هيئة السياحة تستثني فنادق وشقق مكة والمدينة من معايير التصنيف

مسؤول لـ «الشرق الأوسط»: استثنيت بعض الكماليات مثل المسابح والجاكوزي

استثناء خاص لفنادق المدينتين المقدستين من معايير التصنيف («الشرق الأوسط»)
TT

قررت هيئة السياحة والآثار أمس، استثناء قطاع الايواء في مكة المكرمة والمدينة المنورة من بعض معايير التصنيف التي اعتمدتها الهيئة وبدأت بتنفيذها في مختلف المناطق السعودية مثل وجود الجاكوزي والمسابح.

وتأتي هذه الخطوة بعد موافقة الأمير سلطان بن سلمان، رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، على استثناء قطاع الإيواء الذي يشمل الفنادق والوحدات السكنية المفروشة في المدينتين المقدستين.

وكانت لجنة من 5 جهات حكومية، إضافة إلى مستثمرين وهي «إمارة مكة المكرمة وأمانة العاصمة المقدسة والغرفة التجارية الصناعية بمكة المكرمة وهيئة السياحة والآثار ووزارة التجارة وعدد من المستثمرين» توصلت إلى توصيات تدعو إلى تنفيذ القرار السابق.

وأصدرت الهيئة بناء عليه معايير خاصة لتصنيف مرافق الإيواء السياحي بمكة المكرمة مراعية خصوصية المباني من الناحية المكانية وطبيعة تشغيل القطاع الفندقي بمكة المكرمة، وقامت بتشغيل مكتبها للتراخيص والاستثمار بمكة المكرمة لخدمة المستثمرين وتسهيل التواصل معهم. إلى ذلك بين الأمير سلطان بن سلمان «أن هذا الاستثناء لا يعني أبدا التنازل عن أي من معايير الخدمة أو السلامة التي يتوقعها ساكن كل منشأة فندقية، التي تلتزم الهيئة مع شركائها في القطاع الفندقي النهوض بمستوياتها في جميع مناطق المملكة، خاصة المدينتين المقدستين اللتين تسخران جميع طاقاتهما لتقديم الخدمات اللائقة بزوارهما».

وأضاف «أن مستوى النظافة والتجهيزات والخدمة في مرافق الإيواء بمكة المكرمة يجب أن يكون نموذجا يتناسب ومكانتها وتوجيهات القيادة للعناية بكل ما يقدم فيها للارتقاء بمستوى الخدمات وضمان أمن وسلامة وراحة زوار المدن المقدسة».

وأكد الأمير سلطان على استعداد الهيئة بالتعاون مع جميع القطاعات، ومنها قطاع الإيواء السياحي، وتقديم كافة أوجه الدعم، إلا فيما يتعلق بالترتيبات والإجراءات المتعلقة بالحج والعمرة وإيواء الحجاج التي هي من اختصاص ووزارة الحج وإمارة منطقة مكة المكرمة».

وأشاد بالتعاون المثمر بين الهيئة والغرفة التجارية الصناعية بمكة المكرمة بشكل عام والمستثمرين في مجالات السياحة والإيواء السياحي بشكل خاص لتقديم الخدمات الراقية التي يتطلع لها السائح المحلي بالسعر الذي يتواءم مع مستوى الخدمة.

من جهته أوضح سعد القرشي، نائب رئيس لجنة الحج والعمرة في الغرفة التجارية في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن الأشياء التي استثنيت مثل المسابح والجاكوزي وبعض الأشياء المطلوبة في بعض فنادق الإيواء ذات الخمس نجوم. مشيرا إلى أن عددها يبلغ نحو 4 إلى 5 آلاف فندق وشقة، معيدا أسباب الاستثناء إلى «ملاصقتها للحرم المكي والنبوي وارتفاع سعر المتر في هذه الأماكن خاصة المركزية والمجاورة للحرم». مشيرا، لا يمكن أن تكون الخدمات السياحية فيها متكاملة ولا يمكن تطبيق معايير فنادق الـخمسة نجوم عليها.

جاء ذلك خلال اجتماعه برئيس الغرفة التجارية الصناعة بمكة المكرمة، طلال عبد الوهاب مرزا، ونائبه زياد الفارسي وعدد من أعضاء غرفة مكة ورؤساء اللجان بالغرفة، وذلك بمكتبه بجهاز التنمية السياحية والآثار بجدة. من جانبه أعرب طلال مرزا، رئيس الغرفة التجارية بمكة المكرمة، عن شكره للأمير سلطان بن سلمان على ما يقدمه وما تقوم به الهيئة من جهود كبيرة لتطوير قطاعات السياحة في المملكة والارتقاء بمستواها، مثمنا الدور الذي قام به من أجل تسهيل إجراءات المستثمرين في قطاع الإيواء بالعاصمة المقدسة.

من جهة أخرى قام الأمير سلطان بن سلمان، رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، بتفقد موقع سوق عكاظ التاريخي في الطائف أول من أمس مؤكدا «أن جادة عكاظ التي تشرف عليها الهيئة العامة للسياحة والآثار جزء من الفعالية التاريخية للسوق». مشيرا إلى أن سوق عكاظ كان أساسا سوقا اقتصاديا ومنتدى ثقافيا واجتماعيا. وأوضح الأمير سلطان، أن ملاك العقار في منطقة وسط الطائف جميعا تجاوبوا من أجل إعادة رونق الطائف بتكلفة قدرها 70 مليون ريال خلال ثلاث سنوات، مبينا أن مشاريع محافظة الطائف كثيرة ويزداد نمو الطلب في فترة الصيف، لافتا إلى أن الطائف مرت بمرحلة دمرت فيها الكثير من عناصرها التاريخية والسياحية، كوسط الطائف، الذي تحول من منطقة جميلة إلى منطقة تحتل مركزا في العالم الثالث. وحول مستوى السياحة في المملكة ذكر الأمير سلطان أنه «ما زال أمامنا مشوار طويل من أجل تنظيم سياحة ترقى لما يطمح إليه المواطن وما يستحقه، وأمامنا تحد كبير، فالسياحة اليوم ليست أمنيات أو تسويقا، وإنما هي قطاع اقتصادي، وقطاع خدمات وقطاع مرافق، وهذه القطاعات إذا لم تدعم ولم تحتو احتواء كاملا من قبل الدولة مثل أي قطاع آخر نجحت الدولة في تنميته كالصناعة، فستبقى الأمور كلها أحلاما»، مضيفا أنه يتوقع صدور قرارات من الدولة تتيح تحرك الاستثمار في مجال الإيواء والمنتجعات حتى تواكب الطلب، ونقوم الآن بعملية التصنيف لمواقع الإيواء السياحي حتى توازي القيمة مستوى الخدمة. وعن تطوير سوق عكاظ التاريخي، قال الأمير سلطان: إن الهيئة العامة للسياحة والآثار لم تعلن عن تطوير سوق عكاظ، وإنما أعلنت عن البدء بعملية استطلاع عملية التطوير، حتى تعرف إمكانية التطوير ومراحله وإقبال المطورين، مبينا أنه بنهاية شوال المقبل سيكون هناك تصور عام عن عملية التطوير، مفصحا أن المنطقة مقبلة على توسعة كبيرة والمستفيد الأول هم أبناء الطائف.