«السلفية» و«العنصرية».. عنوانان جدليان مقترحان للنشاط الثقافي لـ«الجنادرية»

مفكرون لـ «الشرق الأوسط»: نجاح الموضوعين يعتمد على استقطاب ضيوف غير متصالحين

TT

حدد علماء ومفكرون وأدباء سعوديون، في اجتماعات مغلقة في العاصمة الرياض، 4 موضوعات مقترحة للنشاط الثقافي للمهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية 25»، ينتظر أن يخلق اثنين منها؛ هما: «السلفية» و«العنصرية»، في حال إقرار أحدهما، سجالا واسعا، ويستقطب تبعا لذلك أعدادا كبيرة من الحضور.

واختار المشاركون في اجتماعات المشورة التي ينظمها الحرس الوطني ممثلا في مهرجان الجنادرية في كل عام، موضوعات: العولمة، حوار الحضارات، السلفية، والعنصرية؛ كعناوين مقترحة للنشاط الثقافي للمهرجان في نسخته المقبلة.

غير أن «السلفية» و«العنصرية»، تعتبر أبرز الموضوعات التي حازت إجماع المشاركين في اجتماعات المشورة، والتي ستختتم بعد ظهر اليوم في العاصمة الرياض. يقول أحد المشاركين لـ«الشرق الأوسط» ـ فضل عدم الإشارة لاسمه ـ: لقد تحمسنا لموضوع «السلفية» باعتباره موضوع «حيويا وجادا وحقيقا». وقال الدكتور محمد البشر المتخصص بالإعلام السياسي، والحاصل على شهادته العليا من جامعة جنوب إلينوي بالولايات المتحدة «يجب على مهرجان الجنادرية أن يسهم في تصدير فكر المملكة، لا أن يطرح أفكارا للتداول فقط».

ورأى في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن موضوع «السلفية» عنوان مهم. لكنه أكد على ضرورة أن يتم استضافة بعض الذين انتقدوا السلفية من خارج السعودية، من أجل أن تتاح الفرصة لطرح الشبهات والرد عليها.

وأكد أحد المشاركين على ضرورة انتقاء الضيوف بشكل جيد، لإعطاء موضوع السلفية الحجم الذي يستحقه من النقاش وتبادل الرؤى حوله، وللخروج بنتيجة عن «حوار متضادين، وليس تداول مختلفين».

ومقابل ذلك، قال أحد الأدباء المشاركين في الاجتماعات، أن هناك ضرورة لتوفر 3 عناصر لإنجاح أي حلقة نقاش أو ندوة حوارية؛ هي أن تكون فكرة الموضوع جيدة، وأن يكون الضيوف جيدين، وألا يكونوا متصالحين. ولفت إلى أهمية دعوة المدارس السلفية الأخرى في المنطقة العربية، كسلفيي المغرب، الذين يقولون بأنهم هم السلفيون الحقيقيون، وذلك بغية النقاش حول هذا الموضوع الحيوي، والتعرف على السلفية الحقيقية، هل هي التي نسير عليها أم تلك التي يسيرون عليها.

ويبرز موضوع العنصرية، كثاني عنوان، ترتفع حظوظ الإجماع عليه. وهنا يؤكد أحد من تحدثت إليهم «الشرق الأوسط» أمس على هامش اجتماعات المشورة، أن موضوع العنصرية بات أمرا مهما في هذه الأيام على الصعيد الداخلي والخارجي، وخصوصا مع انتشار مسألة التفاخر بالقبائل وبعض المسابقات المحلية التي تعزز من العنصرية في صفوف المجتمع.

هذا، وقد كانت جلسات المشورة الثقافية قد افتتحت بكلمة ألقاها عبد المحسن التويجري نائب رئيس الحرس الوطني المساعد، ونائب رئيس اللجنة العليا للجنادرية، أكد فيها أن العالم يمر بالعديد من المتغيرات. وقال مخاطبا الأدباء «لا يمكن أن ننتظر من الآخرين أن يحددوا لنا مواقع أقدامنا أو يرسموا لنا خارطة طريق لخطواتنا».

وكان ملاحظا ضعف الإقبال على النشاط الثقافي خلال الدورات الماضية لمهرجان الجنادرية، ويتوقع أن تعيد العناوين الجدلية التي يفترض أن يحسم الأدباء والمثقفون أمرهم حيالها اليوم، الحماس لجلسات الحوار الفكري المرافقة لمهرجان التراث والثقافة السعودي.