4100 سجين وسجينة يستعدون لأداء الاختبارات داخل السجون في جميع المراحل الدراسية

مدير السجون لـ«الشرق الأوسط»: احتساب توظيف السجين بفردين في نسب السعودة في القطاع الخاص

جانب من المؤتمر الصحافي الذي عقد عشية أول من أمس (تصوير:عبد الله بازهير)
TT

ينخرط الأسبوع المقبل نحو 4100 سجين وسجينة في أداء الاختبارات الدراسية في مراحل متفرقة من الابتدائي والمتوسط والثانوي وحتى الجامعي، وسط تأكيد رسمي لـ«الشرق الأوسط» ان السلطات السعودية احتسبت السجين بفردين في نسب السعودة عند توظيفه في الشركات والمؤسسات الاهلية.

واوضح اللواء الدكتور علي الحارثي مدير عام السجون في السعودية «ان اختبارات نهاية الفصل الثاني من العام الدراسي الحالي تشهد تقدم أكثر من 4 آلاف سجين في كل من المرحلة الابتدائية والمتوسطة والثانوية لها، بينهم 202 سجينة يدرسن في مختلف المراحل، إلى جانب نحو 100 سجين في المرحلة الجامعية والمتخصصين في الدراسات الإنسانية النظرية، وذلك بعد صدور نظام إتاحة الفرصة لهم منذ عامين».

واضاف مدير السجون خلال مؤتمر انطلاق معرض الأعمال الفنية والحرفية الأول للمساجين عشية أول من أمس «أن دخول الاختبارات يحق لكل من انتظم في مسيرة التعليم منذ بداية العام الدراسي، لا سيما وأن المراحل التعليمية الثلاث موجودة في كل السجون»، لافتا إلى أنه تمت الاستعانة بإدارات التربية والتعليم والمرشدين التربويين من أجل إقناع النزلاء بالانخراط في التعليم باعتباره من الأسس التي ترتقي بتفكير النزلاء وتحميهم من العودة إلى السلوكيات التي أودت بهم في السجون.

وقال في رد على سؤال لـ «الشرق الأوسط» حول جهودهم في توفير الأجواء المناسبة لاستذكار المساجين «إننا نسعى إلى توفير البيئة المناسبة لهم في ظل ما يواجهونه من محبطات متمثلة في تنفير بعضهم لبعض من الاستمرار في المسيرة التعليمية وطبيعة المكان، موضحا أن الطلاب بإمكانهم مذاكرة دروسهم في المصلى أو المكتبة الموجودين داخل السجن».

وكشف اللواء الدكتور علي الحارثي لـ «الشرق الأوسط» عن صدور قرار يقضي بتوظيف خريجي السجون في الشركات والمؤسسات الخاصة، وذلك باحتساب السجين الواحد بفردين في نسبة السعودة المحددة، معتبرا أن المساجين يصنفون من ضمن ذوي الاحتياجات الخاصة « بحسب قوله».

فيما ذكر العميد الدكتور حيدر الحيدر مساعد مدير عام السجون للإصلاح أن طلاب المراحل التعليمية الثلاثة سيؤدون اختباراتهم من داخل السجون، وقال في حديث لـ «الشرق الأوسط» «في كل سجن من سجون السعودية توجد مدرسة تابعة لوزارة التربية والتعليم، الأمر الذي يجعل عقد امتحانات المساجين بداخلها، خاصة وأنها تحمل مسميات مدارس عادية».

وأضاف «مهمة تصحيح أوراق الاختبارات هي مسؤولية وزارة التربية والتعليم باعتبارها مسؤولة عن المدرسين وكافة ما يخص البرامج التعليمية في مدارس السجون» لافتا إلى أن طلاب المرحلة الجامعية سيؤدون امتحاناتهم عبر نظام التعليم عن بعد.

وبالعودة إلى مدير عام سجون السعودية فقد بيّن أن البرامج التأهيلية والتشغيلية والإصلاحية والتعليمية داخل السجون متعددة وكثيرة، إلا أن الوقت لا يتسع لإقامة الاحتفالات على كل الإنجازات والأنشطة.

وقال «يعد السجن مدينة أو محافظة مصغرة تتوفر بها كل الأنشطة المقدمة للمواطن في الخارج، إذ أن السجين له الحق في أن يحظى بكل الحقوق المترتبة للمواطن سواء في مجال التعليم أو التدريب أو الإنشاء أو الرعاية الطبية والصحية والنفسية وغيرها».

وأشار إلى صدور اتفاق مع دول مجلس التعاون الخليجي يقضي بأن تكون عقوبة السجن بمثابة رد اعتبار، إذ لن توجد صحيفة السوابق التي من شأنها أن تعرقل السجين بعد خروجه لممارسة حياته الطبيعية.

وأضاف «لن تكون هناك صحيفة سوابق وإنما تسجل عليه كقضية في الجرائم البسيطة حتى يتاح له العمل بعد انقضاء محكوميته، مبيّنا أنه تم الموافقة على ذلك القرار منذ نحو ست سنوات».

وأفاد بأن هذا الأمر يرتبط بجوانب أخرى مع وزارات العدل باعتبارها الفاصل في كثير من الأمور المتعلقة بمثل تلك العقوبات والجنايات الحدّية والتعزيرية التي قد تصل إلى مستوى الحدود.

وكشف اللواء الدكتور علي الحارثي عن اتفاقهم حول ضرورة وجود اختبار قضائي يخضع له السجين بعد خروجه بهدف التأكد من استيعابه لحال الجريمة وعدم المساس بأمن المجتمع، إذ سيستغرق هذا الاختبار سنة كاملة من أجل إسقاط صحيفة السوابق عنه بالنسبة للجرائم البسيطة، بينما يمتد إلى سنتين للجرائم الكبيرة غير الحدّية.

وحول تأخر البت في قضايا السجناء، أشار إلى أن مجلس القضاء الأعلى ووزارة العدل يسعيان إلى إعطاء الأولوية باستمرار والإسراع في البت بالقضايا، خصوصا بعد وضع ميزانية خاصة من قبل خادم الحرمين الشريفين وإتاحته فرصة تعيين عدد كبير من القضاة.

وكان الأمير مشعل بن ماجد محافظ جدة افتتح مساء أمس الاثنين المعرض الأول للأعمال الحرفية والفنية للمساجين المقام في فندق هيلتون جدة، والذي يستمر لمدة ثلاثة أيام.

ويحتوي المعرض على أكثر من 235 لوحة فنية من إنتاج نزلاء ونزيلات السجون السعودية، غير أن معظم المشاركين من مدينة جدة باعتبارها تضم المركز الأول للعمل الحرفي.

ويهدف المعرض إلى إيجاد مشاركة اجتماعية وجماعية للتعريف بما يقوم به النزلاء داخل المؤسسات الإصلاحية، إلى جانب كسر النبذ الاجتماعي الذي يواجه مؤسسات السجون في السعودية وتغيير فكرة المجتمع السلبية تجاه المساجين بعد خروجهم من السجن.

يشار إلى أن معرض الأعمال الحرفية والفنية للمساجين سينعقد العام القادم في مدينة الرياض والمناطق الأخرى من أجل إعطاء الفرصة لكافة نزلاء ونزيلات سجون السعودية، وذلك وفق الخطة المتفق عليها حول نشر هذا العمل في كل السجون.