أمير مكة المكرمة يوقع عقد إنشاء «كرسي الأمير خالد الفيصل لتأصيل منهج الاعتدال السعودي»

جرى مع جامعة الملك عبد العزيز بقيمة 5 ملايين ريال وعلى مدار 5 سنوات

الأمير خالد الفيصل خلال مراسم توقيع الكرسي في جامعة الملك عبد العزيز (تصوير: مروان الجهني)
TT

بتكلفة تقارب الخمسة ملايين ريال، وقع الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة، في جدة أمس، عقد إنشاء «كرسي الأمير خالد الفيصل لتأصيل منهج الاعتدال السعودي» ليمتد على خمس سنوات، ويهدف إلى إظهار الصورة الصحيحة للاعتدال السعودي وتطبيقاته عبر الامتداد التاريخي، وتعزيز الانتماء الوطني لدى افراد المجتمع.

من جهتها، جامعة الملك عبد العزيز، أعلنت خطة خمسية تمتد لخمس سنوات لتنفيذ عقد التوقيع، تشمل ـ وفقا للدكتور أسامة بن صادق الطيب مدير جامعة الملك عبد العزيز ـ البداية بتشكيل فريق عمل واختيار استاذ للكرسي، وتشكيل الهيئة الاستشارية اللازمة، له والإعداد وتجميع البيانات الخاصة بالكرسي، ووضع الخطة التنظيمية والتنفيذية التي سيسير وفقها العمل، وتم تدشين الكرسي والاعلان عن بدء البرنامج التنفيذي، وتفصيل محاور البحث العلمي الخاصة به.

على أن يتم بعد ذلك اختيار وتحديد مواعيد المحاضرات والندوات، على ان يتم بعد ذلك إطلاق برنامج توعوي في الوسائل الاعلامية المختلفة، وعقد ندوات علمية حول منهج الاعتدال السعودي. وأبان مدير جامعة الملك عبد العزيز ان المرحلة الثانية تشمل مناقشة وتحكيم مقترحات البحوث العلمية للكرسي، وإقامة محاضرات عن منهج الاعتدال السعودي، ثم عقد الندوة العلمية الثانية حول المنهج، حيث يتم في هذه المرحلة إنشاء قاعدة بيانات «موسوعة» عن منهج الاعتدال السعودي، وإقامة محاضرات وعقد ورش عمل حول نشاطات الكرسي وتقييم الجهود المبذولة في هذا الباب. فيما سيتم بعد ذلك إصدار قاعدة بيانات «موسوعة» عن منهج الاعتدال السعودي، ونشر الابحاث العملية ذات العلاقة بالمجلات المتخصصة، وفق محاور الكرسي، على ان يتم في كل المراحل تخصيص جوائز لأفضل الابحاث المتقدمة بالتزامن مع إحدى المناسبات الوطنية، وكذلك تصميم برامج ثقافية توعوية وتصميم منهج دراسي لبرنامج التعليم العالي.

وخلال المؤتمر الصحافي الذي عقد بهذه المناسبة، ارتجل الأمير خالد الفيصل، كلمة قال فيها، «نسعد بكرسي لتأصيل منهج الاعتدال السعودي مع جامعة الملك عبد العزيز التي تبنت المشروع مشكورة، وأقدر الاهتمام من الجامعة ومديرها، ولا يسعنى إلا أن أشكر كل من تجاوب مع تلك الكلمة التي ألقيتها في جامعة الملك عبد العزيز عن هذا الموضوع».

وأضاف، «نحن بحاجة إلى بذل البحث والدراسة لدى الشباب السعودي في الجامعات وخارج الجامعات خصوصا فيما يتعلق بتاريخهم ودولتهم ومنهجها الذي تأسس على يد الملك الفذ عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، الذي اختار كلمة (لا إله إلا الله محمد رسول الله) راية وشعاراً لهذه الأمة الفتية، ثم أعلن ان دستور هذه البلاد هو كتاب الله القرآن، ومنهجها سنة رسول الله، وأي شرف لأي أمة يمكن أن يوازي هذا الشرف، الذي حظي به الإنسان السعودي في هذه البقعة من العالم، وهو في هذه البقاع المباركة، فهنيئاً لقيادة المملكة والشعب السعودي لهذه المملكة المميزة بين دول العالم».

