أول مواجهة كروية بين نجوم الرياضة ومرضى السكري.. ومشاركة المرأة مستقبلا

مدير مكافحة السكري لـ «الشرق الأوسط»: أعددنا دراسة شملت 80 ألف شخص وستعلن قريبا

TT

على ضوء ما كشفته إحصائية حديثة عن تسجيل مرض السكري في السعودية أعلى نسبة له على مستوى العالم، بواقع 30 في المائة تقريبا من مجمل السكان، تعتزم جمعية خيرية إقامة أول مباراة رياضية من نوعها منتصف الشهر المقبل، بمدينة الرياض، في مواجهة كروية تجمع بين فريق يضم أبرز نجوم الملاعب السعودية، وفريق آخر من مرضى السكري، حيث يتوقع المنظمون أن يتجاوز عدد الحضور حدود الـ20 ألف متفرج.

وأوضح عبد العزيز الحميدي، رئيس جمعية السكري السعودية الخيرية، لـ«الشرق الأوسط»، أن الهدف من هذه المباراة هو «إعلام مريض السكري بأنه لا يوجد ما يمنعه من ممارسة الرياضة، فقط هناك أمور صحية عليه أن يتبعها»، وأفاد بأنه ستقام على هامش المباراة محاضرات توعوية وسيتم توزيع نحو 150 ألف كتيب عن مرض السكري، وتوجد ورش عمل صحية تستمر على مدى يومين متتاليين. موضحا أن انطلاقة هذه الفكرة جاءت لكون الرياضة تهم أكبر شريحة من الشباب، طالبا من الراغبين في المشاركة بالمباراة الاتصال على الجمعية للتنسيق بهذا الخصوص. وعن أسباب اقتصار المباراة على الرجال فقط من دون النساء، ومدى إمكانية تنظيم مباراة رياضية نسوية في ظل ارتفاع معدل اصابة النساء بالسكري، قال الحميدي «لا مشكلة لدينا، لكن أين الفريق؟». مشيرا إلى أن هذه المسألة تتطلب العديد من الاجراءات التنظيمية حتى يكون هناك فريقان من السيدات المصابات بداء السكري قادرات على لعب مباراة رياضية كاملة، تليها إجراءات الموافقة على الفكرة التي ستكون الأولى من نوعها. مؤكدا ترحيب الجمعية بهذه الخطوة.

وبيَّن الحميدي أن جمعية السكري السعودية الخيرية ستركز في الفترة المقبلة على برامج التوعية في المدارس ومراكز الأحياء، مرجعا ذلك لكونهم لمسوا إقبالا واهتماما كبيرا من فئة الشباب وصغار السن تحديدا، أما الكبار، فتطرق إلى ندوة أقامتها الجمعية العام الماضي بمناسبة اليوم العالي لداء السكري. مؤكدا أن حجم الحضور من فئة الكبار كان متواضعا ودون المأمول، بعكس الشباب الذين وصفهم بـ«المتلهفين والراغبين بتكرار الفعاليات التوعوية».

وعن حجم الإصابة بداء السكري في السعودية، كشف الدكتور محمد الحامد، مدير برنامج مكافحة السكري في وزارة الصحة، هاتفيا لـ«الشرق الأوسط»، بأن الوزارة أعدت دراسة بهذا الشأن شملت نحو 80 ألف شخص على مستوى السكان ككل، وأوضح أن الدراسة تختص بالفترة بين عامي 2007 و2008. مؤكدا أن نتائجها لم تعلن إلى حين الانتهاء من إدخال البيانات وتحليلها وكتابة التقرير النهائي حولها، إلا أنه تحفظ على الإجابة عن بقية الاستفسارات، مرجعا ذلك لتعليمات الوزارة بإحالة هذه المهمة لإدارة العلاقات والإعلام.

يأتي ذلك فيما أظهرت تقارير حديثة بأن إجمالي الخسائر المالية التي تتكبدها السعودية على مرضى داء السكري المباشرة وغير المباشرة تصل إلى نحو 51 مليار ريال سنويا، حيث ان التكلفة الاقتصادية المباشرة للجنسين في علاج السكري (العلاج والتنويم والمتابعة) التي تتحملها الوزارة تصل إلى 8 مليارات ريال، أما التكاليف غير المباشرة، وهي المرتبطة بمضاعفات المرض وترك العمل وقلة الإنتاجية، فتصل إلى 43 مليار ريال، في حين أن ما نسبته 90 في المائة من المراكز الصحية على مستوى البلاد تقدم خدمات علاجية لمرضى السكري. وكان الدكتور عوض أبو زيد، ممثل منظمة الصحة العالمية بالسعودية، قد كشف في مهرجان تثقيفي أقامته مؤخرا الجمعية السعودية للسكري والغدد الصماء بالخبر، أن علاج السكري مكلف لأنه على مدى الحياة. مؤكدا أن هذا المرض أصبح (وباء)، ويرى أن البعض يعتقد أن لفظ الوباء يطلق على الأمراض المعدية فقط لكن السكري أصبح وباءً بفعل حجم انتشاره. وأوضح أبو زيد أن الدور الأساسي الذي تقوم به منظمة الصحة العالمية هو مساعدة الدول لتقوية مهارات العاملين في القطاع الصحي وتبادل المعلومات. منوها بوجود 40 برنامجا لرفع كفاءة العاملين في المجال الصحي بالسعودية لمحاربة الأمراض المزمنة والمعدية.