السعودية تعلن اكتشاف إصابة سعودي بإنفلونزا الخنازير

د. مرغلاني لـ«الشرق الأوسط»: اللوائح الدولية تمنعنا من حجر المشتبه بإصابتهم بالمرض

جانب من إجراءات فحص القادمين من الخارج («الشرق الأوسط»)
TT

أعلنت السعودية أمس رسمياً عن تسجيل ثاني إصابة بمرض إنفلونزا الخنازير، بعد أن اكتشفت إصابة شاب سعودي، وصل أول من أمس (السبت) إلى مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة، قادماً من الولايات المتحدة. وأوضح وزير الصحة، الدكتور عبد الله بن عبد العزيز الربيعة، في بيان صحافي أصدرته وزارته أمس، أن الحالة المكتشفة هي لطالب سعودي عاد إلى السعودية بعد انتهاء دراسته في الولايات المتحدة الأميركية. وأشار بيان وزارة الصحة إلى أن المريض عاد إلى السعودية أول من أمس (السبت) الموافق السادس من يونيو (حزيران) 2009، على رحلة الخطوط الجوية السعودية رقم (032)، القادمة من واشنطن إلى مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة، ثم استقل طائرة الخطوط السعودية من جدة إلى الدمام في رحلتها رقم (1108) عند الساعة السابعة من صباح أمس الأحد.

وأكد البيان، أن الفريق الطبي الوقائي التابع لوزارة الصحة في مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة اكتشف الحالة، بعد استعانته بتقنية الكاميرات الحرارية، التي تعمل على رصد كل من عليه أعراض مرضية، وتم إبلاغه باتباع الإجراءات الإرشادية الصحية اللازمة. وقالت وزارة الصحة، إنه «بناء على الاشتباه بالحالة تم إجراء الفحص المخبري، وأكدت الفحوصات إصابة الشاب بالمرض صباح أمس الأحد»، مؤكدة أنه جار استكمال الإجراءات الوقائية للمريض ومخالطيه، وفقاً للخطة الوطنية الاحترازية والإجراءات الموصى بها من منظمة الصحة العالمية لهذا المرض.

وكان مسؤولون في وزارة الصحة تحفظوا أول من أمس عن التعليق لـ«الشرق الأوسط» على معلومات عن الاشتباه بالحالة، بحجة أن المريض يخضع للمراقبة لمدة 24 ساعة، وأرسلت عينات مخبرية من فمه وحلقه إلى المختبر الإقليمي في جدة لفحصها، ولم تظهر نتائج تلك الفحوصات بعد.

ودعت الوزارة الركاب القادمين على الرحلة القادمة من واشنطن رقم (032)، والرحلة الداخلية من جدة إلى الدمام رقم (1108)، اللتين استقلهما الشاب المصاب بالمرض إلى الاتصال بإدارة الطب الوقائي بصحة جدة هاتف رقم (6640288/02)، والهاتف رقم (6640256/02) على مدار الساعة للتأكد من سلامتهم.

وعن سبب عدم حجر المريض ومنعه من السفر على رحلة داخلية إلى الدمام بعد الاشتباه بإصابته بالمرض، لتجنب انتشار العدوى بين ركاب هذه الرحلة أو مخالطيه في الدمام، أوضح المتحدث الرسمي لوزارة الصحة، الدكتور خالد مرغلاني لـ«الشرق الأوسط»، أن الوزارة تطبق لوائح وأنظمة دولية صادرة من منظمة الصحة العالمية، وهذه الأنظمة والتعليمات لا تجيز حجز المريض في مرحلة الاشتباه، وقبل ظهور نتائج الفحوصات المخبرية.

ولفت الدكتور مرغلاني إلى أن الوزارة أعدت خطة وطنية للاستعداد والتصدي لمرض الإنفلونزا، كما شكلت لجنة وطنية مهمتها متابعة تطبيق هذه الخطة، مؤكداً أن الإجراءات المتبعة غير قابلة للاجتهاد، وتشمل إخطار المريض المشتبه بالحالة، وأخذ عينات منه لفحصها مخبرياً، وتزويده بمجموعة من الإرشادات الوقائية التي تلزمه بعدم مخالطة الآخرين حتى ظهور نتائج الفحوصات.

