جراحات تجميل الأنف والصدر تجذب سعوديين لـفرنسا وانجلترا صيفا

البصاص لـ«الشرق الأوسط»: تبهرهم الإعلانات والاعتقاد «الخاطئ» بأن تكلفتها بالخارج أقل

الإعلانات التلفزيونية لعيادات التجميل وملصقات (قبل وبعد) ترفع إقبال السعوديين والسعوديات على إجراء الجراحات التجميلية («الشرق الأوسط»)
TT

لم تعد جاذبية الإجازة الصيفية مقتصرة على التنزه والاستجمام، إذ أصبحت شريحة واسعة من السعوديين والسعوديات تجد فيها الفرصة للسفر خارج البلاد لإجراء بعض عمليات التجميل، وفق ما يعرف بالسياحة التجميلية، كما كشف لـ«الشرق الأوسط» استشاري سعودي في جراحة التجميل، موضحا أن أبرز الدول العربية التي يقصدها السعوديون لإجراء العمليات التجميلية هي لبنان ومصر وسوريا، وبالنسبة للدول الأجنبية، أفاد أن أبرزها فرنسا وانجلترا وأميركا.

وأكد الدكتور عبد الإله البصاص، استشاري الجراحة التجميلية والترميمية وجراحة اليد في مستشفى قوى الأمن بالرياض، في بداية حديثه لـ«الشرق الأوسط»، على الثقة الكبيرة والمتبادلة بين الأطباء السعوديين والمرضى، مضيفا «إلا أن هناك مجموعة لا بأس بها تفضل إجراء العمليات في الخارج وذلك للإعلانات الكثيرة والمبهرة التي يراها الناس على التلفزيون وما شابه»، وأردف قائلا «إننا هنا بلد محافظ جدا وله عاداته وتقاليده ولا نستطيع الإعلان أو النشر بصورة إباحية لعمليات التجميل».

وأشار البصاص لانتشار اعتقاد خاطىء بين البعض بأن تكلفة هذه العمليات في الخارج أقل منها داخل البلاد، معلقا على ذلك بقوله «إذا ما لوحظ أن هناك أجرة التنقل والسفر وأجرة الإقامة، لذا فإن التكاليف تكون أرخص في المملكة لتوفر جميع ما ذكر، حيث تبقى أجرة العملية نفسها»، وعن الرغبة بالسرية يقول «من الممكن جدا توفر السرية في أي مكان حتى في المملكة، لأنها حق من حقوق المريض وعلينا احترامه وتوفيره، وليس من السهل والممكن توفيرها خارجا، لأنه من الممكن حصول مشاكل ومضاعفات للعملية لا يمكن تلافيها وحلها بالخارج لعدم وجود متابعة من الطبيب نفسه للمريض».

وعن أبرز أنواع العمليات التجميلية التي يفضل بعض السعوديين اجراءها في الخارج، يقول البصاص «بالنسبة للنساء: عمليات تكبير أو تصغير الصدر والعمليات النسائية وعمليات تجميل الوجه بشكل عام، أما الرجال: عمليات شد الوجه وزراعة الشعر وعمليات الأنف». وبسؤاله إن كان هناك فرق عند إجراء هذه العمليات داخل البلاد عنه خارجها، يقول «لا أظن أن هناك أي فرق في إجرائها داخل أو خارج السعودية طالما أن هناك ثقة وأمان بالأطباء السعوديين والكادر الطبي، وطالما أن التغيير موجود وملحوظ في الشكل أينما أجريت العملية».

ويؤكد أن انجذاب شريحة من السعوديين والسعوديات لإجراء عمليات التجميل تكشفه احصائية حديثة من أن حجم انفاق الفرد السعودي على جراحات ومستحضرات التجميل خلال عام واحد بلغ نحو ملياري ريال، في حين جاء نحو ثلث إجمالي الإنفاق الخليجي على عمليات التجميل من نصيب السعوديين، وبينما يقدر حجم الإنفاق السنوي العالمي على عمليات التجميل ومستحضراته بأكثر من 600 مليار ريال، نال الخليجيون منه ما نسبته 1 في المائة، وتشير معظم التقارير الحديثة إلى أن فترة الصيف تعد الموسم الأكثر رواجا للجراحات التجميلية، وهي الفترة التي تجذب فئة كبيرة من النساء السعوديات تحديدا لإجراء عمليات التجميل.

ويؤيد ذلك ما أكده الدكتور ناصر عبد الحي، طبيب الجلدية في مستشفى المانع العام بالخبر، لـ«الشرق الأوسط»، حول ارتفاع الطلب على عيادات التجميل والجلدية بشكل كبير خلال الإجازة الصيفية، خاصة من فئة العرائس، ناصحا «بإجراء أي عمليات تجميلية قبل المناسبات الخاصة بنحو شهرين أو أكثر»، وبسؤاله عن أكثر المشاكل التجميلية تكرارا خلال هذه الفترة، يقول «تبييض البشرة، إزالة آثار حب الشباب بالليزر، التقشير الكيميائي والكريستالي، حقن البوتوكس، حقن الفيللر، حقن الميزوثيرابي للسيليوليت والشعر، إلى جانب علاجات الليزر للشعر وإعادة الحيوية». يذكر أن دراسة سعودية حديثة شملت نحو 900 طالبة جامعية، كشفت أن نحو 93 في المائة من الجامعيات السعوديات لديهن الرغبة في إجراء عمليات تجميل، في حين لم تبد الـ7 في المائة المتبقية أي استعداد لذلك، بينما تظهر الاحصاءات أن الغالبية العظمى ممن يلجأن إلى عمليات التجميل هن ممن تقل أعمارهن عن الـ25 عاما، وقد أوضحت دراسة عربية حديثة أن نسبة الأخطاء الطبية في العلميات التجميلية تقلصت لنحو 15 في المائة في الأعوام القليلة الماضية بعد أن سجلت بمطلع التسعينيات ما نسبته 40 في المائة، وهو ما يرجعه المختصون لاستخدام الأجهزة التجميلية المطورة وتوفر الكوادر ذات التأهيل العالي في طب وجراحة التجميل.