الجوف: توجه لإعادة تأهيل ومعالجة 7 مواقع أثرية

تشمل «بحيرة دومة الجندل» و«أعمدة الرجاجيل» و«قلعة مارد»

جانب من قلعة مارد الأثرية في دومة الجندل
TT

تتجه الهيئة العامة للسياحة والآثار لإعادة تأهيل ومعالجة 7 مواقع تراثية في منطقة الجوف، كون أن المنطقة تعتبر من أهم المناطق الأثرية في السعودية.

وجاء هذا التوجه في ظل دعوات تؤكد ضرورة المسارعة في معالجة المناطق الأثرية المكشوفة، التي أصبحت عرضة للتخريب من قبل البعض.

وخلص اجتماع عقد في سكاكا ـ المركز الإداري لمنطقة الجوف ـ بين جهاز السياحة (إحدى أذرع الهيئة العامة للسياحة والآثار)، والمجلس البلدي، للاتفاق على تأهيل 3 مواقع تراثية في المنطقة، وهو الاجتماع الذي «ناقش احتياجات مراكز الخدمات في الطرق الإقليمية، والتراخيص وضبط الجودة».

وسعى ذلك الاجتماع، طبقا لما ذكره لـ«الشرق الأوسط» حسين الخليفة، المدير التنفيذي لجهاز «سياحة الجوف»، لـ«الخروج بآلية موحدة للعمل المشترك مع المجلس البلدي، حيث جرى خلال الاجتماع استعراض آلية العمل الحالية لجهاز السياحة في المنطقة والبرامج التي ينفذها مع مختلف الجهات».

وتم خلال الاجتماع الاتفاق على تأهيل وتطوير مواقع تراثية؛ مثل: «(الدرع) بمحافظة دومة الجندل، (الضلع) في مدينة سكاكا، و(قرية كاف) بمحافظة القريات».

وسيقوم جهاز السياحة بمنطقة الجوف بعقد أكثر من لقاء مع عدد من الشركاء، مثل (أمانة المنطقة، والمديرية العامة للدفاع المدني)، وهما الجهتان اللتان اعتبرهما الخليفة شركاء في تنمية قطاع الإيواء في المنطقة.

واستعرض الخليفة المحاور الأساسية للتنمية السياحية في المنطقة، وسبل تطويرها ودعمها بالخدمات المختلفة وإبرازها إعلاميا وتسويقيا، وتنمية مواردها في جميع المدن والمحافظات التابعة للمنطقة، بالإضافة إلى الخطط التنموية السياحية وتطوير المواقع فيها مثل (بحيرة دومة الجندل)، وما تحتاجه من مرافق قادرة على أن تزج بها لتكون مرفأ سياحيا جاذبا على المستوى الإقليمي، وكذلك إلقاء الضوء على بعض الخدمات السياحية التي يمكن استثمارها في المنطقة.

وأشار المدير التنفيذي لجهاز السياحة في الجوف إلى أن اجتماعهم مع المجلس البلدي تم خلاله استعراض عدد من البرامج التي تنفذها «السياحة» في المنطقة وتوضيح الأُطر العامة للتنمية السياحية وما يقدمه جهاز السياحة في الجوف من برامج وخطط استراتيجية مقترحة، ورسم الرؤية الطموحة المستقبلية له، وذلك باعتبار أن منطقة الجوف واجهة سياحية رائدة لتميزها التاريخي وموقعها الجغرافي، لا سيما أنها تحتضن منفذ الحديثة الحدودي الذي يعد أكبر منفذ بري في منطقة الشرق الأوسط، علاوة على أنه همزة وصل تربط السعودية ودول الخليج العربي مع دول الشام وأوروبا.

أمام ذلك أوضح لـ«الشرق الأوسط» أمس إبراهيم الحميد، رئيس النادي الأدبي بمنطقة الجوف، أن المنطقة بحاجة إلى تحرك فعلي عاجل لاحتواء وتأهيل الكثير من المواقع الأثرية المكشوفة التي أصبحت عرضة للتخريب والتشويه من قبل شريحة ممن وصفهم بـ«غير المبالين».

وأضاف الحميد أن منطقة الجوف تعد حاليا إحدى أهم المناطق السعودية الأثرية، لا سيما أن تاريخها يتجاوز عتبات الزمن القديم إلى أزمان غابرة تمتد من عصور ما قبل التاريخ وحتى العصر الإسلامي والعصور الوسطى وصولا إلى التاريخ الحديث.

وبين رئيس النادي الأدبي في منطقة الجوف أن من أبرز المواقع الأثرية في المنطقة التي بحاجة عاجلة إلى معالجة وإعادة تأهيل، موقع «أعمدة الرجاجيل»، وهو يعد أقدم المواقع الأثرية في المنطقة ويعود تاريخه للألف الرابع قبل الميلاد، وهي أعمدة لرجال، تقع في الجهة الجنوبية الغربية من سكاكا ويوجد بها 50 مجموعة من الأعمدة الحجرية المنتصبة المتجمعة في دائرة كبيرة غير منتظمة يبلغ نصف قطرها 400 متر تقريبا.

وتأتي مدينة دومة الجندل القديمة، وقلعة مارد، ضمن المواقع التي تتطلب سرعة معالجة. ويشير الحميد إلى أن الرحالة، لويس موسيل، ذكر عام 1909م أن الملكة «سمسي» ملكة دومة الجندل، قد أثارت نقمة الحاكم الآشوري بليس الثالث 732ق.م، بعد مساعدتها لملك دمشق ضد الآشوريين، فما كان منه إلا أن جهز حملة عسكرية لإخضاع المملكة العربية، وقد ذكر النص الآشوري أن الملكة سمسي قد أصيبت بخسائر فادحة جدا، مشيرا إلى أن خسائرها بلغت ألفا ومائة رجل وثلاثين ألف جمل وعشرين ألفا من الماشية.

ويحيط سور دومة الجندل بالمدينة القديمة، وقد بني من حجارة الجندل الصلبة، ويبلغ سمكه مترا واحدا، وارتفاعه يصل إلى خمسة أمتار، وهو أحد المواقع التي تتطلب السرعة في التدخل.

وأشار الحميد إلى أن الدكتور خليل المعيقل، عضو مجلس الشورى السعودي الحالي والباحث في الآثار والكتابات النبطية الموجودة في الجزيرة العربية، ذكر خلال زيارته الأخيرة للنادي الأدبي أن فترة بناء السور تشير إلى الفترة ما قبل النبطية، مشيرا إلى أن فترة بنائه لا بد أن تكون في وجود سلطة محلية قوية وموارد مالية ضخمة.