مدير عام هيئة الري والصرف في الأحساء: لسنا مسؤولين عن انخفاض مياه العيون

المهندس أحمد الجغيمان قال لـ«الشرق الأوسط» إن المياه المعالجة تشكل 60% من عمليات الري الزراعي

المهندس أحمد الجغيمان («الشرق الأوسط»)
TT

قال المهندس أحمد الجغيمان مدير عام هيئة الري والصرف في محافظة الأحساء، ان هناك عددا من المشاريع والبرامج التي تعمل عليها الهيئة منها تغطية المصارف الزراعية المكشوفة وترشيد المياه والتوسع في استخدام المياه المعالجة ثلاثيا، والمساهمة في برنامج استلام وتعبئة التمور والعناية بها. مضيفا أن كمية المياه التي تنتجها الآبار الجوفية التي تتبع الهيئة تبلغ نحو 100 ألف متر مكعب في اليوم الواحد، وهي لا تتجاوز نسبة 20 في المائة من إجمالي السحب في المنطقة. وأشار الجغيمان، إلى أن هيئة الري والصرف في الاحساء ليست مسؤولة بشكل مباشر عن انخفاض معدل المياه الجوفية الذي تضررت منه العديد من العيون التي كانت تشتهر بها الأحساء. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن انخفاض منسوب مياه العيون سببه ارتفاع معدل السحب من الطبقة المغذية من كافة المستخدمين سواء لأغراض الشرب أو الزراعة المدنية والصناعية بما يزيد عن معدلات التغذية التي تحفظ التوازن في الطبقة مع الانخفاض الشديد في معدلات الأمطار التي تهطل على المنطقة في السنوات الماضية. فإلى نص الحوار:

> ما هي المشاريع والبرامج الجاري تنفيذها حاليا من قبل هيئة الري والصرف؟ وكم تقدر تكلفتها الإجمالية؟

- تعمل الهيئة على تنفيذ محطات ضخ وخطوط أنابيب لنقل المياه المعالجة من موقع محطات التنقية إلى شبكة قنوات الري، وقد تم تنفيذ هذه المشاريع في الأحساء والقطيف وكذلك العمل على استبدال وصيانة قنوات الري التالفة وبمعدل 35 كيلو مترا طوليا في الأحساء، إضافة إلى برامج تنظيف المصارف الزراعية وكذلك تنفيذ أعمال التغطية لعدد من المصارف الزراعية المكشوفة واعتماد برنامج تجميع ونقل المخلفات الزراعية. وكذلك برامج الإرشاد الزراعي وتوعية المزارعين حول أفضل السبل لزيادة الإنتاج ومكافحة الآفات. إضافة إلى البرامج المتعلقة بتطوير المرافق الإنشائية وتحديثها. حيث تقدر تكاليف هذه الأعمال نحو300 مليون ريال.

> ماذا عن قنوات الري المكشوفة؟

- هي من أبرز وأهم المشاريع الجاري تنفيذها حاليا من خلال المرحلة الأولى من تحويل قنوات الري المكشوفة إلى أنابيب مغلقة وبرامج الترشيد في استخدام مياه الري وتركيب حواجز حديدية بجانب المصارف الزراعية بطول يزيد على 8 كيلو مترات وتغطية عدد من المصارف الزراعية المكشوفة.

> حدثنا عن خططكم المستقبلية؟

- هو العمل على الاستمرار في استكمال مشروع تحويل القنوات المكشوفة إلى أنابيب مغلقة لتشمل كافة مناطق المشروع بما يساهم في تعزيز برامج الترشيد وتطبيق نظم الري الحديثة، وكذلك العمل على تعزيز مصادر مياه الري من خلال التوسع في استخدام المياه المعالجة ثلاثيا من داخل المحافظة وخارجها، والعمل على استكمال بعض أعمال التغطية للمصارف حسب أهميتها وأولوياتها والمساهمة في برنامج استلام وتعبئة التمور والعناية بها.

> إلى أين وصل مشروع الري والصرف في الأحساء؟

- مشروع الري والصرف في الأحساء الذي تم تنفيذه وتشغيله قبل 40 عاما هو أكبر مشروع ري وصرف من نوعه في السعودية، تشتمل مرافقه على عدد من محطات الضخ والآبار الجوفية البديلة عن العيون الطبيعية وشبكة من قنوات الري الخرسانية بطول 1500 كيلو متر، وشبكة من قنوات الصرف الزراعي بطول 1300 كيلو متر تغطي مساحة تقارب 16 ألف هكتار وخزانات مياه سعة 38 ألف متر مكعب، بالإضافة إلى تنفيذ محطات ضخ وخطوط أنابيب لرفع المياه المعالجة.

