انقطاع الكهرباء وسقوط الأسوار يؤرقان الجهات الرسمية في نهاية العام الدراسي

الأحساء شهدت أمس سقوط سور حديدي على إحدى مدارسها تسبب في إصابة 4 طلاب

سور مدرسة الطرف في الأحساء بعد سقوطه أمس («الشرق الأوسط»)
TT

فتحت إدارة التربية والتعليم في محافظة الأحساء (شرق السعودية) تحقيقا موسعا، حول سقوط سور حديدي لمدرسة الطرف المتوسطة، تسبب في إصابة أربعة طلاب، اثنان منهم إصابتهما متوسطة.

وأكدت إدارة التربية والتعليم في محافظة الأحساء أمس، أن سقوط السور الحديدي أدى إلى إصابة أربعة طلاب، جرى إسعاف اثنين منهم من قبل إدارة المدرسة، فيما نقل الآخران إلى مستشفى الجفر.

وسقط السور الحديدي بعد أن أكمل الطلاب الاختبارات في الفترة الأولى، حيث أدى الطلاب بعد ذلك الاختبارات بشكل طبيعي في الفترة الثانية. وقالت ادارة التربية والتعليم إن اثنين من الطلاب الذين أصيبوا دخلا الاختبار في الفترة الثانية، وهما اللذان تم إسعافهما داخل المدرسة، حيث تماثلا للشفاء.

وقال أحمد بالغنيم، مدير التربية والتعليم في محافظة الأحساء، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»،، إن الطالبين اللذين لم يؤديا الاختبار في الفترة الثانية، سيتم اختبارهما في الفترة المقبلة، بحسب اللوائح والأنظمة المنصوص عليها من قبل وزارة التربية والتعليم.

وحول أسباب سقوط السور الحديدي على الطلاب، أكد بالغنيم، أنه تم فتح تحقيق موسع من قبل إدارة التربية والتعليم لمعرفة الأسباب التي أدت إلى سقوط السور الحديدي، مشيرا إلى أن إدارة التربية والتعليم باشرت الحادثة والتحقيق مع إدارة وطلاب المدرسة، مؤكدا على طمأنة ذوي الطلبة المصابين.

من جانبه، قال عبد الرحمن الدحيلان، مدير مستشفى الجفر، إن الطالبين المصابين تم إخضاعهما للفحوصات اللازمة، وإن حالتهما مستقرة، مبينا أنهما سيكونان تحت الملاحظة من قبل الأطباء لمدة يوم كامل.

يأتي ذلك فيما يعمل عدد من الجهات الرسمية السعودية، على مواجهة أي طارئ قد يحل، ومن بين تلك الطوارئ، انقطاعات التيار الكهربائي، أو ما قد تسببه زيادة الأحمال على مولدات الطاقة الكهربائية من كوارث وحرائق.

وتعد الأيام الأخيرة من الشهر الجاري، أيام حسم بالنسبة للطلاب والطالبات في جميع المراحل الدراسية في السعودية، بسبب دخول الحركة التعليمية في البلاد، اختبارات نهاية العام، وهو ما يستدعي زيادة في اهتمام الجهات الرسمية، التي تعمل على منع وقوع أي توقف في التيار، أو كوارث تقود إليها زيادة الأحمال الكهربائية على المولدات، لا سيما الحرائق.

من جهته، أكد المهندس علي البراك، الرئيس التنفيذي لشركة الكهرباء السعودية في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» على وعي الجهات الفنية في شركته للفترة التي تعد موسم حصاد في حياة الطلاب من الجنسين في جميع المراحل.

وقال البراك، إننا «نأمل في أن تسير أيام الاختبارات من دون أن تشهد انقطاعات، أو حدوث أي طارئ، لا قدّر الله، في التيار الكهربائي، ونحن في الشركة السعودية للكهرباء نعي هذه المسؤولية ونقدرها».

وفي ذات السياق، يقف جهاز الدفاع المدني السعودي بجهوزية تامة، خصوصا عقب أن شهدت إحدى مدارس البنات في الرياض، وأخرى في المنطقة الشرقية، حريقا حل جراء الأحمال الزائدة على مولدات الكهرباء، دون أن تخلف أية إصابات أو اختناقات، للطالبات، التي قامت فرق الدفاع المدني بإخلائهن من المدارس المتضررة.

ويأتي ذلك، فيما أخضع قسم الأمن والسلامة بجهاز الدفاع المدني السعودي، أكثر من 1000 طالب على مستوى العاصمة الرياض، لدورات تدريبية على مواجهة الأزمات، والحرائق، التي في الغالب ما تجد موسم الصيف موسما لها.

من جهة أخرى، أجرت «الشرق الأوسط» خلال الفترة الماضية، اتصالات هاتفية، بالناطق الرسمي لوزارة التربية والتعليم، إلا أنه رفض الحديث عن الأمر.

من جانب آخر، تبنت أقسام السلامة في الدفاع المدني إخضاع مديري مدارس، وموجهين تربويين، وأعداد من المتطوعات العاملات في حقل تعليم البنات، على ذات الدورات، لمواجهة الأزمات والكوارث والحرائق التي من الممكن أن تحل بالمدارس.

