لجنة حكومية: 35 مبنى متصدعا في العيص معظمها لم يكن بتأثير الهزات الأرضية

قالت لـ«الشرق الأوسط» إنها وقفت على نحو 480 منزلا حتى مساء أول من أمس

أحد المنازل المتصدعة وتم رصدها من قبل اللجنة المشكلة («الشرق الأوسط»)
TT

كشفت لـ«الشرق الأوسط» اللجنة المكلفة بالوقوف على منازل العيص المتصدعة من جراء الهزات الارضية، أن معظم التصدعات التي رصدت كانت قديمة ولم تكن من تأثير الهزات الارضية.

وأوضح العقيد زهير سبية، قائد قوات الدفاع المدني بمهمة العيص، ومدير الدفاع المدني في ينبع، وعضو اللجنة، لـ«الشرق الأوسط»: «إن اللجنة المكونة من مهندسين من الدفاع المدني والمجمع القروي أفادت أن عدد المنازل التي تم الكشف عليها حتى يوم الأحد، بلغت 480 منزلا في مركز العيص، ووقفت على 35 منزلا متصدعا، وأشارت إلى أن معظم التصدعات التي وجدت في المنازل قديمة، ولم تكن بأثير الهزات الأخيرة. وبين السبية أن قوات الأمن تمنع الدخول إلى المنطقة إلا لمن لديهم مصلحة محددة كأصحاب الماشية والمزارعين، ولمن يريد الاطمئنان على محلاته التجارية، وهؤلاء يخضعون لإجراءات محددة. وأوضح العقيد زهير بقوله «ليس لدينا علم حتى الآن بموعد عودة الأهالي إلى منازلهم، ونحن جهة تنفيذية فقط، وبقاء الاهالي خارج العيص افترضته ضرورات السلامة لهم».

ويأتي ذلك في وقت سجلت محطات الشبكة الوطنية للرصد الزلزالي التابعة لهيئة المساحة الجيولوجية السعودية أمس، هزتين أرضيتين قوتهما 3.0 و3.3 درجة على مقياس ريختر، وعمقهما 9.3 كم و6.9 كم، وذلك منذ الساعة الثانية عشرة ظهر يوم الأحد االماضي، وحتى الساعة الثانية عشرة من ظهر أمس الاثنين، بالإضافة إلى عشرات الهزات الأرضية تحت الثلاث درجات على مقياس ريختر.

وقالت الهيئة في بيانها أمس «ما زالت الهيئة تراقب النشاط الزلزالي والمتغيرات المصاحبة له من حيث التغير في الأشكال الموجية للهزات الأرضية المسجلة على مدار الساعة، والقياسات الحرارية وقياسات غاز الرادون ومدلولاته العلمية».

وبعيدا من الجانب الرسمي، عبر المواطن ظاهر الجهني، عن صدمته لمشاهدة كبار القطط تنهش صغارها، في أصدق تعبير عن الحالة المأساوية التي تعيشها مدينة العيص وقراها وهجرها، التي تحولت إلى مدينة أشباح ـ بحسب تعبيره ـ بعد أن غادرها سكانها قسرا نتيجة الزلازل التي ضربت محيطها خلال الأسابيع الماضية. وكان الجهني، أحد سكان مدينة العيص، وأحد المواطنين الذين سمحت لهم الجهات المختصة بمعاينة مساكنهم، وتفقد مواشيهم لفترة وجيزة يوم الخميس الماضي.

وقال لـ«الشرق الأوسط» «عندما تجاوزت حواجز الأمن المنصوبة على مداخل العيص شعرت برعب وخوف شديدين، فلا أحد موجودا، والصمت يعم أرجاء المكان، المطاعم والمحلات التجارية مغلقة، دخلت إلى المنزل ووجدت كل شيء على حاله التي تركناه عليها لحظة الإخلاء، فالأبواب والنوافذ مفتوحة، وأرجاؤه تفتقد إلى الترتيب، والأواني وألعاب الأطفال مرمية على الأرض، والأثاث وأرضيات المنزل مغطاة بالأتربة».

وأضاف «أستطيع القول إن شعورا بالرعب والخوف من الوحدة اعتراني عندما دخلت المنزل الذي بقي خاليا منذ نحو شهر، والقطط الكبار تصارع على البقاء بافتراس القطط الصغار، وتشرب من دمائها بدلا من الماء، بعد أن عانت جوعا شديدا طوال الأسابيع الماضية، نتيجة عجزها في الحصول على الطعام».