العلم السعودي.. سيف القوة وراية التوحيد

لونه الأخضر ارتبط بالدول السعودية الثلاث المتعاقبة

TT

تشير المصادر التاريخية عند حديثها عن العلم السعودي إلى ارتباط هذا العلم ذي اللون الأخضر بالدول السعودية الثلاث المتعاقبة منذ الدولة السعودية الأولى وحتى الآن، مع الإشارة إلى أنه كان يحتوي في بداياته على الشهادتين فقط، قبل أن يأمر الملك عبد العزيز آل سعود في عام 1902 بإضافة السيف إليه، حيث يدل السيف على القوة، بينما تدل الشهادة على الحكم الإسلامي للدولة.

وأقرّت الحكومة السعودية في 15 مارس 1973 نظام العلم السعودي، الذي وحد مقاييسه، وحدد ضوابط رفعه واستعماله، فيما أصدرت الهيئة العربية السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة أخيرا المواصفة القياسية السعودية الخاصة بالعلم السعودي. مشيرة إلى أن قماش العلم الوطني للمملكة العربية السعودية مكون من خيوط عديد الاستر، وخيوط عديد الأميد «نايلون»، وخيوط الأكريلك، وخيوط الحرير الصناعي، ويمكن استخدام الأعلام المصنعة من هذه الأقمشة – عدا أقمشة الحرير – في جميع الأجواء والمناخات المختلفة.

وأوضح المدير العام للهيئة العربية السعودية للمواصفات والمقاييس نبيل بن أمين ملا، أن المواصفة القياسية للعلم السعودي تتضمن العديد من الاشتراطات والمتطلبات التي تهدف إلى ضمان جودة قماش العلم، وكذلك متطلبات ثبات اللون الأخضر حيال المؤثرات الطارئة، مثل: الضوء والغسيل والاحتكاك الخارجي والمعالجة ضد الأشعة فوق البنفسجية، وموانع استخدام البويات أو مواد الطلاء الزيتية في طباعة «شهادة لا إله إلا الله، محمد رسول الله» والسيف، وأن يكون اللون الأبيض هو لون الشهادة والسيف، وأن يكون العلم مصنوعا من قماش يسمح بأن تكون كتابة «الشهادة والسيف» بشكل واضح على العلم، فضلا عن صناعته من قماش مناسب بحيث يسمح برفرفة العلم في الهواء.

وقد لا يعلم كثير من السعوديين أن مصمم علم بلادهم في هيئته الحالية هو السفير حافظ وهبة، وهو مصري الجنسية لجأ إلى المملكة هربا من الاستعمار الانجليزي لبلاده، وتنقل بين دول عربية عدة، من بينها البحرين والكويت، إلى أن دعاه الملك عبد العزيز لزيارة المملكة، فعمل فترة من الزمن مستشارا سياسيا في ديوان الملك عبد العزيز، ثم عين بعدها سفيرا للمملكة في بريطانيا أثناء الحرب العالمية الثانية.

ويلزم المدارس والمؤسسات الحكومية والشركات برفع العلم فوق مبانيها وإعطائه حقه من الاحترام والتقدير، وكانت المدارس السعودية حتى منتصف الثمانينات الميلادية تؤدي النشيد الوطني وتحية العلم كل صباح، إلا أن فتاوى مرحلة ما يسمى بالصحوة دفعت نحو تغييبها وإلغائها والتحريض ضدها. وعندما ثار الجدل مجددا قبل سنوات حول جواز تعظيم العلم وتحيته، أصدر الداعية الإسلامي الشيخ عبد المحسن العبيكان، عضو مجلس الشورى السعودي، فتوى في عام 2005 تفيد بوجوب طاعة ولي الأمر حول النظام الصادر بأهمية تحية العلم السعودي.

وأشار العبيكان في فتواه إلى أنه ينبغي على عامة الشعب طاعة ولاة الأمر في تعظيم العلم السعودي. مشددا على وجود اختلاف بين تعظيم العبادة وتعظيم العادة، التي يدخل من ضمنها تحية العلم. وذهب العبيكان إلى أن إباحة تحية العلم لا شيء فيها، كونها ليست عبادة، ولأنه لا أحد يتعبد لله بتحية علم.