المدن السعودية تستقبل رمضان بانقطاع الكهرباء .. و«انهيار الجهد» هو السبب

مواطنون أكدوا أنهم لم يستطيعوا أداء الصلوات في المساجد بسبب الانقطاع

TT

تواجه عدد من المناطق والمدن السعودية «أزمة» على اثر تكرار انقطاع التيار الكهربائي المتكرر والذي تعدى إلى أن اثر على تأديتهم للصلوات والعبادات خلال شهر رمضان الكريم خلافا لتلف الكثير من المواد الاستهلاكية، في وقت بررت فيه شركة الكهرباء السبب بانهيار الجهد.

وأوضح المواطن محمد السيف أن حي إشبيليا الواقع في شمال شرقي الرياض شهد انقطاعا للتيار الكهربائي استمر لأكثر من ثلاث ساعات، مشيرا إلى أنه لا يتذكر آخر انقطاع للكهرباء في حيه قبل موجة الانقطاعات الأخيرة، إذ مر عليه نحو عام ونصف العام لمدة لم تتجاوز نصف ساعة فقط.

وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط» تأثرت كثير من المساجد بانقطاع التيار الكهربائي عنها، إلى جانب تضرر المحلات التجارية وسكان البيوت، لا سيما أنني غادرت الحي بعد مرور ثلاث ساعات متواصلة ولم يعد التيار مرة أخرى طيلة وجودي به.

فيما حمّل المواطن أحمد الغامدي الذي يسكن في أحد أحياء شرق الخط السريع بمدينة جدة شركة الكهرباء مسؤولية تلف المواد الاستهلاكية من لحوم وغيرها والتي تم التخلص منها بعد التأكد من عدم صلاحيتها، إذ أدى انقطاع التيار الكهربائي لمدة طويلة إلى أضرار كثيرة.

وشدد على ضرورة وجود قوانين تحمي مستهلك الكهرباء الذي يلتزم بدفع مستحقات الشركة شهريا، الأمر الذي يعطيه الحق في الحصول على خدمة جيدة مستمرة وخالية من المشكلات، مشيرا إلى أن الانقطاع المستمر في التيار الكهربائي من شأنه أن يودي بحياة أشخاص عاجزين لا يعيشون إلا على أجهزة طبية تعمل بواسطة الكهرباء.

بينما لم يستطع ماجد الحربي الذهاب إلى عمله نتيجة انقطاع الكهرباء عن منطقته لمدة خمس ساعات متواصلة من فجر يوم أمس، ما جعله يفكر في استئجار شقة لينام فيها لولا تفاؤله بعودة التيار مجددا.

وقال لـ«الشرق الأوسط» انقطع التيار عن حي النسيم الواقع بشرق الرياض يوم أمس منذ الساعة الثالثة فجرا وحتى الثامنة صباحا، إذ تعد المرة الأولى التي يحدث فيها مثل ذلك العطل، خاصة أننا اعتدنا على انقطاع الكهرباء في فترات متباعدة لا تتجاوز الساعتين كحد أقصى.

وأضاف اضطررت إلى وضع اللحوم والمواد الغذائية الأساسية داخل ثلاجة ماء مملوءة بالثلج كي لا تتلف، إلى جانب عدم قدرتي على الذهاب للعمل بعد أن استحال النوم في ظل حرارة الجو المرتفعة وعودة التيار في وقت متأخر.

ولفت إلى أن معظم مساجد الأحياء التي شهدت انقطاعا في التيار الكهربائي دام لأكثر من أربعة ساعات متواصلة اضطرت إلى الاكتفاء بتأدية صلاة العشاء فقط دون التراويح بسبب الحر الشديد، في حين تحمّلت مساجد معدودة الصلاة دون كهرباء.

ولا يقتصر الحال على جدة والرياض بل طال القصيم والمدينة المنورة ومكة المكرمة والطائف وغيرها من المدن السعودية، حيث يوضح هنا عبد السلام اليمني نائب رئيس أول للشؤون العامة في الشركة السعودية للكهرباء إلى أنه تم الاعتذار للمواطنين مؤخرا عن انقطاعات التيار الكهربائي بعد توضيح أسبابها بالتفصيل والمتمثلة في انهيار الجهد، مؤكدا على أن من لديه خلفية فنية سيعي معنى ذلك المصطلح.

وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط» نحن نتفهم جميع ردود الأفعال في ظل تقدير نعمة الكهرباء من قبل كل الناس لعدم قدرتهم على الاستغناء عنها، غير أن الشركة تجري تنفيذ مشاريع توليد ونقل وتوزيع بلغت ميزانيتها نحو 80 مليار ريال سعودي، وذلك بهدف تحسين مستويات هذا القطاع وخدماته مع مرور الأعوام.

وحول آلية الشركة في حل مشاكل انقطاع التيار الكهربائي المتكرر اكتفى نائب رئيس أول للشؤون العامة في الشركة السعودية للكهرباء بما ذكره المهندس علي البراك الرئيس التنفيذي لشركة الكهرباء السعودية في حواره مع «الشرق الأوسط» والذي تم نشره في عددها 11136 ليوم الإثنين الموافق 25 مايو من العام الحالي، مؤكدا على عدم وجود أي مستجدات أخرى حول مسألة انقطاع التيار الكهربائي «على حد قوله».

وكان المهندس علي البراك أفاد خلال حواره بأن الشركة أعدت خططا لمواجهة الأحمال وانقطاعات الخدمة الكهربائية في موسم الصيف للعام الحالي، والتي تشتمل على تخفيف التحميل عن التوزيع وزيادة قدراتها الاستيعابية لخدمة المشتركين الجدد.

وقال تعمل الشركة لمواجهة الحالات الطارئة بتعزيز فرق الطوارئ للتعامل مع الأعطال وسرعة إعادة الخدمة للمشتركين عند الانقطاعات المفاجئة وتطوير مراكز استقبال البلاغات، إلى جانب وجود محطات متنقلة ومولدات يتم تجهيزها واستخدامها كبديل في حالات الطوارئ ومن اجل مواجهة انقطاعات الخدمة.

بينما بيّن اللواء عادل زمزمي مدير عام الدفاع المدني بمنطقة مكة المكرمة ان انقطاع التيار عادة ما يحدث نتيجة زيادة الأحمال التي ينتج عنها احتراق في إحدى الكيابل، إضافة إلى الانقطاع المبرمج من قبل شركة الكهرباء نفسها.

وقال لـ«الشرق الأوسط» إن الانقطاع المبرمج التابع للشركة يكون ضمن برنامج آلي يتم العمل عليه وفق طريقة أوتوماتيكية تجرى على مراحل متتابعة، غير أنه يوجد تنسيق بين الدفاع المدني والشركة والأمانات في حال حدوث أي انقطاع مفاجئ ناتج عن زيادة أحمال أو احتراق كيبل، وذلك عن طريق فرق الطوارئ التي تقوم بسرعة بإصلاح العطل بحيث لا يستغرق أكثر من ساعتين كحد أقصى، إلى جانب فرق صيانة خاصة بالشركة تتولى مسؤولية إعادة التيار وتغيير الكيابل والمحطات المحترقة.

وبالعودة إلى الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للكهرباء الذي نفى خلال حواره تقنين الكهرباء على المشتركين، لا سيما أن الشركة لا تقنن استهلاك الطاقة الكهربائية، وإنما تعمل على توعية المشتركين بالطرق الكفيلة التي تؤدي إلى ترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية ليسهم في خفض قيمة فاتورة الاستهلاك الكهربائي.