على غرار «ستار أكاديمي».. 15 سعودية في برنامج «الصوت العذب»

تمهيدا لإطلاق أول فريق نسائي ديني متخصص بفن المواويل والإنشاد في الشرقية

فن الإنشاد والمواويل يجذب الكثير من السعوديات لتعلمه والاستماع له («الشرق الأوسط»)
TT

على طريقة البرامج الشهيرة لصناعة الأصوات، كبرنامج «ستار أكاديمي» و«ستار ميكر»، تنافست 15 سعودية وبعض الفتيات العربيات من المنطقة الشرقية ببرنامج «الصوت العذب»، الذي تضمن تدريبات شاملة على تحسين مخارج الصوت وتعليم مهارات الإنشاد الأصيل، وفق ما يعرف بالغناء الديني، تمهيدا لإطلاق أول فريق نسائي في المنطقة على دراسة واختصاص بفن المواويل والإنشاد، تحتضنه الندوة العالمية للشباب الاسلامي، وسيخرج للساحة ويعرض أولى وصلاته أمام الجمهور في الحفل الختامي للندوة، يوم الثلاثاء المقبل بمدينة الدمام.

وأوضحت ندى العرفج، مسؤولة البرامج التعاونية المكلفة بالندوة، لـ«الشرق الأوسط»، أن جميع المتقدمات لبرنامج «الصوت العذب» سجلن مسبقا وأبدين الرغبة بتطوير امكاناتهن الصوتية والمشاركة بالدورة التدريبية الشاملة، وعن تفاوت مستوى المتقدمات تقول «اكتشفت بعض الأصوات الجميلة التي تحتاج للتطوير، وهناك راغبات بالمشاركة بإمكانات أقل لكن لا استطيع استثناءهن، ومن الممكن دمجهن في الأداء الجماعي (الكورال) وليس كصوت فردي».

وعن آلية تدريب المشتركات ببرنامج «الصوت العذب»، تقول العرفج «بالبداية أسمعهن الأنشودة، وأكتب كلماتها معهن، ثم يسمعنها بصوتي، بحيث أنشدها لهن مرتين أو ثلاث مرات وهن يقرأن الكلمات، ثم ينشدنها معي مرتين أو ثلاث، بعد ذلك ينشدنها بأنفسهن مقطع مقطع»، وأوضحت أنه في المرحلة الأخيرة التي تلي حفظ الأناشيد تأتي عملية تقييم الأصوات واكتشاف العذب منها والأقل عذوبة، وأضافت «نفكر أيضا بالمواويل وليس الإنشاد فقط».

وأفادت العرفج بأن برنامج «الصوت العذب» استهدف الفتيات من طالبات المرحلة المتوسطة وحتى بداية المرحلة الثانوية، قائلة «كانت فكرتنا هي تكوين فريق مسرحي متمثل بفريق للتمثيل وفريق للإنشاد، لأننا نعتمد ببرامجنا على المسرح الذي يحتاج تمثيلا وإنشادا لإدخال الفرح للجمهور»، وبسؤالها عن امكانية الاستفادة من الفريق في المشاركة بالحفلات الجامعية والأعراس المحافظة، قالت «حاليا فكرتنا خاصة بالندوة فقط»، وأضافت «أريد تأهيلهن لإمساك جميع البرامج الجماهيرية والتعاونية».

يأتي ذلك في ظل انجذاب شريحة من السعوديات للإنشاد والمواويل واهتمام مؤسسات الإنتاج بهذا الفن، فيما سوَّقت مؤسسة فنية بمدينة الرياض لإنتاجها بعبارة (أول منشدة سعودية)، اسمها سكينة، والتي أطلقت ألبومها الأول مؤخرا بعنوان (بابا عبد الله)، في نسختين الأولى بالدفوف والإيقاعات والثانية صوتية فقط، وقد تواصلت «الشرق الأوسط» مع صالح الشهري، مدير المؤسسة المنتجة للشريط، لمعرفة خلفية هذا الاصدار الأول من نوعه، وقد وعد بإرسال رد مكتوب ولم يصل رده رغم مرور أكثر من 3 أشهر.

وعن مواصفات المنشدة الجيدة، أوضحت مسؤولة برنامج «الصوت العذب» أن المنشدة الجيدة تمتاز بجودة طبقات الصوت، والإحساس بالكلمات واللحن، ومخارج الحروف الواضحة، والقدرة على تطبيق اللحن بشكل جيد، إلى جانب القدرة على الحركة والتفاعل مع الأنشودة، وكشفت عن توجه إدارة الندوة إلى استقطاب طالبات المرحلة الثانوية مستقبلا للبرنامج، قائلة «هن أنضج والتعامل معهن أسهل وأسرع في التعلم مقارنة بفتيات المرحلة المتوسطة».

يذكر أن مكة المكرمة احتضنت منتصف صيف العام الماضي أول مهرجان انشادي نسائي في السعودية، شارك فيه عدد من الفتيات السعوديات إلى جانب المنشدة الفلسطينية ميس شلش، وحسبما نقلت بعض وسائل الإعلام فقد شهد هذا المهرجان حضورا وإقبالا نسائيا كبيرا وتخلله العديد من الفقرات المتنوعة والوصلات الإنشادية، فيما تضمنت الأناشيد المقدمة فيه عبارات توجيهية وتربوية وايمانية مختلفة، وهو يعزز من قيمة الإنشاد في المحافل الدعوية.

وحول مدى شرعية الإنشاد والحفلات الإنشادية، فقد شدد الدكتور عبد الله بن بيه، عضو مجلس الإفتاء والأستاذ بجامعة الملك عبد العزيز بجدة، في حديث سابق لـ«الشرق الأوسط» على ضرورة أن تكون المعايير واضحة والخطوط الحمراء محددة، حتى يضمن ذلك عدم خروج الفنون عن مجراها الإسلامي، مذكرا بالقاعدة الفقهية التي تنص على أن «الأصل في الأشياء الإباحة»، فيما أكد أنه لا مانع من إنشاد المرأة لأخواتها على خشبة المسرح مع عدم ذكر كلام محرم أو أفعال غير لائقة.