تجدد الدعوات في السعودية لاستخراج التمر بدلا من الأرز في زكاة الفطر

تخفض تكلفتها للفرد 50%.. وتساهم في تسويق سلعة مبيعاتها 10 مليارات ريال سنويا

دعوات من مشايخ مختصين لاستخراج التمر بدلاً من الأرز في زكاة الفطر («الشرق الأوسط»)
TT

تجددت في السعودية دعوات لإخراج زكاة الفطر (يبدأ استخرجها قبل العيد بيوم أو يومين) من التمر بدلا من الأرز، تزامنا مع انتهاء أكبر موسمين دوليين لبيع التمور وتسويقها داخليا وخارجيا، وهما مهرجان بريدة وعنيزة للتمور، اللذان تجاوزت مبيعاتهما نحو 3 مليارات ريال، وفقاً لتقديرات غير رسمية أو موثقه، إضافة إلى تنظيم مهرجانات للتمور خلال أيام العيد، ومن أبرزها مهرجان واحة التمور في محافظة الغاط.

وجاءت هذه الدعوات في ظل موسم التمور الكبير وانطلاقا من توجه جاد للحد من استخدام الأرز المستورد والاتجاه الى إخراج الزكاة من منتجات محلية يأتي في طليعتها التمر والقمح، وتعدان من أبرز قوت البلد، حيث تؤكد الأدلة الشرعية على وجوب إخراج الزكاة منه، كما أن المطالبة باستبدال التمر بالأرز المستورد في إخراج زكاة الفطر سينعكس بصورة ايجابيه على الاقتصاد المحلي ويساهم في تسويق منتج يعد سلعة رئيسيه في البلاد، خصوصا أن مهرجانات التمور التي أقيمت الأعوام الماضية وهذا العام حققت مبيعات فاقت كل التقديرات، كما أن التمر يعد بديلا ناجحا للأرز الذي سجلت أسعاره ارتفاعا في البلاد وصل إلى أكثر من 100%، ويمكن توفيره طوال العام، وهو ما قد يساهم في تخفيض تكلفة زكاة الفرد الواحد بنسبة 50%، حيث تحسب زكاة الفرد الواحد من الأرز بالصاع النبوي الذي يعادل ثلاثة كيلوغرامات بقيمة 18 ريالا، في حين لا تزيد زكاة الفرد من التمر عن 9 ريالات.

وأجمع مشايخ ومختصون على أن إخراج السكان (مواطنين ومقيمين)، زكاة فطرهم من التمر يمثل ظاهرة تسويقية جيدة لهذه السلعة التي تنتجها البلاد، كما أن هذا التوجه سيساعد على زيادة الطلب على التمر طوال الموسم ويحقق الاكتفاء الذاتي لدى شريحة كبيره من المستفيدين من الزكاة.

واعتبروا أن قناعة أغلب السكان بخصوص استخراج زكاة الفطر من الأرز وتفضيلهم لهذه السلعة، بالإضافة لرغبة المحتاجين لها ساهم في ارتفاع مبيعات زكاة الفطر من الأرز على الرغم من ارتفاع الأسعار في السوق المحلية بنسبة تجاوزت الـ80%، وقد تصل إلى 100%، كما أن وجود عبوات خاصة بالزكاة من الأرز ساهم في تسهيل المهمة لدى راغبي إخراج زكاة الفطر بعكس التمور والسلع الاخرى كالقمح، حيث لم تبادر مصانع التمور في السعودية بتصنيع عبوات متناسبة مع زكاة الفطر من التمور، وينطبق الحال كذلك على القمح، حيث لم تطرح مبادرات من قبل صوامع الغلال ومطاحن الدقيق وموردي القمح بعمل مثل هذه العبوات، وهو ما فتح المجال لقيام تجارة واسعة لعبوات زكاة الفطر من الأرز تعدت خارج حدود البلاد. ويقدر حجم زكاة الفطر من الأرز في السعودية بحوالي 60 ألف طن سنويا، وبمبيعات تتجاوز 360 مليون ريال، علما أن متوسط أسعار عبوة الزكاة من الأرز زنة 3 كيلوغرامات تتراوح ما بين 18-21 ريالاً. وكان مختصون وعلماء دين طالبوا خلال الأعوام الماضية بالحد من استخدام الأرز المستورد والاتجاه إلى تناول وجبات من منتجات محلية، يأتي في طليعتها القمح والتمر، وجاءت هذه الدعوات بعد ارتفاع أسعار الأرز المستورد من الخارج، معتبرين أن رمضان فرصة لتطبيق هذا الإجراء من خلال إخراج زكاة الفطر لأول مرة من منتجات غير الأرز في مقدمتها القمح والتمر بما ينعكس إيجابا على اقتصاد البلاد من خلال تسويق منتجين محليين، إضافة إلى منع احتكار السلعة وزيادة أسعارها.

وفي هذا الصدد أكد الشيخ عبد الله بن سليمان المنيع، المستشار في الديوان الملكي السعودي، وعضو هيئة كبار العلماء، أن التمر هو أفضل قوت يمكن أن تخرج منه زكاة الفطر نظرا لفائدته الغذائية وتوفره طول العام، مشددا على جواز الاستغناء عن إخراج الأرز بأصناف أخرى كالتمر والبر والشعير. واعتبر عبد الله بن محمد الوابلي، عضو مجلس إدارة البنك الزراعي السعودي، أن تشجيع الجهات المختصة بالإفتاء المواطنين على إخراج زكاة الفطر من التمر بدلا عن الأرز، سيساهم في تسويق كميات كبيرة من التمور، التي تعد إحدى السلع الرئيسية التي تنتجها السعودية، لافتا إلى أننا نقوم عند استخراج زكاة الفطر من الأرز بتشجيع إنتاج دول مثل الهند وباكستان وغيرهما من الدول المنتجة للأرز، وهم المستفيدون من تنفيذ هذه الشعيرة الإسلامية لدينا. واختفت هذا العام في السعودية دعوات خفض أسعار الأرز وجعلها تلامس سعر التكلفة، وهي دعوات برزت وتبنتها شركة العثيم القابضة التي تعد إحدى أكبر المستوردين والمسوقين للسلع الاستهلاكية في البلاد. يشار إلى أن السعودية تنتج أكثر من مليون طن سنوياً من التمور يتم تصدير حوالي 50 ألف طن منها الى الخارج، وتبلغ مبيعات التمور في السوق المحلي حوالي 10 مليارات ريال سنويا، مما يجعل من التمر بديلا ناجحا لأداء السكان زكاة الفطر.