فرق محلية وغربية تنقب عن الآثار في السعودية

باتفاق مع هيئة السياحة والآثار.. وكنز الأخدود أبرز مكتشفاتها

TT

تعمل 9 فرق بحثية واستكشافية محلية وغربية، منذ مطلع هذا العام، بالتنقيب عن الآثار في أكثر من موقع في السعودية. وتعود بعثات التنقيب الأجنبية، إلى جنسيات 5 دول، هي: إيطاليا، أميركا، ألمانيا، بريطانيا، وفرنسا.

ويأتي عمل تلك الفرق، إثر اتفاق مع الهيئة العامة للسياحة والآثار، يرمي للتعاقد مع هذه البعثات، للعمل على التنقيب وصيانة وترميم المواقع الأثرية، وإجراء الحفريات والقيام بالمسوحات والتسجيل والتوثيق.

وقال لـ«الشرق الأوسط» الدكتور محمد الذيبي عضو في أحد هذه الفرق إن هيئة السياحة والآثار تدعم عمل الفرق، بغية الحفاظ على الآثار في المملكة وتوثيقها وجمع معلومات دقيقة وتفصيلية عن هذه المواقع، وأيضا تهيئة بعض المواقع لتكون متحفا مفتوحا أمام الزوار.

ولفت الذيبي، وهو عضو هيئة التدريس في كلية الآثار والسياحة بجامعة الملك سعود، إلى أن البعثات الأجنبية الخمس تعمل تحت إشراف مباشر من الهيئة العامة للسياحة والآثار، وبمشاركة سعودية لمختصين بالآثار.

وتعمل البعثة الايطالية بمحافظة دومة الجندل شمالا، فيما تعمل البعثة البريطانية بجزر فرسان في البحر الأحمر، في الوقت الذي تستقر البعثة الأميركية بجرش جنوبا، وتعمل الفرنسية بموقع كلوه بمنطقة تبوك في الشمال الغربي للمملكة بالإضافة لمسح النقوش القديمة بمنطقة نجران الجنوبية والتنقيب بمدائن صالح، في حين تباشر البعثة الألمانية البحث والتنقيب بمحافظة تيماء التابعة لمنطقة تبوك.

وأعطى خبير التنقيب السعودي، لمحة تأريخية عن التنقيب في بلاده، إذ قال إن البعثات الأجنبية بدأت بالعمل بهذا المجال منذ مطلع القرن الماضي اثر توافد عدد من الرحالة والمستكشفين ورصدهم لمشاهداتهم عن الآثار وخصوصا المناطق الشمالية من السعودية لسهولة الوصول لها.

وفي مقابل البعثات الأجنبية الخاصة بالتنقيب عن الآثار، تعمل بموازاتها فرق سعودية، تتركز أعمالها بمواقع عدة؛ منها: حصن الأخدود والأجزاء الغربية المحيطة به في موقع الأخدود الأثري بنجران، موقع الخريبة الأثري القديم بالقرب من مدائن صالح، موقع المابيات الإسلامي بمحافظة العلا بمنطقة المدينة المنورة، وموقع فيد الأثري بمنطقة حائل.

وأوضح الدكتور الذيبي أن أهم المكتشفات الأثرية لهذه الفرق ما أطلق عليه كنز الأخدود الذي اكتشف في موقع الأخدود في نجران ويعد من المكتشفات الأثرية الهامة التي سوف تسهم بعد دراستها وصدور نتائج تلك الدراسة العلمية في الإمداد بمعلومات تاريخية عن موقع الأخدود وعن تاريخ الجزيرة العربية والدور الحضاري بين الحضارات المجاورة في الفترات التاريخية المتفاوتة.

وتم تبعا لعمل البعثات الأجنبية والسعودية، تسجيل 160 موقعا اثريا في جزر فرسان، تمثل مجموعة من المواقع التي تحتوي على بعض أدوات العصر الحجري، والقيام بمسح أثري لمنطقة نجران وتسجيل وتوثيق المواقع الأثرية وذلك بهدف تثبيتها على الخرائط ورسم مخططات للمنشآت الأثرية المتبقية في المنطقة. وتسجيل العديد من المواقع التي تعود إلى فترة ما قبل التاريخ.

كما يأتي من أبرز نتائج أعمال تلك الفرق، الكشف عن أجزاء من سور تيماء الأثري المبني من الحجارة ويعود إلى ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد.

وكانت أولى البعثات الأجنبية التي قامت بالتنقيب والاستكشاف في السعودية، بعثة فرنسية، وكان ذلك ما بين عام 1907 و1914، طبقا لخبير الآثار السعودي، والذي أشار بدوره إلى مواطنه الدكتور عبد الرحمن الطيب الأنصاري، والذي قال إنه أول من قام ببحوث عن الآثار بالسعودية، وقد أنجز رسالته لدرجة الدكتوراه عام 1966، كما أنه أول من قاد فرقة بحثية سعودية للتنقيب عن الآثار.