دراسة سعودية تطالب بإنشاء أندية رياضية شعارها «للنساء فقط»

الباحثة: لا بد أن تكون مغلقة لمراعاة خصوصية المرأة.. وستفتح مجالات جديدة لتوظيفها

TT

طالبت باحثة سعودية بإنشاء أندية رياضية مغلقة شعارها «للنساء فقط»، على غرار الأندية الخاصة بالرجال والمنتشرة في جميع المدن السعودية، تحت مظلة الرئاسة العامة لرعاية الشباب، بحيث تتضمن هذه الأندية ملاعب وامكانات تسمح للمرأة بمزاولة الرياضة والانخراط في الفرق النسائية، بما يجمع بين المتعة والفائدة، مرجعة ذلك لمحدودية فرص الترويح الخاصة بالمرأة، وهو ما جاء على ضوء دراسة أجرتها بعنوان «تحليل نمط توزيع الفرص الترويحية والسياحية المتاحة للمرأة السعودية في مدينة جدة باستخدام نظم المعلومات الجغرافية».

وأوصت الدراسة بزيادة الفرص الترويحية الموجودة والمخطط لها بأنشطة مصاحبة للأطفال، لكون هذا العامل يشجع المرأة السعودية على ارتيادها، إلى جانب تمكين أكبر شريحة من النساء من ارتياد الأماكن الترويحية المجانية، نتيجة عدم اقتدار بعض النساء على تحمل تكاليف استخدام المرافق الترويحية المأجورة، فيما أفصحت الدكتور أمال آل الشيخ، أستاذة في جامعة الملك عبد العزيز بجدة، عن أنها وجدت خلال دراستها ضرورة جعل هذه الأندية الرياضية متاحة برسوم رمزية، متوقعة أن تكون مجدية استثماريا للقطاع الخاص.

وفسرت آل الشيخ، في حديثها لـ«الشرق الأوسط»، مفهوم الأندية الرياضة الخاصة بالنساء، بكونها تتضمن ملاعب تسمح بمزاولة المرأة للرياضة وأماكن للركض والجري، ومساحات مائية لمزاولة بعض الأنشطة الترويحية كالسباحة والتزلج والألعاب المائية وغيرها، مؤكدة أن هذه الأندية تراعي خصوصية المرأة السعودية، ومن شأنها فتح مجالات جديدة لتوظيف النساء في قطاع إدارة الأندية الرياضية والعمل عليها تحت قيم وضوابط معينة، وهو ما تراه سيخفض من نسبة البطالة النسائية، التي وصلت لنحو 27 في المائة.

وبسؤالها عن الفرق بين جدوى هذه الأندية الرياضية والأندية الصحية النسائية المعمول بها حاليا، أوضحت آل الشيخ، أن الأندية الصحية تقع ضمن مسؤولية المراكز الطبية والمستشفيات، وتقدم خدماتها برسوم اشتراك لا تستطيع شريحة كبيرة من السيدات تحملها، إلى جانب اقتصار الأندية الصحية على تقديم أنشطة محدودة، في حين طالبت بأن تتحمل الرئاسة العامة لرعاية الشباب مسؤولية تنظيم الأندية الرياضية النسائية، وتوفيرها لأكبر شريحة من السيدات، وهو ما تراه يأتي كخطوة أولى في المدن الرئيسية، ثم تتوافر هذه الأندية لاحقا في جميع المدن السعودية.

وربطت الباحثة بين الحاجة لإيجاد أندية رياضية خاصة بالمرأة وبين ارتفاع معدل السمنة لدى السعوديات، حيث تقدر أحدث الاحصاءات نسبة النساء المصابات بالسمنة في السعودية بنحو 40 في المائة، فيما ترى آل الشيخ الاندية الرياضية من شأنها الحفاظ على صحة المرأة إلى جانب توفير بدائل ترويحية جديدة لها، وذلك بالقياس بالأندية الرياضية النسائية المغلقة، التي أكدت أنها أثبتت نجاحها في دول عربية وأجنبية مختلفة، مشيرة لضرورة أن تكون هذه الأندية عامة وتشمل النساء من كافة الأعمار.

من جهة أخرى، طالبت الدراسة التي شاركت الباحثة بملخص عنها في (الملتقى الوطني الرابع لنظم المعلومات الجغرافية)، الذي أقيم الشهر الماضي بمدينة الخبر، بزيادة حجم الاستخدام الترويحي للشاطئ البحري العام، عبر تحسين مستوى الخدمات العامة على الشاطئ، زيادة مساحة الأرصفة والجلسات العائلية، إضافة مواقد للشواء في جميع الأماكن الخاصة للجلوس، زيادة عدد الأكشاك وانتقاء تصاميم عالمية راقية لتقديم الخدمات والحاجيات الأساسية للمتنزهين، توفير ملاعب وأنشطة خاصة بالأطفال وتوفير صيانة دورية لجميع مرافق الاستخدام.

وطالبت الدراسة كذلك بقيام الجهات الحكومية المالكة لنحو 61 في المائة من الأراضي الواقعة على الشاطئ ببيعها للقطاع الخاص، وتشجيعه على الاستثمار لإنشاء مشاريع ترويحية تخدم السكان بشكل عام، والمرأة بشكل خاص. وأوصت الدراسة بالعمل على بناء قاعدة معلومات خاصة بالفرص الترويحية المتاحة في محافظة جدة، وضرورة توحيد وقولبة التعريفات والمعايير والمصطلحات لكافة الخدمات والمراكز السياحية والترويحية محليا، مع التوجه العام إقليميا وعالميا.