120 يوماً تفصل 5 مخططات عن التمدد الأفقي في العاصمة المقدسة

لحل مشكلة الإسكان وإشغال الحج والعمرة

مكة تعيش الآن تحولاً كبيرا من الناحية التنموية العمرانية («الشرق الأوسط»)
TT

كشفت أمانة العاصمة المقدسة لـ«الشرق الأوسط»، أن 120 يوماً تفصلها عن اتخاذ قرار التمدد الأفقي لخمسة مخططات تحيط بالعاصمة المقدسة من جهاتها الأربع، لتفض نزاع المشاكل السكانية والتكدسات البشرية التي ظلت تعاني منها مكة المكرمة في الفترة الأخيرة.

وأوضح الدكتور أسامة البار، أمين عام العاصمة المقدسة، أن مدينة مكة تعيش الآن تحولاً كبيرا من الناحية التنموية العمرانية، وإزالة الأحياء العشوائية، ومشاريع الطرق التي أمر بها الملك عبد الله بن عبد العزيز، مبيناً أنه من المفترض أن يكون هناك نوع من التعويض حتى لا تكون هنالك فجوة.

وقال «بفضل الله، التعمير في العاصمة المقدسة أكثر من الإزالة، والمجال الإسكاني التنموي في تطور مطرد، وأمانة العاصمة المقدسة دائماً تفي بالطلب والاحتياجات لجميع أهاليها وسكانها، وتعدل الأنظمة بما يتماشى مع هذا الطلب».

وأبان أمين عام العاصمة المقدسة، أن هناك طلبا منذ عام مضى، تم فيه في التعاقد مع مكتب استشاري لتحديث المخططات الإرشادية فيما يختص بنظام البناء، والمتغيرات الجديدة لشوارع العاصمة المقدسة، كما أن هناك شوارع ألغيت وأخرى استحدثت، حيث تم زيادة مساحات عرضها بغية استيعاب الأعداد الكبيرة التي تفد للعاصمة المقدسة سنوياً، كل هذه –بحسب البار- ستدخل دائرة المتغيرات الجديدة، مبيناً أن أمانة العاصمة المقدسة تنتظر عرضاً قريباً من المكاتب الاستشارية التي تم التعاقد معها بعد أن يتم رفعها لوزارة الشؤون البلدية والقروية من أجل تعميدها بشكلٍ نهائي.

وأضاف الدكتور أسامه البار، أن الفترة المتبقية هي من أربعة إلى ستة أشهر، وفيها ستتحدد الرؤية والمعالم لمعظم مخططات مكة المكرمة ومدى الحاجة إلى تمددها أفقياً، مبيناً أن هناك ثمة مؤشرات مطمئنة في هذا الخصوص، وهناك مناطق داخل الخط الدائري الرابع وهي قريبة من المشاعر المقدسة والمسجد الحرام، مثل بطحاء قريش، تتطلب زيادةً ماسة لأدوار إضافية بها أسوةً بحي العزيزية في نظام بنائه الحالي الذي طبق منذ عام 2002م وأعطى عدداً من الميزات لم تعطها أحياء أخرى لقرب هذا المخطط من المشاعر المقدسة.

وقال «نحن نسعى جاهدين لتعميم التجربة على المخططات القريبة مثل حي بطحاء قريش، بالإضافة إلى النية لزيادة أعداد أدوار أخرى في مخططات بعيدة ذات كثافة سكانية مثل مخطط الشرائع الذي يحتاج كذلك للزيادة».

«العاصمة المقدسة» التي يعرف أن حجم الاستثمارات العقارية والإسكانية فيها هو الأغلى على مستوى العالم، ما زالت تعيش أزمة سكن، وهو ما علق عليه المهندس فهد النافع، عضو اللجنة العقارية بالغرفة التجارية الصناعية بمكة المكرمة قائلا، «إن أغلب أحياء العاصمة المقدسة مقبلة على التحول من أحياء للسكن الدائم إلى مدن إسكان حجاج ومعتمرين، خاصة بعد عملية الإزالة التي تمت لأكثر من ستة آلاف عقار كانت إلى جوار المسجد الحرام والمنطقة المركزية المجاورة له، مما جعل توجه الكثير من ملاك العقارات في مكة المكرمة إلى تحويل عقاراتهم لمساكن للحجاج والمعتمرين».

واقترح النافع أن بإنشاء أحياء بديلة خارج حزام ونطاق الحرم، خاصة في ضواحي مكة المكرمة، من شأنه حل مشكلة الإسكان الدائم الذي يواجه انقراضا ملحوظا خلال السنوات المقبلة، بالإضافة إلى إنشاء مبان جاهزة قليلة التكلفة، مثل تلك التي يعمل بها في الولايات المتحدة الأميركية والصين، التي من شأنها تخفيض قيمة الإيجارات وتساعد الشباب المقبل على الزواج على إيجاد السكن المناسب له اقتصاديا واجتماعيا.