إنشاء أول قرية حرفية سعودية بمواصفات راقية

ستحل مشكلة 1400 فقير وعاطل عن العمل سنوياً

نموذج لقرية الحرفيين المزمع إنشاؤها في جدة («الشرق الأوسط»)
TT

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، أن أمانة جدة تعمل على إنشاء قرية للحرفيين بمواصفات راقية؛ لتصبح معلما تجاريا واقتصاديا وسياحيا في المنطقة، وأن العمل جار لتحديد ارض المشروع، الذي يفترض أن يوجد داخل النطاق السكني لتيسير ترويج منتجات الحرفيين. وأوضح الدكتور غازي السليماني، مساعد أمين محافظة جدة للتسويق الاستراتيجي والإعلام، أنه تم فعلا توجيه لجنة لدراسة الموضوع بشكل جدي وتحويله إلى حقيقة، واستدرك في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، قائلا: «لكن هناك بعض العوائق المتمثلة في إيجاد ارض كبيرة تتسع للقرية، التي من المقرر أن تحوي مواقع حرفية ومراكز بيع للحرفيين، وهو الأمر الذي يحتاج لمساحة كبيرة، تكون قريبة ومتوسطة للنطاق العمراني؛ لتسهيل ترويج المنتجات واستفادة الأسر من الموقع في ترويج منتجاتهم».

وأضاف السليماني، أنه تم وضع عدد من المقترحات بفصل منافذ البيع عن القرية، ولكن كل تلك المقترحات في طور الدراسة، وقال «نحن نحاول جادين الانتهاء من الدراسة لتنفيذ المشروع، لما له من أثر كبير في المحافظة وتنمية الاسر الفقيرة». من جانبه، أكد المهندس سامي نوار، مدير عام السياحة والثقافة بأمانة محافظة جدة، احد اعضاء اللجنة المشكلة، على قرب اكتمال الدراسة، مشيرا إلى وجود تصميم القرية، التي من المنتظر أن تكون معلما ثقافيا وإرثا مهما جدا للمدينة المعروفة بحرفها التقليدية الأصيلة. وقال إن «مشروع القرية الحرفية اقترحته جمعية (الأيادي الحرفية الخيرية) بمحافظة جدة، وقدمت جميع التصاميم ودراسات الجدوى لإقامته». وأوضح في هذا الشأن، الدكتور أحمد بن حسين هاشم، رئيس مجلس إدارة الجمعية، أن القرية التي ستكون معلما حضاريا، ومركزا إنتاجيا وتسويقيا وثقافيا وسياحيا يرتاده ساكنو جدة، ووجهة للزوار، ستقام على مساحة 10 آلاف متر مربع، تضم كافة الحرف المهنية والتراثية، بحيث يتوفر للحرفيين والحرفيات من أبناء منطقة مكة المكرمة المناخ والمكان اللازمين للعمل المباشر، ومزاولة الحرفة أمام الزوار وبيع منتجهم الحرفي مباشرة وتسويقه، مشيرا في الوقت ذاته، إلى أن القرية ستساعد على حل مشكلة 1400 فقير وعاطل عن العمل في محافظة جدة سنويا، وأكثر من 4000 أسرة في محافظات وقرى منطقة مكة المكرمة.

وأوضح الدكتور هاشم، أن مشروع القرية الحرفية هو الجناح الثاني من مشاريع جمعية الأيادي الحرفية، التي تعتمد على فلسفة التدريب المنتهي بمشروع، حيث ترتكز الجمعية على مشروعين أساسيين، هما التدريب الموجه للفئات المستهدفة من الفقراء، وإنشاء مواقع لبيع المنتجات (القرية الحرفية)، التي تعد مكملة للمشروع الأول، مشيرا إلى أن الجمعية ورغم عمرها القصير، حيث تأسست قبل ما يقارب السبعة أشهر فقط، إلا أنها افتتحت مؤخرا أول مركز تدريب حرفي غير ربحي على مستوى السعودية. وأعلن هاشم عن اقامة مشروع آخر، يتمثل في المراكز التدريبية المتنقلة، التي تستهدف قرى ومدن منطقة مكة المكرمة، حيث سيتم تخصيص باصات مجهزة بقاعات وورش عمل للتدريب على الحرف للمناطق النائية.

وأضاف رئيس مجلس إدارة الجمعية، أن القرية ستشمل كافة الخدمات، حيث سيتوفر داخلها أكثر من 400 محل تجاري لبيع المنتج الحرفي، تقدم كافة الخدمات، التي من الصعب وجودها في سوق واحد، ويضم كل منها عددا من الحرف المتقاربة في الأداء، وتأخذ كل مجموعة نمطا معماريا يعبر عن ذات الحرفة، وهو ما يسمى بـ (الحارات)، إضافة إلى الورش المركزية وأكاديمية خاصة بتعليم الحرف اليدوية ومناطق خدمة ومعلوماتية، ومواقف للسيارات وطرق، وساحات خضراء ومناطق استراحات وممشى، وموتيلات لسكن السياح، ومطاعم ومقاه وملاعب أطفال، إضافة إلى مدرج للحفلات والمناسبات الوطنية، مؤكدا انه روعي في تصميم القرية النمط المعماري الحجازي.

وعن تمويل إنشاء القرية الحرفية، أوضح الدكتور احمد هاشم، أن العقبة التي تواجهنا الآن ليس في دعم الإنشاءات الداخلية للقرية، التي ستكلف ما يقارب 25 مليون ريال، حيث إن هناك عددا من رجال الأعمال والجهات الحكومية التمويلية أبدت استعدادها لإنشاء القرية؛ لإيمانها بأهمية المشروع، ولكن تظل العقبة في تعاون أمانة محافظة جدة في توفير الموقع المناسب للقرية داخل مدينة جدة، حيث من المهم أن تكون في مناطق آهلة بالسكان.