> هل لا يزال المشروع يعتمد على بعض العيون في تلبية الحاجة الزراعية للمنطقة؟ - المشروع في بدايته كان يعتمد على ما يتدفق طبيعيا من مياه العيون المشهورة مثل الحقل، والخدود، وأم سبعة، والحارة، والجوهرية، والحويرات وغيرها من العيون الأخرى ومع مرور السنوات ولمقابلة احتياجات النهضة التنموية الشاملة في المنطقة في كافة المجالات وانخفاض معدلات التغذية فقد تراجع منسوب المياه في العيون ولم تعد المياه المتوفرة من العيون كافية لاحتياجات ري المزارع القائمة، وعلى ضوئه بادرت الهيئة منذ 18 عاما للاستفادة من المصادر الأخرى البديلة مثل مياه الصرف الزراعي ومياه الصرف الصحي المعالجة، وأصبحت هذه المصادر حاليا تشكل نحو 60 في المائة من إجمالي المياه التي يوفرها المشروع للمزارع المستفيدة منه إضافة إلى مياه الآبار المحفورة بجانب العيون وقنوات الري.

> كيف ترون الاستفادة من برامج نظم الري الحديثة؟

- تعمل الهيئة ضمن برامجها وخططها على تفعيل برامج وترشيد استهلاك المياه من خلال تشجيع ودعم تطبيق نظم الري الحديثة في الحقول الزراعية وكذلك تطوير شبكة قنوات المشروع وتحويلها إلى نظام مغلق يكفل حسن إدارة المياه وتوزيعها بكفاءة عالية. واتخذت الهيئة عدة إجراءات تتعلق بتحفيز المزارعين وكذلك تنفيذ المشاريع الخاصة بذلك حيث تم البدء في المرحلة الأولى من تطوير المشروع بقيمة 75 مليون ريال من المؤمل تشغيله في العام المقبل.

> ماذا عن مشروع التحسين الزراعي في القطيف؟

- هو مشروع يشتمل على خطوط أنابيب لتوزيع المياه على المزارع بطول 48 كيلو مترا وقنوات صرف زراعي مكشوفة بطول 40 كيلومترا، مع وجود 14 خزانا وبئرا لخدمة نحو 560 هكتارا من المزارع القائمة في محافظة القطيف المشهورة بمزروعاتها، ويجري العمل حاليا على تنفيذ مشروع للاستفادة من المياه المعالجة ثلاثيا في المنطقة للأغراض الزراعية بطاقة 10 آلاف متر مكعب في اليوم الواحد.

> حدثنا عن مشروع تنمية الزراعة بالأفلاج ومشروع الخرج الزراعي؟

- مشروع تنمية الزراعة بالأفلاج يشتمل على خطوط أنابيب لنقل المياه بطول 12 كيلومترا لخدمة 190 هكتارا تشمل 215 مزرعة من المزارع القديمة في المحافظة، وقامت الهيئة أخيرا بتنفيذ مشاريع لتمديد خطوط ري من الأنابيب تصل لكافة المزارع بدلا من المساقي القديمة، وذلك بهدف ترشيد المياه واستهلاكها والمحافظة على الرقعة الزراعية القائمة.

في حين أن مشروع الخرج الزراعي فهو يعنى بتربية ورعاية الأبقار وقد تم إنشاؤه منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز في عام 1355هـ. وكان له دور ريادي في التعريف والتدريب على برامج وأنشطة رعاية الأبقار وصناعة الألبان، وكذلك إنشاء وحدة للتلقيح الصناعي والأصول الوراثية ضمن المشروع لحين أن توسعت هذه الصناعة بشكل رائع لدى القطاع الخاص وأصبح من أفضل القطاعات في المنطقة من ناحية الجودة والإنتاج. وقد تمت مؤخرا إعادة هيكلة أهداف المشروع ليتوافق مع الحاجة المستقبلية حيث تم إسناد تبعيته إلى قطاع الثروة الحيوانية بوزارة الزراعة، وبحكم اختصاص الهيئة في مجال الري والصرف فقد أسند إليها مهام الإدارة والإشراف على مشروع الري والصرف في دومة الجندل الذي يحتوي على شبكة من خطوط الري والمصارف الزراعية وخزانات المياه ويقوم المشروع بتوفير المياه وتوزيعها على المزارع القائمة هناك. وكان له دور فعال في المحافظة على الرقعة الزراعية القديمة في منطقة الجوف.

