عائلات سعودية تخصص يوما لزيارة المكتبات العامة العائلية

ضمن برنامجها السياحي الصيفي لتتزود بشتى أنواع الثقافة والأدب والمعارف الإنسانية

تحرص العديد من الأسر السعودية على تخصيص يوم لزيارة المكتبة العامة كما تفضل العديد من الأسر المشاركة في معارض الكتاب التي تقام سويا في مختلف المناطق («الشرق الأوسط»)
TT

لم تعد تقتصر الزيارات العائلية في محافظة الأحساء (شرق السعودية) على المنتزهات والحدائق والمجمعات التجارية فقط، إذ وضعت بعض العوائل برنامجا خاصا خلال الإجازة الصيفية لزيارة المكتبة العامة أحد أبرز الروافد الثقافية في المنطقة، وتزويد جميع أفراد الأسرة بالمعارف والثقافة العامة من خلال تخصيص جناح خاص داخل المكتبة العامة أطلق عليه « المكتبة العائلية». وتجتذب المكتبة العائلية منذ انطلاق الإجازة الصيفية كما يقول علي بن عيسى البويت المشرف العام على المكتبات العامة في الأحساء، من 7 إلى 12 أسرة يوميا، حيث يبلغ أفراد الأسرة الواحدة بين 3 إلى 5 أشخاص، مبينا أنه تم تهيأة جميع الخدمات اللازمة للأسر والتي تتوافق مع طبيعة عاداتنا وتقاليدنا.

وأضاف البويت، أن المكتبة العائلية تخدم جميع الطبقات العمرية للأسر، سواء الآباء أو الأولاد، حيث تتنوع الكتب الموجودة على الأرفف، بين قصص وروايات، وكتب أدبية، وعلمية وثقافية، ودينية، حيث إن المكتبة شاملة لمختلف الاتجاهات القرائية والتي تلبي ميول القارئ.

وبين البويت، أن القسم العائلي تتوفر فيه جميع الخدمات، منها الإعارة، والتصوير، والبحث عن الكتب بالحاسب الآلي، وخدمة الانترنت، كذلك توجد مكتبة تلفزيونية للأطفال، وأيضا ألعاب إلكترونية، ومتحف للتراث بشكل مبسط، يبين فيه أبرز المعالم الموجودة في المنطقة وبعض الأدوات المستخدمة، كذلك توجد مكتبة خاصة للأطفال.

وقال البويت، إن المكتبة العائلية تحتوي على نحو 12 ألف نسخة من الكتب المتنوعة تشمل جميع الكتب الأدبية والعلمية، وفيها أكثر من 20 ألف عنوان، مبينا أن المكتبة العامة توجد فيها نحو 60 ألف كتاب، مضيفا أن هناك برنامجا خاصا للأطفال يختص بالرسم والتلوين بهدف تشجيع الأطفال على الإبداع وتنمية فكره، حيث خصصت إدارة المكتبة جوائز تشجيعية للأطفال.

وذكر البويت، أن المكتبة العائلية تخدم شريحة كبيرة من المجتمع والتي من شأنها أن تعمل على تشجيع العائلات على زيارة المكتبات العامة بشكل منتظم وتصبح ضمن رحلة العائلة السياحية اليومية، بهدف تعويد الآباء والأولاد على قراءة الكتب وارتياد المكتبات والتزود بالمعارف الإنسانية، وتنمية الفكر.

وأوضح البويت في حديثه مع «الشرق الأوسط»، أن الزيارة المخصصة للعوائل هي من الساعة الرابعة حتى التاسعة مساء طوال أيام الأسبوع، ما عدا يومي الخميس والجمعة، وتشمل أيضا الأفراد، مشيرا إلى أن المكتبة العامة أيضا تفتح من الساعة الثامنة صباحا حتى الثانية ظهرا، مضيفا أن هناك محاولة لإعادة رسم المكتبة بحلة جديدة لجذب أكبر عدد من هواة القراءة أو غير الهواة لعمل علاقة وطيدة مع المكتبة والكتاب.

وبين البويت، أن إدارة المكتبة العامة تقوم بإهداء كتب مجانية للذين يرتادون المكتبة بشكل مستمر، وتفاعل الأشخاص مع المكتبة، حيث يتم إعطاؤهم كتابا تشجيعيا حسب الميول التي لديه سواء في الأدب أو التاريخ وغيرهما، الأمر الذي يعد حافزا قويا لدى الشباب والفتيات للاتجاه نحو ارتياد المكتبات وقراءة الكتب.

وذكر البويت، أن بعض الأسر أو الشباب وضعوا المكتبة العامة ضمن برنامجهم السياحي اليومي لزيارة المكتبة والاطلاع على الكتب والخدمات المقدمة فيها، متمنيا زيادة الإقبال على المكتبات العامة في السعودية والاستفادة منها من قبل الشباب، والتعلم على القراءة النقدية والاطلاع على مختلف العلوم الفكرية، وليس فقط الاقتصار على المجلات والمشاهير. وأوضح البويت، أن المكتبة العامة القريبة من الأسواق العامة والدوائر الحكومية جذبت العديد من الأشخاص خصوصا الذين لديهم أسر حيث يقوم الآباء بقضاء وقت الفراغ داخل المكتبة إلى حين قضاء الأسرة حاجتها وعملها.