حقق أكاديمي سعودي فتحا في مجال طب الأسنان بتحديده لخلايا مناعية، تسمى «الخلايا الليمفاوية المنظمة لالتهابات حول الأسنان» أو ما يسمى بـ«الذروة».
وقال الدكتور عماد بن عمر الشويمي، عضو هيئة التدريس في كلية طب الأسنان بجامعة الملك فيصل ـ شرق السعودية ـ لـ«الشرق الأوسط» أمس، إن الاكتشاف الذي أنجزه سوف يفتح المجال في المستقبل إلى التوصل لطريقة للتحكم بهذه الخلايا، والتي من شأنها أن تقلل من الالتهابات المصاحبة لعلاج الجذور وأعصاب الأسنان.
وأضاف الشويمي، أن هذه الخلايا اكتشفت قبل 15 سنة في جسم الإنسان من خلال الدم، بعدها تم اكتشافها في الأنسجة المحيطة بالأسنان من خلال اللثة قبل 4 سنوات، وأن الاكتشاف الذي توصل إليه عبارة عن وجود خلايا لمفاوية في موضع الإلتهاب حول الجذر للسن، والتي تأتي عن طريق الدم إلى مكان الالتهاب، مبينا أنه في الحالة العادية للأسنان لا تتواجد هذه الخلايا، مشيرا أن هذا الاكتشاف هو الأول من نوعه على مستوى العالم. وبين الشويمي، أنه توصل إلى وجود خلايا مناعية أثناء دراسته في جامعة هارفارد بالتعاون مع معهد الفورسايث في مدينة بوسطن بالولايات المتحدة الأميركية، حيث استغرق البحث نحو ثلاث سنوات، وحصل من خلالها على ثلاث جوائز تمويلية.
وأضاف الشويمي، أن الخلايا اللمفاوية المنظمة قد لا توجد في الحالة الطبيعية لأسنان مجموعة من الفئران المعدلة وراثيا، لكن عند حصول نخر ووصول البكتيريا إلى عصب السن، تأتي هذه الخلايا عن طريق الدم، لتستقر في منطقة الالتهاب وتعمل على تقليل آلام ما حول الجذر السني.
وأشار الشويمي، إلى أن أهمية هذا الاكتشاف تكمن في علاج جذور وأعصاب الأسنان من خلال ما سوف يفتحه هذا المجال في المستقبل لابتكار طرق تؤدي للتحكم بهذه الخلايا في الفئران، ومن ثم تطبيقها في الإنسان ومن المتوقع أن يؤدي ذلك إلى سرعة زوال الالتهاب ومن ثم تخفيف الألم الذي قد يصاحب علاج جذور وأعصاب الأسنان.
وذكر الشويمي، أن هذا البحث حاز على الجائزة الأولى كأفضل بحث مقدم في شهر أبريل الماضي خلال الاجتماع السنوي للجمعية الأميركية لأخصائيي جذور وأعصاب الأسنان، حيث تم أخيرا نشره في مجلة «علاج جذور وأعصاب الأسنان الأميركية».
وأشار إلى أنه تم تمويل البحث من جامعة هارفارد ومن الجمعية الأميركية لأخصائيي علاج جذور وأعصاب الأسنان، وقد حصل الباحث على جائزة افضل طالب دراسات عليا في قسم علاج الجذور والأعصاب من جامعة هارفارد تكريما لجهوده البحثية.