهم وصحة أطفالهم، ولحماية المجتمع من أضراره ومخاطره، مشيرا إلى أن معظم حالات أمراض سرطان الرئة والوفيات الناتجة عنها تحدث بسبب التدخين.

من جانبها قدرت الدكتورة منال شمس منسقة برنامج مكافحة التدخين بالرعاية الصحية الأولية بجدة عدد الوفيات للمدخنين في السعودية بنحو 30 ألفا سنويا من أصل أكثر من خمسة ملايين شخص يموتون سنويا لذات السبب على مستوى العالم، وهي النسبة التي تفوق وفيات أمراض الإيدز والملاريا والدرن مجتمعة.

وأكدت شمس أن العديد من دول العالم تسعى جاهدة لمحاربة وباء التبغ وإلزام الشركات المنتجة له بوضع تحذيرات مصورة على عبوات التبغ تظهر مخاطره تطبيقا لبنود الاتفاقية الإطارية لمنظمة الصحة العالمية في هذا الصدد. وأضافت الدكتورة شمس، أن التحذيرات المصورة على علب الدخان تشجع المدخنين على الإقلاع وتقلل جاذبية من لم يدمنوا عليه بعد.

وحول الحملة قالت الدكتورة شمس إن الحملة التوعوية لهذا العام ستركز على إيصال مجموعة من الرسائل الهامة للمجتمع، من أهمها نشر قصص النجاح وإظهار النتائج الايجابية للتحذيرات المصورة لنقول للمجتمع يمكنك فعل ذلك وهذه هي الطريقة، إضافة إلى مناقشة دور التحذيرات المصورة في إمكانية التنفير من الانجذاب لعلب التدخين، وتقديم خلاصة الخبرات العالمية الحالية فيما يتعلق بهذه التحذيرات، مع تقديم الإحصائيات التي تدل على ضعف إدراك الكثير من المدخنين لمخاطر التدخين.

وتشير منسقة برنامج التدخين إلى أن الرسائل ستشتمل أيضا على بيان ما الذي يجعل التحذيرات المصورة أكثر فاعلية والعلاقة بينها وبين تفاعل المشاعر، وكذلك توضيح أسباب فعالية هذه التحذيرات من خلال طرح أسئلة عما إذا كانت الصورة نفسها أو حجم الصورة؟ ام مكان وضع الصورة على العبوة؟ أم تنوع الصور؟ ومناقشة الأدلة على تأثير التحذيرات المصورة على مختلف الفئات العمرية والجنس، خاصة الشباب منهم.