جدل حول مصدر «شمام إسرائيلي» في الأسواق السعودية

حديث عن احتمال دخوله عبر بلد ثالث.. و«الزراعة» تتخذ إجراء احترازيا لمنعه وغيره من المنتجات

جدل في الأوساط السعودية حول مصدر «الشمام الإسرائيلي» الموجود في الأسواق (تصوير: إقبال حسين)
TT

يدور في الأوساط السعودية، جدل حول مصدر أحد أنواع فاكهة «الشمام»، اصطلح على تسميته بين الباعة في الأسواق بـ«الشمام الإسرائيلي».

واختلفت آراء المزارعين والباعة حول التسمية، ففي الوقت الذي يرجح أن يكون «الشمام الإسرائيلي»، قد دخل إلى السعودية، عبر بلد ثالث، رأى البعض أن سبب تسميته بهذا الاسم، تعود إلى أن منشأ بذوره يعود إلى تل أبيب.

وأمام ذلك، أكد مهندس زراعي، يعمل في إحدى المؤسسات المختصة ببيع بذور فاكهتي البطيخ والشمام، على وجود أنواع كثيرة من بذور هذين الصنفين من الفواكه، ومن ضمنها «البذر الإسرائيلي»، غير أنه أشار إلى أن مؤسسته لم تستورد هذا النوع من البذور.

أما المهندس رفعت سراج الدين الذي يعمل في إحدى الشركات الزراعية، فقد تحدث عن أن «الشمام الإسرائيلي» يستورد من شركات كبيرة في هولندا وأميركا وفرنسا، ويصل إلى الدول العربية، لافتا إلى أنه لا يختلف كثيرا في مواصفاته عن باقي أنواع الشمام.

غير أن وزارة الزراعة السعودية، أكدت في تعليقها على الموضوع، أنها تقوم باتخاذ «إجراءات احترازية»، لمنع دخول المنتجات الإسرائيلية إلى أراضيها.

وأكد لـ«الشرق الأوسط» الدكتور خالد الفهيد، مدير الإعلام بوزارة الزراعة، أن الوزارة «تقوم بفحص ما يدخل من المنتجات النباتية بكل دقة وحرص، ومنع دخول السلع والمنتجات الإسرائيلية للأسواق السعودية».

ولكن، مما قد يصعب مهمة السلطات السعودية في منع دخول المنتجات الإسرائيلية إليها، هو قدومها عبر بلد ثالث. وهنا أوضحت وزارة الزراعة، بأنها تشترط لدخول النباتات أن تصحب بشهادة منشأ وشهادة صحة نباتية صادرة من السلطات في بلد المنشأ.

وأوضحت وزارة الزراعة، أنها تنسق مع الجهات ذات العلاقة كمصلحة الجمارك ووزارة الشؤون البلدية والقروية لمراقبة الأسواق الداخلية، والتأكد من خلوها من المنتجات الإسرائيلية.

وتوجد في الأسواق السعودية أنواع متعددة من الشمام، حيث أوضح محمد الهيلي صاحب مزرعة متخصصة في زراعته، أن من أنواعه «الأميركي، والإسرائيلي، والروسي، والهولندي، والفرنسي»، لافتا إلى أن معدل بيع هذه الأنواع متفاوت. ولا يختلف موسم زراعة الشمام عن البطيخ، فكما يقول الهيلي فإن أفضل المواسم لزراعة البطيخ هو في فترة الصيف.

ويزرع البطيخ في 12 موقعا في السعودية، تختلف مواعيد زراعتها، باختلاف فصول السنة. ففي فصل الصيف تبرز محافظات الخرج، وحرض، والأفلاج، وحفيرة نساح، كأربعة من أهم المواقع التي يزرع فيها، ويكون ذلك في ذروة الموسم، أما في بدايته فيزرع البطيخ في كل من السليل ووادي الدواسر.

وطبقا للتاجر السعودي الهيلي، الذي تحدث لـ«الشرق الأوسط»، فإن كلا من: القصيم، وساجر، وحائل، هي المناطق التي تشهد زراعة البطيخ في آخر موسمه الصيفي، في الوقت الذي تعتبر فيه كل من المدينة المنورة والساحل الغربي موقعا للزراعة الشتوية لهذه الفاكهة، فيما تأتي الجوف كأفضل مدينة لزراعة البطيخ لجودة تربتها.

ويوجد أنواع متعددة من البطيخ، وهي الفاكهة الصيفية المحببة لدى السعوديين، حيث يوجد «الصيدلان»، و«أبو دبه» و«المخطط»، في الوقت الذي تتفاوت أسعاره في فصل الصيف، حيث تصل سعر الحبة إلى 35 ريالا، فيما يرتفع هذا السعر في فصل الشتاء ليصل إلى 150 ريالا.

وتصل نسبة استهلاك السعوديين من البطيخ إلى قرابة الـ65 في المائة، فيما يستحوذ الأجانب على 35 في المائة، وذلك على مستوى منطقة الرياض، كما يبين الهيلي، الذي قال إن نسبة الاستهلاك تزيد على مستوى المملكة للسعوديين وتقل للأجانب، إذ تصل إلى 75 في المائة مقابل 25 في المائة، بمعدل نصف حبة يوميا لكل شخص.