> كم يستقبل مصنع التمور التابع لهيئة الري والصرف، من الإنتاج سنويا؟ - لا يزال مصنع تعبئة التمور في الأحساء يقوم بدوره الحيوي في استقبال التمور التي تقوم الدولة بشرائها من المزارعين سنويا بهدف تعبئتها وفق أحدث المواصفات الفنية وتجهيزها وحفظها لحين تسليمها إلى الجهات المستفيدة داخل وخارج المملكة.

وقد استمر المصنع في استلام 21 ألف طن سنويا بسعر ثلاثة ريالات للكيلو الواحد. لحين صدور الموافقة السامية الكريمة على زيادة الكمية اعتبارا من عام (1427هـ) لتصبح 25 ألف طن سنويا يتم توريدها من كافة مناطق السعودية المشهورة بإنتاج التمور وبأصناف تزيد على 17 صنفا من التمور الجيدة. > ماذا بشأن دعم سعر التمور؟

- رغبة في تشجيع ودعم المزارعين على تطبيق نظم الري الحديثة فقد تم زيادة سعر شراء التمور من المزارعين لتكون بـ 5 ريالات للكيلو الواحد من التمور المطبقة للري الحديث، أما من يستمر في الري التقليدي فيظل السعر بـ3 ريالات للكيلو. وقد لاحظت الهيئة استجابة لدى عدد من المزارعين في الاستفادة من هذا الدعم في التحول إلى نظم الري الحديثة.

> هل طاقة تشغيل المصنع كافية؟ - تعتبر طاقة المصنع حاليا من أكبر المصانع في السعودية. وهي مناسبة لمعدلات استلام التمور الحالية، وقد لا تكون هناك ضرورة لزيادة طاقته في ظل توجه القطاع الخاص إلى التوسع في إنشاء مصانع تعبئة التمور.

> ماذا عن الخطط التطويرية للمصنع؟

- قامت الهيئة بتحديث غالبية مرافق المصنع من المستودعات المبردة إلى صالات استلام التمور ومختبر الجودة، وتجديد بعض معدات وآلية التعبئة ليكون جميع الإنتاج في عبوات مفرغة من الهواء سعة 2 كيلو غرام. وتعتزم الهيئة خلال العام الحالي العمل على تجديد خطوط الغسيل والفرز والإنتاج لتتلاءم مع متطلبات التعبئة الحديثة والرفع من جودتها.

حيث ساهم المصنع في توفير الإعانات والدعم الذي تقدمه السعودية للكثير من الدول المحتاجة والصديقة في العالم سواء من خلال برنامج الغذاء العالمي أو من خلال الدعم المباشر من الدولة، وقد بلغ إجمالي كمية التمور التي قام المصنع باستلامها وتعبئتها منذ تأسيسه في عام 1401هـ نحو (540) ألف طن.

> ما هي استراتيجيتكم حول المصارف الزراعية المكشوفة؟ وهل هناك جدول زمني لتكون الأحساء خالية من قنوات الري المكشوفة؟

- إن تنفيذ هذه المصارف قد تم لخدمة الأراضي الزراعية والعمل على تخليصها من تراكم الأملاح التي في حال زيادتها يؤدي إلى تدهور التربة وتأثيرها السلبي على الإنتاج الزراعي. وقد كان لتنفيذ المصارف دور حيوي وإيجابي في التخلص من المستنقعات المائية الراكدة وكذلك استصلاح بعض المناطق الزراعية المنخفضة.

فقد قامت الهيئة بأعمال تغطية للعديد من الأجزاء في المصارف الرئيسية التي تجاور مناطق النمو العمراني وتقاطعات الطرق الرئيسية، وبلغ مجموع ما تم تغطيته في السنوات القليلة الماضية نحو 25 كيلو مترا وتعتزم الهيئة العمل على تغطية ما يقارب 12 كيلو مترا خلال السنتين المقبلتين، وإذا علمنا أن أطوال شبكة الصرف الرئيسية تزيد على 300 كيلو متر ومجموع شبكات الصرف الفرعية تقارب ألف كيلومتر. لذا يتعذر تغطيتها كاملة لصعوبة ذلك من الناحية الفنية أو الاقتصادية واستمرار حاجة المناطق الزراعية لهذه المصارف. وإنما ستتم حسب الأولوية والضرورة في كل موقع.

