تماثل 77 مصابا بإنفلونزا الخنازير من بين 89 مصابا في السعودية

خبراء الصحة العالمية يدعون كبار السن والأطفال والمرضى لتأجيل الحج والعمرة العام الحالي

دعوة سعودية بتأجيل حج كبار السن والأطفال والمرضى العام الحالي («الشرق الأوسط»)
TT

أعلنت السعودية عن تماثل 77 من مصابي فيروس إنفلونزا الخنازير نمط ((H1N1 A عقب استكمالهم للعلاج، وعادوا لممارسة حياتهم الطبيعية، فيما بقيت الحالات المكتشفة حديثا تشهد استقرارا في حالتهم الصحية، وتخضع للعزل الطبي والإجراءات المتعارف عليها حتى اكتمال شفائهم.

جاء ذلك في الوقت الذي سجلت فيه الوزارة نحو ثماني حالات جديدة في مدينة الرياض؛ نتيجة انتقال المرض إليهم بسبب المخالطة لحالات مصابة بمرض إنفلونزا الخنازير، وتخضع الحالات الجديدة إلى تطبيق إجراءات العزل وفقا للخطة الوطنية الموضوعة، وبحسب ما أوصت به منظمة الصحة العالمية. من جهته، كشف الدكتور خالد مرغلاني، المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة السعودية، عن توفير أكثر من 20 في المائة من أدوية مرض إنفلونزا الخنازير، في الوقت الذي توفر فيه الدول الأخرى نحو 10 في المائة من تلك العقاقير، وذلك ضمن الخطة الاحترازية، التي وضعتها الوزارة لموسمي الحج والعمرة.

وأشار في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى ضرورة التركيز على تقنية المعلومات وأجهزة الرصد والتتبع للحالات المرضية، لا سيما أنه تم توفيرها بكميات كافية، إلى جانب الكواشف في المختبرات، وتجهيز كافة المعامل والقطاعات الصحية؛ لتكون تحت طلب الوزارة.

وقال، عادة ما يتم تقديم الاشتراطات الصحية لدول العالم كافة بشكل سنوي، إلا أن الخبراء أكدوا على أهمية التزام الدول الأعضاء بما تقدمه وزارة الصحة السعودية لموسمي الحج والعمرة، لافتا إلى أنه سيتم تحديد أماكن العزل، التي من المفترض أن تكون داخل صالات الحجاج والمطارات أو بالقرب منها. وأضاف سيتم عزل المشتبه بإصابته بمجرد اكتشاف ارتفاع حرارته في تلك الأماكن، لحين التأكد من نتيجة فحوصاته، وذلك حرصا على سلامة الباقين.

وأوضح المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة، أن الوزارة جهزت كافة الاستعدادات في حال انتشار المرض بشكل فعلي في الحج، خاصة أن السعودية مرّت بعدة تجارب أهلّتها لوجود حج وعمرة بشكل آمن، مؤكدا على ضرورة الأخذ بعين الاعتبار أن تكون رسالة الوزارة تطمينية نابعة من المؤشرات والدراسات، التي تمت على المستويين العالمي والمحلي.

وكان خبراء في الصحة العالمية، دعوا خلال تجمعهم في جدة، كبار السن والحوامل والأطفال والمرضى إلى تأجيل الحج والعمرة هذا العام؛ حرصا على سلامتهم وتحسبا للإصابة بفيروس إنفلونزا الخنازير، الذي يسجل انتشاره في أنحاء العالم. وخرجت ورشة عمل استشارية دولية للإجراءات الاحترازية للوقاية من مرض إنفلونزا الخنازير لموسم الحج والعمرة، التي استضافتها السعودية وجمعت بين وزير الصحة السعودي ومجموعة من الخبراء العالميين والمحليين وممثلي منظمة الصحة العالمية، بتوصيات عدة من ضمنها التأكيد على أن هذا المرض لا يزال متوسط الحدة مقارنة بالإنفلونزا الموسمية، مع ضرورة الاستمرار في رصد الوباء والحد من انتشاره بالإجراءات المعمول بها حاليا، رغم أن ذلك لن يمنع من تزايد الحالات كما هو حاصل في كافة دول العالم.

ونصت التوصيات على توفير كميات كافية من العقاقير العلاجية والوقائية لفيروس إنفلونزا الخنازير من قبل الجهات المعنية وبعثات الحج، وتأمين مكان مناسب للحجر الصحي للحالات، التي تحتاج إلى العزل قريبا من صالات قدوم الحجاج، إضافة إلى أفضلية تأجيل الحج والعمرة لكبار السن والمصابين بأمراض مزمنة والأطفال والحوامل؛ حرصا على سلامتهم. في حين شدد الخبراء في توصياتهم على استخدام أجهزة الرصد والتسجيل الوبائي الآلي، التي طبقت مؤخرا باستعمال تقنية الاتصال المعلوماتي الصحي، وذلك بإنشاء شبكة تواصل الكتروني متطور ومتكامل لرصد هذا الوباء وغيره من الأوبئة، بهدف الحصول على أدق المعلومات في الأعوام المقبلة، إلى جانب التزام جميع الدول الأعضاء بالاشتراطات الصحية الصادرة من وزارة الصحة السعودية.

ونوّه المشاركون في ورشة العمل، إلى أن تلك التوصيات تعني بالمرحلة الحالية للفيروس، غير أنها تحدّث تلقائيا على حسب الوضع العالمي للوباء ودرجة تغيير نمط الفيروس.

من جهة أخرى، نفت منظمة الصحة العالمية ما تردد من أقاويل حول «طبيعية» مرض إنفلونزا الخنازير على أنه مرض عادي، غير أنه أعطي أكبر من حجمه لخدمة مصالح شركات الأدوية، مؤكدة على أنه مرض واقعي موجود في معظم دول العالم. وقال الدكتور عبد الله الربيعة، وزير الصحة السعودي، في رد على سؤال «الشرق الأوسط»، خلال مؤتمر صحافي عقد يوم الاثنين الماضي، «ليس صحيحا أن يكون هذا المرض قد أخذ أكبر من حجمه لصالح شركات الأدوية والتسويق لها، ومن غير الممكن استخدام وسائل الإعلام لمصلحة تلك الشركات».