المساحة الجيولوجية لـ «الشرق الأوسط»: العمل على إتمام أول خريطة «ميتالوجينية» رقمية في العالم العربي

تُسهّل اكتشاف مواقع الثروات المعدنية وتحدد مواقع المسح الجيولوجي

TT

أكد الدكتور زهير نواب، رئيس هيئة المساحة الجيولوجية السعودية لـ«الشرق الأوسط»، أن السعودية تسعى إلى إتمام أول خريطة ميتالوجينية رقمية شاملة لجميع أرجاء المملكة. واصفا مشروع خريطة نشأة الرواسب المعدنية (الميتالوجينية) بأحد المشاريع الاستراتيجية للدولة. واضاف خلال انطلاق ورشة العمل الثالثة، بمقر الهيئة بمشاركة مستشارين وأساتذة جامعات، أن هدف الخريطة توضيح الأحزمة المعدنية، التي تمتد أهميتها في إظهار الوحدات الصخرية في المنطقة، والتراكيب الجيولوجية والبيئات الترسبية، حيث توثق المعلومات نتيجة زيارات ميدانية حقلية، للتأكد من الحدود بين الوحدات الصخرية ونوع البيئات الترسبية، مشيرا إلى أنها تساعد المختصين في تفسير انواع معينة من المعادن، التي تترسب في بيئات معينة من الترسبات الصخرية.

وأشار رئيس هيئة المساحة الجيولوجية إلى استفادة الشركات السعودية والأجنبية المهتمة بتعدين الثروات المعدنية من هذه الخريطة. وقال «توضح الخريطة المعادن التي تترسب في بيئة حمضية عن التي تترسب في بيئة قلوية، إضافة إلى الحركات المتعلقة بهجرة المعادن نتيجة الصدوع أو الطيات، وعندما يفهم المختصون والفنيون هذه الأمور جيدا، فإنها تسهل عليهم تحديد المواقع، التي تنفذ فيها برامج مسح جيولوجي، وكشف عن الثروات المعدنية».

من جانبه، أكد لـ«الشرق الأوسط» الدكتور أحمد حشاد، بهيئة المواد النووية بمصر، الذي شارك في الورشة بورقة عمل، أنه «ركز على تحديد أعمار التمعدنات الموجودة في الصخور المختلفة، سواء الصخور التي تحولت إلى معادن، أو التي صاحبت التمعدن في نفس الوقت». وحول طرق معرفة أعمار الصخور، أشار الدكتور حشاد إلى تعدد الطرق واختلافها بالتناسب مع نوع التمعدن الموجود، وقال، «تعتمد بعض الطرق على تحليل إشعاعي والمظاهر المشعة، وهي نتاج فترة طويلة تصل إلى ألف مليون سنة».

وأضاف «إضافة إلى معرفة الطرق والتقنيات المستخدمة، فضلا عن الفائدة التي تعود علينا عند معرفة هذه الاعمار وتساعدنا في تحديث الخريطة الميتالوجينية للمملكة، وتساعد على اكتشاف خامات معدنية في مناطق لم تكتشف بعد». وفي سياق جيولوجي آخر، سجلت أمس محطات الشبكة الوطنية للرصد الزلزالي التابعة لهيئة المساحة الجيولوجية السعودية 8 هزات أرضية، تراوحت قواها بين 3 درجات إلى 4.19 درجة على مقياس ريختر، وتراوحت أعماقها بين 8.14 كم إلى 10.08 كم وذلك منذ الجمعة، بالإضافة إلى عشرات الهزات ضعيفة القوى، تصل قوتها أقل من 3 درجات على مقياس ريختر.

وأكدت الهيئة في بيان صدر عنها يوم أمس، أن كافة المتغيرات من حيث القياسات الحرارية، وتركيزات غاز الرادون وثاني أكسيد الكربون، واتساع الشقوق الأرضية في معدلات مطمئنة، وما زالت الهيئة تراقب النشاط الزلزالي والمتغيرات المصاحبة له، من حيث التغير في الأشكال الموجية للهزات الأرضية المسجلة على مدار الساعة، وكذلك القياسات الحرارية، وقياسات غاز الرادون، ومدلولاته العلمية.