وأعطى جهاز الدفاع المدني في السعودية، تطمينات عدة، في مواجهة طوارئ وارتفاع درجات الحرارة القياسية، التي قد تقود إلى حدوث كوارث، خصوصا تلك التي قد تحدث في المدارس.

وتعتمد فرق الدفاع المدني الميداني، وفقا للعقيد جمال الغامدي، مدير الإعلام بمديرية الدفاع المدني في العاصمة الرياض، على إخلاء المدارس بالدرجة الأولى، في حال حدوث أي طارئ، بالإضافة إلى التوعية في وسائل السلامة، مع ضرورة وجودها في مدارس البنين والبنات.

وكانت إحدى مدارس القديح، إحدى قرى محافظة القطيف شرق السعودية، قد شهدت مؤخرا، نشوب حريق تسبب فيه انفجار المنظم الكهربائي الخاص في المدرسة، وهو ما تسبب في نقل 9 طالبات إلى المستشفى، لإصابتهن بحالات إغماء، جراء الهلع والخوف.

وسبق حريق مدرسة القديح للبنات، حدوث حريق في إحدى مدارس البنات الثانوية في أحد أحياء الرياض، الذي تمكن فريق الدفاع المدني من إخلاء المدرسة من الطالبات، اللاتي انتابتهن حالة من الهلع، بأسباب أعمدة دخان تصاعدت من أحد المواقع في حرم المدرسة.

وأرجعت الجهات المختصة ذلك الحريق لزيادة في الأحمال، طرأت على منظم التوليد الكهربائي الخاص بالمدرسة، جراء ارتفاع درجات الحرارة في المنطقة بشكل قياسي.

العقيد الغامدي، عاد ليؤكد ضرورة سرعة اتخاذ القرار في مثل تلك الأحداث، التي أكد في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن أغلب تلك القرارات تعتمد بالدرجة الأولى على إخلاء الموقع من الموجودين فيه.

ويلجأ الدفاع المدني، وفقا للعقيد الغامدي، إلى بث رسائل توعوية في الأوساط التعليمية، بنين ـ بنات، ترتكز على إدارة الأزمات والكوارث والحرائق، التي تتزامن مع برامج تدريبية على استخدام وسائل السلامة، التي أكد الغامدي على ضرورة وجودها في جميع المواقع التعليمية.

وتجري فرق الدفاع المدني الميدانية بشكل دوري جولات ميدانية تخضع المدارس لها؛ للتأكد من وسائل وجود وسائل السلامة، إضافة إلى بث رسائل وحلقات علمية للطلاب ومديري المدارس، يخضعون من خلالها لدورات تدريبية تتعلق باستخدام تلك الوسائل، مع إدارة الأزمات والكوارث إن حدثت، لا قدر الله،.

وتجري تلك الفرق، طبقا للعقيد جمال الغامدي، تجارب ميدانية بين الفترة والأخرى، مع تركيز تلك التجارب وتكثيفها في فترات الصيف، التي في الغالب ما تكون موسما خصبا لنشوب الحرائق.

وكان الفريق سعد التويجري، مدير الدفاع المدني في السعودية، قد أرجع أسباب معظم الحرائق، التي تطرأ على المدارس في موسم الصيف، إلى زيادة في الأحمال على طلب الطاقة الكهربائية، مؤكدا التويجري في الوقت ذاته على أن قرابة 80 في المائة من حرائق المدارس تلك، تخمد قبل وصول فرق الدفاع المدني، على يد معلمين ومعلمات، كانوا قد خضعوا لدورات ميدانية لمواجهة الحرائق.

وأبرز التويجري أن قرابة 30 ألف معلم ومعلمة من العاملين في الحقل التعليمي في البلاد، لديهم خلفيات جيدة في التعامل مع الحرائق، عن طريق البرامج التدريبية التي يخضعون لها بين الفترة والأخرى، عبر برامج تعاون بين الدفاع المدني، ووزارة التربية والتعليم.

وتنشط ذات الفرق الميدانية، وفقا للعقيد جمال الغامدي، في الحرص على وجود وسائل السلامة في مدارس البنات، خلال فترات الإجازات الرسمية، وهو ما يسهل عملية دخول تلك الفرق الميدانية لحرم المدارس الخاصة بالبنات.

وقال «قد تحدث حوادث حرائق فردية، ولكن نحن جاهزون للسيطرة على الحوادث إن طرأت، لا قدّر الله، خصوصا أن بعض المدارس تملك وسائل سلامة لمواجهة الأزمات إن طرأت، من بينها وسائل إطفاء ذاتية، التي نحرص على أن الجميع يعي كيفية استخدامها في الوجه الصحيح».

وأضاف «نحن نملك كفرق إنقاذ ميدانية، صلاحية إخلاء المدارس، خصوصا مدارس البنات، لنحافظ على السلامة العامة، ونحن نعي حجم الهلع الذي قد يحدث حال حدوث أي طارئ في مدارس البنات، والتدافع الذي قد يقود إلى ما لا تحمد عقباه».

وأكد توجه الدفاع المدني للكشف عن برامج خاصة بالتوعية، بالتزامن مع اليوم العالمي للدفاع المدني، فيما ستركز تلك البرامج على المعلمين، ومديري المدارس.