بريدة السعودية تفتح نافذة على العالم باحتضانها أكبر مدينة للتمور

القائمون على المشروع يفكرون في إنشاء فروع لها بالعواصم العربية والعالمية وفندق ومعهد تدريب

سعودية تتفحص أنواعا من التمر في سوق عتيقة بالرياض قبل أيام من دخول شهر رمضان (أ.ب)
TT

فتحت مدينة بريدة السعودية، حاضرة منطقة القصيم، وعاصمتها الإدارية، نافذة على العالم، باحتضانها مدينة للتمور، ستباشر عملها نهاية هذا الأسبوع، وصنفت بأنها الأكبر عالميا.

وطبقا لمسؤول في أمانة منطقة القصيم، تحدث لـ«الشرق الأوسط» حول هذا المشروع، فإن القائمين عليه يفكرون جديا في أن يكون لمدينة التمور هذه، فروع في بعض العواصم العربية والعالمية.

وانتقلت الفعاليات الخاصة بمهرجان بريدة الدولي للتمور، الذي يقام هذا العام في نسخته السادسة، إلى المدينة العالمية، التي تم تشغيل ساحتها الشمالية ومظلة البيع هذا العام.

يقول الدكتور خالد النقيدان، مدير عام الاستثمارات في أمانة القصيم، الرئيس التنفيذي لمهرجان تمور بريدة، تشغيل الساحة الشمالية «أصبحت المدينة في موقف تنفيذي يسمح بالشروع بمنشآتها الأساسية، في المرحلة الأولى، التي ستشمل المبنى المركزي بما في ذلك مبنى الإدارات والمعارض، وقاعات الاستقبال ومكاتب الدلاليين والخدمات المساندة.

وكشف النقيدان، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، عن توجه لإنشاء فندق داخل مدينة التمور، وهو المشروع الذي تبلغ مساحته الإجمالية 165 ألف متر مربع، فيما يستهدف القائمون على المدينة مساحة تقدر بـ300 ألف متر مربع.

وستشمل مدينة بريدة للتمور، مكونات رئيسية، هي: مبنى المختبرات المركزية، السوق الرئيسي، هايبر ماركت، وخدمات ما بعد البيع، فيما ستتركز أنشطتها الرئيسية حول عمليات التبادل التجاري، وخدمات ما بعد البيع.

يشير القائمون على مدينة بريدة للتمور، التي تقع في قلب العاصمة الإدارية لمنطقة القصيم، إلى أن هذا المشروع ليس بديلا عن المدينة الاقتصادية الكبرى للتمور، التي ستقام على مستوى المنطقة.

وأكدوا دعمهم ومؤازرتهم للجهود المبذولة، من أجل إنشاء مدينة اقتصادية للتمور، بغية سد حاجة المنطقة، وجعلها أكبر حاضنة لتقديم الصناعات التحويلية والمعارض والشحن والتصدير والتغليف، وغيرها.

ويعزو النقيدان التوجه لإنشاء مدينة متكاملة للتمور، لأسباب تتعلق بعدم استيعاب السوق الحالي، للزيادة السنوية للتمور المعروضة، وذلك لوفرة المعروض، ولعدم توفر أماكن للخدمات المساندة وقلة مواقف السيارات.

وينوي القائمون على مدينة بريدة للتمور، تشغيلها طوال العام. يقول مدير عام الاستثمارات بمنطقة القصيم «إن السوق السابق، لا يعطي الفرصة لتشغيله طوال العام، لإشغاله بمنتجات أخرى، ولوجود السوق بجانب سوق الخضار وما يسببه ذلك من ضغط للحركة المرورية». مضيفا «من هنا جاءت الحاجة لإيجاد مدينة متكاملة تخدم هذا المنتج المهم لاستيعاب الزيادة السنوية للمعروض من التمور، التي تتطلب مدينة متكاملة تلبي احتياجات وطلبات العارضين والمتسوقين».

وتتميز مدينة بريدة العالمية للتمور، بقربها من السوق الحالي للخضار والفواكه. وهذا، بحسب النقيدان، خلق تكاملا جيدا لعناصر التسوق في هذه المنطقة، إضافة إلى سهولة الوصول إلى هذا الموقع.

يشير النقيدان، الذي يرأس تنفيذية مهرجان بريدة الدولي للتمور، إلى أنهم انطلقوا في مسألة التخطيط لإطلاق مدينة متكاملة للتمور كون مدينة بريدة سوقا يؤم من قبل قطاع عريض من المزارعين والمستثمرين والمستهلكين للتمور.

وستعمل مدينة بريدة للتمور، على تعزيز السوق الاقتصادية للمدينة بشكل عام. ويراهن الدكتور خالد النقيدان، على أن هذا المشروع سيعمل على خلق فرص عمل أكثر أتساعا من حيث الكم والنوعية في مجال صناعة التمور، كما أنه سيحقق «الإفادة من كامل ميزات التمر كسلعة استهلاكية وافرة الطلب والتداول».

ويسعى من خلف إنشاء مدينة للتمور في بريدة السعودية، إلى تحقيق تقدم ملحوظ في مجال التنمية الاجتماعية. يقول الرئيس التنفيذي لمهرجان بريدة الدولي للتمور «هنا في بريدة.. لا يمكن أن يتجاوز المشتغل بهموم التنمية الاجتماعية قطاع محترفي صناعة التمور».

ومن هذا المنطلق، ستشتمل مدينة بريدة للتمور، على مركز تدريب وتأهيل وتثقيف في مجال صناعة التمور بشقيها الموسمية والدائمة، وسيعمل المركز على منح المزارعين دورات تثقيفية، وتدريبهم على آليات تسويق منتجاتهم، وخطورة المبيدات عليها، وتقنيات تهجين النخلة.

وتسعى مدينة التمور، من الناحية الاقتصادية، إلى «إعادة هيكلة الصناعات المعتمدة على السلع دائمة الاستهلاكية». يقول النقيدان «لم يعد التميز الاقتصادي مرتبطا اطرادا بنوعية السلعة أو رقمها الصعب في خانة العرض والطلب قدر ما هو الآن رهن لتكاملية عرض السلعة ومقدار ايجابيتها في تماسها مع عموم تقاطعات الاهتمام لدى كافة الدوائر المحلية والإقليمية والعالمية». ومقابل ذلك، لم يغفل المسؤولون عن هذا المشروع الحيوي، البعد السياحي المتوخى من مدينة بريدة للتمور، كونه سيعمل على استقطاب شرائح واسعة من المهتمين محليا وعالميا.