وأكد المتحدث الرسمي في وزارة الصحة، أن الوزارة طبقت جميع هذه الإجراءات على الشاب السعودي المصاب، وتم إشعاره بالتعليمات الواجب اتباعها، إلا أنه غادر لاحقاً في رحلة داخلية من جدة إلى الدمام.

وشددت وزارة الصحة على أنها تنطلق في جميع إجراءاتها الاحترازية من رؤى وتوصيات علمية، من خلال لجان علمية وطنية محلية من استشاريين متخصصين وتوصيات منظمة الصحة العالمية، بما في ذلك الإجراءات المتعلقة بالسفر والمسافرين.

وقال مرغلاني، إنه يجب على مخالطي الشاب المصاب من ذويه مراجعة الجهات الصحية لأخذ التعليمات بطرق الوقاية من انتقال العدوى، وكذلك في حالة الاشتباه بانتقال العدوى إلى أي منهم. ويأتي اكتشاف هذه الحالة بعد أسبوع واحد فقط من اكتشاف حالة مماثلة لممرضة فلبينية تعمل في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في الرياض، فيما أصدرت وزارة الصحة بياناً «تطمينياً»، أكدت فيه أن الفحوصات الطبية، التي أخضع لها جميع المخالطين للممرضة، وعددهم 82 شخصاً، أظهرت سلامتهم من المرض، كما أظهرت سلامة آخرين من المشتبه بهم قدموا من الدول الموبوءة بهذا المرض، فيما دعت عدداً آخر من ركاب رحلة طيران الخليج، التي وفدت الممرضة على متنها إلى مراجعتها وإتمام الفحوصات اللازمة.

يشار إلى أن فرق المراقبة الصحية المنتشرة في المنافذ الدولية السعودية تخضع جميع المسافرين القادمين من سبع دول موبوءة بالمرض، هي: المكسيك، والولايات المتحدة الأميركية، وكندا، والمملكة المتحدة، وإسبانيا، وألمانيا، واليابان، للمراقبة من خلال تجهيزات حديثة زود بها المطار أخيراً.

كما تشمل إجراءات الفحص أيضاً جميع الركاب الواصلين من مختلف دول العالم بلا استثناء، ويُسأل أي راكب يكتشف وجود ارتفاع في درجة حرارته عن البلد التي قدم منها أو التي زارها في الفترة الأخيرة، وما إذا زار أياً من البلدان الموبوءة أم لا. وتشتمل تلك التجهيزات على أربع كاميرات مرتبطة ببرنامج إلكتروني لرصد درجات حرارة الركاب، تصل كلفة الجهاز الواحد منها 250 ألف ريال، ويصدر جهاز الفحص تنبيهاً آلياً في حال وصول درجة حرارة أي من الركاب إلى 38 درجة، ليتولى المراقبون الصحيون العاملون في المطار إعادة فحص درجة حرارة الراكب عن طريق الأذن.

إلى ذلك أوضح المهندس خالد المزعل، مدير مطار الملك فهد الدولي في الدمام لـ«الشرق الأوسط» أمس، أن المصاب شاب سعودي في العشرينات من عمره، كان طالباً في الولايات المتحدة، ووصل إلى مطار جدة الدولي قادماً من واشنطن، وتم رصده من قبل الكاميرات الحرارية الموجودة في مطار جدة، واشتبه بإصابته بالفيروس AN1H1، وتم سحب عينات منه للاختبار ولمزيد من الفحوص، مع أخذ كافة التفاصيل المتعلقة ببياناته الشخصية.

وأضاف أن المسافر واصل رحلته إلى الدمام على الرحلة رقم 1108 وبعد ظهور نتائج التحليل التي تبين أنها (إيجابية)، تم استدعاء الراكب لإبلاغه النتائج، ومن ثم تبدأ الأجهزة الصحية في متابعة الحالة. وقال المزعل، إن الإجراء المتبع في حالات الاشتباه هو سحب العينات مع اخذ بيانات المريض والسماح له بالعودة إلى مقر إقامته أو مواصلة رحلته، مفيداً، أنه لم يكن هناك قرار بالحجر عليه أو منعه من السفر في مطار جدة، ما دامت نتائج الفحوص لم تظهر بعد.