> ماذا عن استخدامات مياه الصرف الصحي المعالجة في أغراض الري؟ - بادرت الهيئة ومنذ سنوات عديدة في وضع استراتيجيتها وخططها للاستفادة من هذا المصدر كأحد المصادر الرئيسية في توفير مياه الري أولا لثبوت صلاحيتها وملاءمتها للزراعة، وثانيا بهدف الترشيد في استهلاك المياه الجوفية والمحافظة عليها.

وتستفيد الهيئة حاليا من المياه المعالجة الواردة من محطة محاسن في الأحساء التابعة لشركة أرامكو بمعدل خمسة آلاف متر مكعب في اليوم، وكذلك تستقبل المياه المعالجة ثلاثيا من محطة الهفوف بمعدل 60 ألف متر مكعب في اليوم.

> كم تبلغ الكمية اليومية منها؟ - إجمالي الكمية التي استفادت منها الهيئة في العام الماضي نحو 25 متر مكعب، ومن المتوقع أن تزيد هذه الكمية بشكل أكبر بعد الانتهاء من تنفيذ محطات المعالجة الأخرى في كل من مدينتي العمران والعيون وتوسعة شبكة الصرف الصحي لمدينتي الهفوف والمبرز ونقل المياه المعالجة من مدينة الخبر إلى الأحساء حيث تخطط الهيئة للاستفادة مستقبلا من 450 ألف متر مكعب في السنة من المياه المعالجة. وتخضع المياه لمراقبة مستمرة من خلال إجراء قياسات وتحاليل مخبرية على مدار الساعة من قبل مختصين يعملون في مختبر مجهز بكافة المعدات والأجهزة اللازمة لضمان سلامة وجودة المياه المعالجة، وفي حال عدم صلاحيتها أو عدم مطابقتها للمعايير المعتمدة للاستخدام في الري غير المقيدة، يتم استبعادها وتحويلها إلى المصارف الزراعية المجاورة.

> كم تقدر نسبة التبخر في القنوات المكشوفة؟ - لا توجد دراسات دقيقة لتحديد النسبة حيث يعتمد ذلك على حساب المساحة المتغيرة لسطح المياه المعرضة لأشعة الشمس على مدار العام، إلا أن الفواقد من القنوات المكشوفة متعددة من خلال البخر أو التسربات أو كفاءة النقل وبوابات التحكم، وبالتالي فإن كفاءتها أقل كثيرا من خطوط الأنابيب المغلقة التي تسعى الهيئة لاستبدالها.

> كيف ترون انخفاض كميات المياه في العيون وتأثيرها على الزراعة؟ - أولا هناك فرق بين العيون الطبيعية المعروفة تاريخيا في الأحساء وبين الآبار الجوفية التي تغذى من نفس التكوين الجوفي للعيون، ومن المعروف أن العيون الطبيعية تغذى من طبقة النيوجين في المحافظة، وأن عمق هذه العيون وفوهات التغذية لها منخفضة جدا لا يتجاوز 12 مترا. وبانخفاض مناسيب المياه منذ سنوات عديدة فقد بدأت العيون الطبيعية في الانحسار منذ منتصف الثمانينات ميلادية حتى توقفت آخرها في عام 1997.

ويعود ذلك إلى عدة أسباب منها ارتفاع معدل السحب من الطبقة المغذية لكافة المستخدمين سواء لأغراض الشرب أو الزراعة المدنية والصناعية بما يزيد عن معدلات التغذية التي تحفظ التوازن في الطبقة مع الانخفاض الشديد في معدلات الأمطار التي تهطل على المنطقة في السنوات الماضية. ويصعب التنبؤ بعودة العيون لحالتها السابقة ما لم يحدث تغير في الظروف المناخية وتوقف السحب من الطبقات الجوفية وزيادة معدلات التغذية لها، وهذا يحتاج لسنوات عديدة. حيث ان كمية المياه التي تنتجها الآبار الجوفية التي تتبع الهيئة تبلغ نحو 100 ألف متر مكعب في اليوم الواحد، وهي لا تتجاوز نسبة 20 في المائة من إجمالي السحب في المنطقة. وحسب القياسات الدورية فإن معدلات الانخفاض السنوي متفاوتة، وتزيد في السنوات التي تقل فيها معدلات الأمطار بشكل ملحوظ، وإذا استمر الوضع على هذا المعدّل فقد لا تكون المياه المتاحة من المياه الجوفية لوحدها كافية لري المزارع القائمة.

