المياه وصيف السعودية.. أزمات متلاحقة في أكثر من منطقة

بعض القرى هجرها أهلها.. ومدن تترقب العطش.. وأخرى ستنتظر عامين لوصول المياه المحلاة إليها

تعتمد الكثير من المناطق السعودية على مياه الأمطار («الشرق الأوسط»)
TT

هل يمكن أن يمر فصل الصيف في بلد صحراوي كالسعودية، تصل درجات الحرارة في مناطقه الوسطى الجافة لملامسة الـ50 درجة مئوية، دون أن يكون هناك أزمة مياه؟

بحسب تطمينات المسؤول الأول عن ملف المياه في السعودية، المهندس عبد الله الحصين، وزير المياه والكهرباء، فإن الأزمة لن تتكرر على الأقل في جدة وعسير، واللتين شهدتا فصولا من الانقطاعات صيف العام الماضي، دفعت بأن تتدخل القيادة في هذا الملف. ولكن، وبالرغم من تلك التطمينات، إلا أن بوادر الأزمة بدأت بالظهور في أكثر من منطقة. فالرياض على سبيل المثال، سجلت ازديادا مطردا في الشكاوى من الانقطاعات. وسكاكا تشهد تفاقم الأزمة نتيجة عطل في أحد خطوط الشبكة الرئيسية، وبعض قرى حائل هجرها سكانها نتيجة شح المياه، وتعطل بئر المنصورية جعل سكان عرعر يرزحون تحت وطأة أزمة لم يسلم منها موتاهم، والذين تم تأجيل غسل أحدهم بسبب تلك الانقطاعات.

وفيما تترقب مدن المنطقة الغربية فصل العطش السنوي الذي يصيبها في مقتل، نتيجة لموقعها المهم على خارطة السياحة المحلية، يبدو أن عددا من المدن قد تعايشت مع الأزمات التي لم تعد تقتصر على فصل الصيف فقط.

وعادة ما تتزامن مشاكل المياه، مع ازدياد متوازٍ في مشاريع النمو السكاني، فيما تشير دراسات ـ غير رسمية ـ إلى أن معدل استهلاك المياه في السعودية، يحتل المرتبة الثالثة عالمياً بعد الولايات المتحدة، وكندا، وهذه النسبة تشير بحسب الدراسات المبدئية إلى عجز مائي يقدر بنحو 1.5 مليون متر مكعب من المياه يوميا، في الوقت الذي انتقد فيه وزير المياه السعودي قبل أيام قليلة معدل استهلاك فرد بلاده للمياه والذي قدره بـ 250 لترا يوميا.

وفي المنطقة الشرقية من البلاد، برزت اعترافات رسمية تؤكد عدم وفاء ما تنتجه محطات التحلية هناك، باحتياجات الأهالي، ليبقى أمل هؤلاء معلقا بمشروع شركة مرافق المنتظر أن يوفر لمدن المنطقة الشرقية 500 ألف متر مكعب من المياه يوميا.

وفي غضون ذلك، سيستمر سكان محافظات الخفجي والنعيرية وقرية العليا وحفر الباطن، بحلم وصول المياه المحلاة إليهم، حتى نهاية عام 2011، والذي سيكتمل فيه مشروع رأس الزور، الذي سيزود أهالي تلك المناطق بالمياه المحلاة.