قبل أربعة قرون توجهت العدسات إلى أقرب الأجرام السماوية إلى الأرض، وهو القمر، حيث وضحت معالمه ورسمت خرائطه، واليوم ومن ضمن احتفالات العالم بالسنة الدولية للفلك 2009، التي تضمنت العديد من النشاطات، كان من ضمنها المشاركة عالميا في تصوير القمر بعد تجزئته إلى أربعين جزءا، بعدد السنين التي انقضت على آخر نزول للإنسان على سطحه.
وشاركت السعودية ضمن احتفالات العالم بالسنة الدولية للفلك لهذا العام، في تصوير القمر، حيث كان من نصيبها أجزاء من الجانب الشرقي للقمر، وتم تصويرها من قبل الفلكييَن ملهم هندي وعبد المجيد الحجيلي، وضم الصورة مع بقية المشاركات الدولية.
وأكد الدكتور حسن بن محمد باصرة، ممثل السنة الدولية للفلك في السعودية، ورئيس قسم علوم الفلك والفضاء بجامعة الملك عبد العزيز، لـ«الشرق الأوسط»، أنه تم اختيار السعودية للمشاركة عالميا في تصوير القمر كونها من الدول الفاعلة في هذا الشأن، ولحجم الإلمام لديها في علوم ومعارف الفلك والفضاء، وقال باصرة:« شاركت السعودية في هذا الاحتفال العالمي وفي تصوير القمر ضمن أربعين دولة من كافة أقطار العالم، وكانت السعودية ضمن الدول العربية الأربع التي شاركت في تصوير القمر، وهي مصر، وسوريا، والإمارات المتحدة».
وأشار الدكتور باصرة إلى أن السعودية قبلت دعوة المشاركة في الاحتفال وفي تصوير القمر، بعد أن تلقتها من منظمة اليونسكو، مؤكدا على أن قسم الفلك في جامعة الملك عبد العزيز في جدة، هو الوحيد على مستوى منطقة الخليج، والثاني على مستوى الدول العربية بعد جمهورية مصر العربية، وقال:« قسم علوم الفلك والفضاء في جامعة الملك عبد العزيز في قمة نشاطه الآن، حيث قمنا في الفصل الدراسي المنصرم بتخريج أول دفعة ماجستير علوم فلك وفضاء، وفي الفصل الدراسي المقبل سيتم تخريج الدفعة الثانية».
يذكر أن احتفال السنة الدولية لعلم الفلك، احتفال فلكي يمتد على مدى عام كامل، وقد عين عام 2009 لإقامة الاحتفال؛ تزامنا مع الذكرى الـ400 لأول تصنيع واستخدام للمقراب (التلسكوب) على يد غاليليو غاليلي، وقد أقرت هذه السنة في الاجتماع العام الثاني والستين للأمم المتحدة، وتتمثل في برنامج عالمي ينظمه الاتحاد الفلكي الدولي (IAU)، بالتعاون مع منظمة اليونسكو، وهي قسم الأمم المتحدة المسؤول عن الأمور التعليمية والعلمية والثقافية.