> ما هي السبل للحفاظ عليها؟

- يحتم على الجميع أهمية الترشيد في الاستهلاك والحرص على تطبيق نظم الري الحديثة وإيقاف أساليب الهدر غير المبرر في بعض الاستخدامات خاصة في الاستراحات الترفيهية مع الإسراع في تنفيذ المشاريع الخاصة بالاستفادة من المياه المعالجة ثلاثيا. لتكون مصدرا أساسيا وداعما يكفل الحد من استهلاك المياه الجوفية، وبالتالي إطالة عمرها والمحافظة عليها.

> هناك عقبات وتحديات تواجه الهيئة في بعض البرامج والمشاريع لتوفير المياه للمزارعين وتطبيق أنظمة الري، ما هو تعليقكم؟

- وضع البرامج وتنفيذ المشاريع وتشغيل المرافق التي تكفل الاستدامة الزراعية والاستغلال الأمثل للموارد المائية والطبيعية المتاحة وتوجيه وإرشاد المزارعين لرفع جودة الإنتاج وزيادة العائد الاقتصادي للمحاصيل المنتجة.

ومن أكبر التحديات التي نسعى إلى معالجتها هو الوصول إلى تحقيق التوازن المطلوب في توفير الحد الأدنى من مياه الري الكافية من دون زيادة أو هدر، وإنجاز كافة المشاريع المتعلقة بالاستفادة من المياه المعالجة وكذلك تعاون المزارعين وتجاوبهم مع برامج ودعوات الهيئة في تطبيق أنظمة الري الحديثة وإيقاف أي هدر في استهلاك المياه. والعمل على نظافة المزارع وعدم رمي المخلفات المختلفة في الطرق والمرافق العامة لما يسببه ذلك من آثار سلبية على البيئة وانتشار الآفات الزراعية، كما تتطلع الهيئة إلى تكثيف البحوث العلمية التي تساهم في المكافحة الحيوية المتكاملة للآفات.

> كثير من المزارعين يشتكون من عدم وصول المياه إلى مزارعهم، إضافة إلى قلة المياه التي تحتاج لها المساحة الزراعية؟

- تتعدد سبل التواصل مع المزارعين، ولعل ما يميز الهيئة هو تواصلها الميداني والمباشر مع المزارعين من خلال منسوبيها العاملين في مجال توزيع المياه ومعرفتهم لأصحاب المزارع، وكذلك من توفير المكاتب الميدانية القريبة من المناطق الزراعية. إضافة إلى وسائل الاتصال الحديثة من خلال الرسائل النصية أو الاتصالات أو من خلال الموقع الإلكتروني للهيئة.

وبشأن توزيع المياه فيتم جدولتها حسب برنامج ري يعد مسبقا تراعى فيه مساحة المزرعة ونوعية المحصول وكمية مياه الري المتوفرة من المصدر، ويتم توزيعها على المزارعين في يوم محدد، وفي حالة وجود نقص أو عطل في أحد المرافق فيتم تعويض المزارع في وقت لاحق وفي أقرب وقت حسب ما هو متاح من كمية المياه. ونظرا لكون القنوات الحالية مكشوفة وتدفق المياه طبيعيا فإنها تأخذ وقتا طويلا حتى تصل إلى المزارع. وتتطلع الهيئة إلى تطوير وتحسين برامج الري بشكل أفضل بعد اكتمال تطوير بقية قنوات المشروع وتحويلها إلى أنابيب مغلقة، وبعد اكتمال مشاريع نقل المياه المعالجة المتاحة من كافة محطات التنقية، وكذلك بعد قيام المزارعين بتطبيق نظم الري الحديثة التي ستمكنها من الحصول على المياه على فترات متقاربة تفي باحتياجات المحاصيل الزراعية من المياه من دون زيادة أو نقص.