الطائف: جمعيات تساعد الأمهات على العبادة بتولي شؤون الأطفال أوقات الصلوات

رمضان والأطفال.. حكاية لا تخلو من الحوافز.. والصيام الجزئي

جمعيات تتولى شؤون الأطفال لمساعدة الأمهات على الصلاة في رمضان («الشرق الأوسط»)
TT

استغلت جمعيات وجهات خيرية سعودية وقت صلوات التراويح والقيام في رمضان للعمل على تسلم الأطفال من أمهاتهن في أوقات الصلوات وتعليمهم الأدعية والآيات القرآنية والقصص والأنشطة الأخرى المتنوعة.

وأوضح بيان للندوة العالمية للشباب الإسلامي عبر مكتبها في الطائف «أن برنامج «النبع الصافي»، هو شعار النادي الرمضاني الذي تم افتتاحه بالقسم النسائي بالندوة العالمية للشباب الإسلامي بالطائف مع مطلع هذا الشهر الكريم، ويهدف إلى مساعدة الأمهات على أداء صلاة القيام في رمضان وترك أبنائهن في مكان آمن وهادف».

وأضاف «يهدف القسم النسائي من إقامة هذا النشاط إلى التواصل مع المجتمع المحلي وتوفير بيئة تربوية وتثقيفية للبراعم الصغار يتم من خلالها غرس الأخلاق الحميدة والقيم في جو من الترفيه الهادف».

وتابع «ويستقطب هذا النادي الأطفال في مرحلتي الابتدائية والروضة، ويتضمن العديد من الأقسام ذات الأهداف المتنوعة، حيث تتم قراءة قصار السور من القرآن في قسم (نبع ربيع القلوب)، وتعليم الأذكار والتحصين للأطفال في قسم نبع (الرحمة والمغفرة)، وفي نبع (السيرة) يتم عرض السيرة بشكل مبسط لتقريبها من فهم الأطفال، ويتم في نبع (الأدب والتربية) سرد القصص الهادفة لغرس القيم في نفوس الصغار مثل الصدق والأمانة والوفاء وغيرها من الأنشطة الهادفة والمتنوعة».

ولان الشيء بالشيء يذكر، فقصة الأطفال مع رمضان، قصة طويلة، تبدأ في الغالب من بعد العصر بعقد الصيام «الجزئي» الذي يهدف الأهل به إلى تشجيع أبنائهم وتعويدهم على الصيام.

وهو متعلق عليه السيدة سحر، من سكان جدة، بإنها فوجئت برد ابنها «خالد» الذي لم يتجاوز عمره الثماني سنوات، حينما أرادت أن توضح له فرحة الصائم لحظة الإفطار، حيث قال لها «أنا لست فرحا بالصوم، لأني متعب من دون أكل»، لا سيما وأنه يصوم للمرة الأولى في حياته، ما يجعلها تتفنن في تقديم المغريات له من مكافآت بهدف ترغيبه وتعويده على الصيام.

وتقول منذ اليوم الأول وأنا أخصص له جزءا من وقتي كي أسأله عما يرغب بتناوله على الإفطار، إلى جانب تشجيعه معنويا وماديا وتذكيره بشقيقته التي تصغره بعامين، خصوصا أنها هادئة بطبعها ولا تبدي أي تذمّر حيال امتناعها عن الطعام.

وتضيف عادة ما يرافقني طيلة وقتي داخل المطبخ ليملي عليّ ملاحظاته حول الطعام، إضافة إلى أنه يمنعني من وضع الأكل على الطاولة قبل موعد أذان المغرب بفترة، إذ إنه لا يستطيع تحمّل منظر الأطباق أثناء صومه، ما يجعله يبدأ معي في التحضير قبل الإفطار بدقائق معدودة. ومع اختلاف الأجيال تختلف طرق تحفيز الأطفال على أداء العبادات التي لعل من أصعبها عليهم الصيام، كونهم معتادين على تناول ما لذ وطاب من المأكولات في كل وقت، إلا أن الأساليب القديمة في تشجيع الطفل على الصوم لها وقع في النفس قد يستمر مدى العمر.

ويروي العم علي أحمد احتفال عائلته به بعد أن استطاع الصيام لأول مرة في حياته، إذ لم يتجاوز عمره السبع سنوات، ويقول حينما أتممت صيام اليوم الأول خرجت مع مجموعة من أقاربي ليمشوا بي في داخل الحي بين البيوت ويخبرون أصحابها بأنني اليوم صائم، الأمر الذي يجعلهم يهدونني القليل من المأكولات أو النقود تشجيعا لي على الاستمرار.

فيما ما زالت السيدة أم كمال تتذكر أول يوم صامته منذ أكثر من 50 عاما، لا سيما أن صديقة والدتها كافأتها بحملها على ظهرها والسير بها في شوارع منطقتهم عصر ذلك اليوم وقبل الإفطار بنحو ساعة ونصف.

وما زال نظام «صيام نصف يوم» مستمراً منذ زمن وحتى الآن، إذ إن الكثير من الأمهات يبدأن بتدريب أطفالهن على الصوم من خلال تحديد ساعات معينة قد لا تتجاوز الخمس، يمتنع فيها الصغار عن الأكل والشرب، وتزداد تلك الساعات بشكل تدريجي في كل عام حتى يعتادوا على إكمال اليوم بشكل صحيح.

وتؤكد أم شهد على أن الأطفال عادة ما يحبون تقليد الكبار، إذ إن منهم من يعتاد على الصوم لمجرد أنه يفعل مثلما تفعله أسرته، وتقول أحرص على تعويد أبنائي بشكل غير مباشر من خلال ما أقوم به أمامهم، والتحدث عن فضل الصيام وأجره عند الله تعالى، إضافة إلى مكافأتهم بالخروج في كل يوم يلتزمون فيه بالصيام.

بينما يرفض خالد الشهراني تحفيز ابنته التي لم تتجاوز السبع سنوات بحوافز مادية كي لا تعتاد على الصوم مقابل الوصول إلى الجائزة «على حد قوله». ويقول قد أرغّبها بالصيام من خلال إيضاح الأجر والثواب، إلى جانب تشجيعها معنويا بعبارات ترفع من عزيمتها من دون اللجوء إلى مكافأتها ماديا، لافتا إلى أن ابنته «غلا» بدأت الصوم منذ هذا العام، إلا أن والدتها تجبرها على شرب الماء وقت الصيام لظروف صحية خارجة عن إرادتها.