3 إصابات جديدة ترفع عدد المصابين بإنفلونزا الخنازير إلى 11 حالة

فيما سجلت أعداد المعتمرين ارتفاعا ملحوظا.. والوباء يحبط مخططات السعوديين للسياحة خارجيا

إنفلونزا الخنازير تغير خطط السعوديين في السياحة الخارجية («الشرق الأوسط»)
TT

أعلنت وزارة الصحة السعودية أمس، عن اكتشاف 3 إصابات جديدة بمرض إنفلونزا الخنازير، لترتفع بذلك الإصابات المسجلة في السعودية، إلى 11 حالة، جلها لقادمين من الخارج.

وقيدت الحالة التاسعة التي أعلنت عنها أمس، لموريتاني قدم من كندا عن طريق الإمارات العربية المتحدة، إلى مطار الأمير محمد بن عبد العزيز بالمدينة المنورة، وهو ما أدى إلى عزله في مستشفى الملك فهد بالمدينة المنورة.

وسجلت الحالتان العاشرة والحادية عشرة، لطفلين شقيقين (ذكر 3 سنوات وأنثى 7 سنوات)، كانا قد خالطا طفلا سعوديا سبق أن أعلنت عن أصابته السعودية الأسبوع الماضي، وتم التحفظ على الطفل في قسم العزل بمستشفى القوات المسلحة بالعاصمة الرياض.

وأكد الدكتور خالد مرغلاني الناطق بلسان وزارة الصحة السعودية لـ«الشرق الأوسط» على تحفظ الجهات الصحية على من تم اكتشاف حملة للفيروس، في حين شدد على استقرار حالة المصابين الصحية.

وأشار المرغلاني إلى أن الطفلين الشقيقين اللذين سجل حملهما للفيروس، سبق وأن خالطا طفلا حاملا للفيروس من أقربائهما، وهو ما أعلنت عنه وزارة الصحة نهاية الأسبوع الماضي، مؤكدا عدم خطورة حالتهما الصحية.

وقال المرغلاني «إن الطفلين اللذين تمت معاينة حملهما للفيروس، وتأكدت إصابتهما به، كانا قد خالطا الطفل الذي أعلنت عنه وزارة الصحة أواخر الأسبوع الماضي، قبل أن يتم اكتشاف حمل الطفل الأول للفيروس، وهو ما أدى إلى انتقال الفيروس لهما»، مفيدا أن الطفلين يتمتعان بحالة صحية جيدة، ولا خطر على صحتهما».

وأضاف المرغلاني، أن وزارة الصحة أجرت عددا من الفحوص المخبرية على جميع مخالطي الطفل الذي عاد من أميركا الأسبوع الماضي، الذي انتقل من خلاله الفيروس لشقيقتيه ووالده، وأثبتت تلك الفحوص سلامة المخالطين، ما عدا طفلين، ذكر وأنثى، من أقربائه، سبق وأن خالطا الطفل المصاب، وإدت المخالطة لانتقال الفيروس لهما.

وتزامن الكشف عن الحالات المصابة بالفيروس في السعودية، مع تكوين لجنة علمية موسعة منبثقة عن وزارة الصحة، لوضع إجراءات احترازية، خلال موسمي العمرة والحج. وستنهي لجنة فرعية أخرى خلال أسبوعين، عددا من الإجراءات التي تم اتخاذها في ذات الموسمين، يسبق تلك الإجراءات اجتماع تجمع خبراء من منظمة الصحة العالمية، ومركز مكافحة الأمراض في أميركا، لتقييم تلك الإجراءات واعتمادها.

وهنا عادت وزارة الصحة وجددت التزامها بتطبيق حزمة من الإجراءات الوقائية والعلاجية على المصابين بالفيروس والمخالطين لهم، التي تنبع من بنود خطة وطنية وقائية من المرض، تمخضت عن توصيات منظمة الصحة العالمية.

وشددت الوزارة على الإحاطة بعدد من طرق الوقاية من المرض والحد من انتشاره، معتبرة المداومة على غسل اليدين بالماء والصابون، لمدة حددتها بـ15 إلى 20 ثانية، خصوصا بعد السعال أو العطس.

وأخذت وزارة الصحة السعودية على عاتقها، إطلاق تحذيرات لمواجهة ما أسمته بـ«الشائعات» غير الدقيقة وغير العلمية، وهو ما عادت الوزارة على الحديث عنه أكثر من مرة، خصوصا في حال الإعلان عن اكتشاف إصابات جديدة بإنفلونزا الخنازير داخل أراضي البلاد.

وفي شأن ذي صلة، أحبطت «انفلونزا الخنازير» مخططات السعوديين في سياحتهم الخارجية، التي بدأت طلائعها بنهاية الاسبوع الماضي، حيث استبعد الكثير منهم الدول التي سجلت انتشارا للمرض أو كانت من أولى الدول المصابة.

وهنا عاد مرغلاني وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن وزارة الصحة لا تستطيع أن تنصح المواطنين السعوديين بتجنب السفر إلى أي من البلدان الموبوءة بمرض إنفلونزا الخنازير، خصوصا أن المرض رصد وجوده في 74 دولة في مختلف قارات العالم، كما أن منظمة الصحة العالمية لم تصدر أي تحذير من هذا النوع»، مشيرا إلى أن «الصحة» تستطيع فقط تعزيز جانب التوعية حول طرق الوقاية من المرض، عبر الالتزام بقواعد السلامة والنظافة الصحية.