وزاد أمير منطقة مكة المكرمة، «جدير بنا أن نتعمق في البحث والدراسة عن هذا المنهج المشرف، وقد تميزت سياسة البلاد سياسيا واقتصاديا وعلميا واجتماعيا بمنهج الاعتدال، فاستطاعت الدولة والأمة ان تتجنب الكثير من الحروب والفتن والكوارث الاجتماعية والاقتصادية والسياسية بسبب تبنيها منهج الاعتدال، وهو المنهج الإسلامي، وليس مخترعا ولم يكن مبتدعا».

وقال، «اليوم ونحن نعيش هذه الفترة المميزة وغير المسبوقة في حياة الأمم، حيث ننعم جميعا بالاستقرار السياسي والاقتصادي والأمني، في حين نرى الحروب والكوارث تجتاح كثيرا من شعوب ودول العالم، وهذه الأمة تنعم بالاستقرار، فحمدا لله وشكرا للقيادة الرشيدة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين وولي العهد الأمين والنائب الثاني، فهنيئاً لهم هذا النجاح المميز وهنيئاً للمملكة هذا الاستقرار الأمني والسياسي والاقتصادي الذي لا يضاهيه استقرار في كثير من دول العالم، التي تنظر إلينا بغبطة، والبعض الآخر منها ينظر إلينا بحسد وغيره».

وأضاف، «نتضرع لله بالشكر والحمد على ما خص به هذه البلاد من النعم، ونعمل لكي نحقق طموحات القيادة وأن نرقى بهذه الأمة وهذه البلاد إلى مصاف الدول والشعوب المتقدمة وليس مستحيلا ان نرى أنفسنا في العالم الأول إذا توفرت الإدارة والارادة.

وأوضح الدكتور أسامة بن صادق الطيب مدير جامعة الملك عبد العزيز أن الجامعة اتفقت والأمير خالد الفيصل، على أن تقوم ممثلة في باحثيها وبمن تستعين بهم من باحثين بتقديم الأبحاث والدراسات العلمية في التخصص المطلوب بإنشاء الكرسي العلمي الذي تبلغ تكلفته 5 ملايين ريال، الذي يمتد على خمس سنوات حيث ستعمل على تنفيذ ما جاء في هذا العقد بالتزام الخطة المقترحة. يذكر أن رؤية ورسالة الكرسي تتمثل في التأصيل العلمي لمنهج الاعتدال السعودي تعزيزاً للوحدة الوطنية ونشر ثقافة الاعتدال السعودية لمواجهة التحديات النابعة من تيارات التطرف والغلو، وتتمثل اهدافه في إظهار الصورة الصحيحة للاعتدال السعودي، وتطبيقاته عبر الامتداد التاريخي للسعودية وتعزيز الانتماء الوطني لدى افراد المجتمع، إضافة إلى ثقافة المجتمع تجاه الافكار الضارة بكيانه واستقراره كالتطرف والغلو والتغرير، كما تم وضع المحاور التي يمكن دراستها عبر هذا الكرسي، وأهمها المحور التاريخي الذي يهدف الاستقراء، ورصد تاريخ منهج الاعتدال السعودي والمحور الاجتماعي، وموقف منهج الاعتدال السعودي في التعامل مع القضايا الاجتماعية مثل التطرف، والعنف في المجتمع، إضافة إلى المحور المحور السياسي، والمحور الاقتصادي الذي يتضمن تحليل السياسات الاقتصادية للمملكة، في ضوء الاعتدال السعودي، والمحور الثقافي في نهج الاعتدال السعودي وأثره في حركة الفكر الثقافي في السعودية.