«سيكولوجية المفجرين».. محاضرة تكشف البناء النفسي لـ«انتحاريي القاعدة»

د. الحبيب لـ«الشرق الأوسط»: التفجير ينتج عن المبالغة بالتحريم.. والإرهاب طبيعة مجتمع وليس دين

TT

يشخص بروفيسور سعودي مساء اليوم، في محاضرة بعنوان «سيكولوجية المفجرين»، البناء النفسي لانتحاريي «القاعدة»، وذلك في أول رد عملي لمعرفة الدوافع التي وقفت خلف محاولة الاغتيال الفاشلة، التي تعرض لها الأمير محمد بن نايف، مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية، على يد مفجر انتحاري.

وأبلغ «الشرق الأوسط» الدكتور طارق الحبيب، الاختصاصي النفسي المعروف، أنه سيقدم في هذه المحاضرة «رؤية علمية تخصصية لكيفية البناء النفسي لهؤلاء، والتهيئة الأصلية لمثل هذا الفكر».

ويشير طارق الحبيب، إلى أن المحاضرة ستناقش ما إذا كان الإرهاب في السعودية هو «طبيعة تدين، أم طبيعة مجتمع؟».

ويؤمن الطبيب النفسي السعودي، بأن الإرهاب في بلاده «سببه اجتماعي، ولا علاقة له بالتدين»، حيث توصل إلى ذلك قياساً على حالات هواة التفحيط، الذين قد يقدمون على تنفيذ العملية الانتحاري منذ اليوم الأول لالتحاقهم بتنظيم القاعدة.

وحمل الدكتور طارق الحبيب، الأسرة السعودية، مسؤولية تنشئة «جيل متطرف». وقال إن للأسرة دوراً كبيراً في زرع التطرف لدى أبنائها، نتيجة لعدة أسباب، أهمها الطريقة التي يتبعها الأب والأم في التربية.

وتأتي هذه المحاضرة، في إطار العمل الذي تقوم به جمعية التوعية والتأهيل الاجتماعي، إحدى مؤسسات المجتمع المدني في السعودية، بعد محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها الأمير محمد بن نايف.

وتشير الحقائق التي توصل إليها الباحث السعودي، إلى أن نسبة التطرف لدى أقل فئات الشباب تدينا، تفوق بمراحل نسبة التطرف لدى الشباب المتدين، وهو ما جعله يرى أن الإرهاب هو «طبيعة مجتمع، وليس طبيعة تدين».

غير أن طارق الحبيب، حمَل، - وفي رأي صريح -، المبالغة في التحريم مسؤولية الوصول إلى خانة «التفجير»، حيث سيتطرق في محاضرته إلى «التاءات الثلاث»؛ وهي: التحريم، التكفير، والتفجير.

وشرح قائلا: في الحالة السعودية، يمكن أن نقول أن ما يؤدي إلى التفجير، هو المبالغة في التحريم، حيث يؤدي التحريم، إلى تكفير الأشخاص، وصولا إلى «تفجيرهم».

ومنذ بدء نشاط «القاعدة» في السعودية، والبروفيسور الحبيب، يعكف على دراسة الجوانب النفسية المحيطة بالعناصر المحلية للتنظيم في الداخل، والأسباب التي دفعتهم للانخراط في صفوف التنظيم، وما إذا كانت البطالة سببا في هذا الأمر أم لا.

وسبق للحبيب، أن كتب بحثاً حول الإرهاب، قدمه في مؤتمر في مكة المكرمة، لمكافحة الغلو والتطرف.