ولاحظت مصادر في قطاع السفر والسياحة في السعودية تراجعا في إقبال السعوديين على السفر إلى الخارج، وتحفظا في إعداد مخططاتهم السياحية، حيث أرجع إبراهيم الراشد، رئيس الجنة السياحية في الغرفة التجارية الصناعية بجدة، أسباب هذا التراجع إلى التخوف من الإصابة بعدوى مرض إنفلونزا الخنازير المنتشر في عدد كبير من الدول الغربية، وكون السعودية ملاذا آمنا في جميع المجالات، ومن بينها قطاع السياحة.

وكشف الراشد في حديثه لـ«الشرق الأوسط» عن إلغاء ثلاث رحلات كانت في طريقها من السعودية إلى كندا، بعد الإعلان عن اكتشاف حالات إصابة بالمرض فيها، لافتا إلى أن دولا عدة نوهت إلى ضرورة الحذر من السفر إليها للسياحة، مثل الولايات المتحدة الأميركية، وكندا، وتركيا، والمكسيك، ومعظم الدول الأوروبية.

ولفت رئيس لجنة السياحة في غرفة جدة «أن السعودية تكثف اتصالاتها بالبلدان التي يفد منها الحجاج والمعتمرون بضرورة توفير شهادات صحية للتأكد من خلوهم من أي أمراض أخرى غير إنفلونزا الخنازير، ليتسنى السماح لأي زائر بأداء فريضة الحج أو العمرة، مشيرا إلى أن من أهم أسباب انتشار أي عدوى تنقل البشر من بلد وآخر، داعيا السياح السعوديين الراغبين بالسفر إلى الخارج الحصول على تأمين صحي يغطي العلاج خارج المملكة، وأخذ معلومات كافية عن أوضاع البلد المتجهين إليه». من جهته، أوضح نبيل المدني، مدير قسم مجموعة الأحلام للسياحة في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «أن الدول الأوروبية تأثرت سلبيا بانتقال المرض إليها، ما أسهم في ضعف دوران عجلة الاقتصاد والسياحة الأوروبية، فيما تراجع إقبال الكثير من السياح العرب على السياحة في الخارج بشكل «مخيف»، ما يهدد قطاع السياحة في الدول الأوروبية». وأوصى المدني السياح السعوديين الراغبين بالسفر إلى الخارج بالتراجع عن هذا القرار، معيدا أسباب دعوته هذه إلى ضرورات صحية مهمة يجب أخذها بعين الاعتبار، نتيجة انتقال المرض إلى عدد كبير من بلدان العالم، مشيرا إلى أن تداعيات الوباء السلبية تطال قطاعات السياحة والاقتصاد في عدد كبير من الدول الأوروبية والآسيوية.

في المقابل، استفادت السوق السعودية إيجابا من تداعيات أزمة إنفلونزا الخنازير، إذ سجلت وكالات السفر والسياحة إقبالا على زيارة البلاد من الدول الأوروبية والدول العربية المجاورة، خصوصا لأداء فريضة العمرة.

من جتهه شدد سعد جميل القرشي، نائب رئيس اللجنة الوطنية للحج والعمرة والسياحة لـ«الشرق الأوسط» على عدم وجود أي تأثير لظهور إنفلونزا الخنازير على أعداد الوافدين لأداء فريضة العمرة لهذا العام «أعداد المعتمرين هذا العام هي نفسها الأعداد التي سجلت في موسم العام الماضي، بل أننا نرصد ارتفاعا مضطردا في تلك الأعداد»، متوقعا أن يصل عدد القادمين لأداء فريضة العمرة هذا العام إلى 3.7 مليون معتمر من مختلف أرجاء العالم.

وهنا يؤكد نبيل المدني أن السوق السعودية تنعم هذا العام بإقبال سياحي يفوق الـ80 في المائة عن الأعوام الماضية، من الدول المجاورة، والدول الأوروبية، مثل فرنسا، وإيطاليا، وألمانيا، والسويد، وهنغاريا، وبولندا، وبلجيكا، رغبة بأداء فريضة العمرة، أو للسياحة المحلية، مرجعا أسباب هذا الإقبال الكبير إلى أن السعودية تنعم باستقرار صحي، واقتصادي، وسياحي، سواء أكان النشاط السياحي بحريا، أو جويا، أو بريا.

ولفت المدني إلى أن الطبيعة البحرية السعودية تتميز بنقائها الطبيعي، كون المملكة تتمتع بأفضل وأنقى بحر «البحر الأحمر» المناسب لنشاطات الغوص، أو الصيد، أو مزاولة الرياضات المائية، كما أن السعودية تتمتع بوعي سياحي غير موجود في العديد من البلدان الأخرى، منوها إلى ضرورة تشديد إجراءات الفحص عن الأمراض والأوبئة في المطارات والحدود البرية. وأكد عمار شمس، مدير الشركة السعودية للإرشاد السياحي، أن الدول الغربية تعاني سياحيا من تفشي مرض إنفلونزا الخنازير، إضافة إلى مشكلات الأزمة الاقتصادية العالمية وارتفاع نسبة البطالة، وعدم توافر السيولة الكافية لدى السياح، بخلاق ما كان سائدا في الأعوام الماضية.

وأشار شمس إلى أن تأثير الأزمات التي تمر بها الدول الأوروبية ينعكس إيجابا على السعودية من الناحية الاقتصادية، وقال «عندما تشيع حالات الحذر من وباء، أو حذر اقتصادي أو سياسي، تزداد رغبة المجتمع بالتوجه إلى السياحة الداخلية، مع العلم أن أشخاصا كثرا يفضلون المجازفة في أصعب الظروف».