دور موضة وأزياء عالمية تخترق أسواق «الشماغ العربي»

صعدت بسعره إلى أعلى قيمة تاريخية له وتوقعات باستهلاك 14 مليون غترة بيضاء وحمراء في العام

دخول دور الأزياء العالمية أشعل المنافسة في سوق الأشمغة وسجل أعلى سعر لقيمة الشماغ لمستويات تاريخية (تصوير: «الشرق الأوسط»)
TT

اقتحمت دور الموضة والأزياء العالمية الغربية سوق الشماغ العربي بقوة لموسم البيع الرئيسي لهذا العام في منطقة الخليج والسعودية على وجه الخصوص، مما يفصح عن رغبة واضحة للاستحواذ على جزء من كعكة هذا السوق الذي يقدر بمليار ريال (266 مليون دولار).

ولم تكن مبادرة دخول دور الموضة على خط إنتاج الشماغ العربي وصناعته وتسويقه هذه الأولى بل بدأتها منذ سنوات قليلة ماضية حيث سبق تسويق العديد من الأسماء العالمية لا تزال تحاول أن توجد لها مساحة داخل السوق، بيد أن موسم هذا العام شهد دخول أكثر من 12 علامة تجارة عالمية واسعة الانتشار على المستوى العالمي في عالم الأزياء والتصميم في إشارة إلى قدرتها على فرض وجودها في السوق. وساهمت دخول تلك الأسماء العالمية إلى أن يبلغ الشماغ العربي أعلى قيمة تسعيرة في تاريخه خلال موسم بيع هذا العام مع التنافس لتسويق أكثر من 150 اسما تجاريا متداولا في الأسواق المحلية السعودية والخليجية.

يذكر أن الشماغ الأبيض المرقط بالأحمر يعتبر رمزا للزي الخليجي بينما يعود تاريخيه ولونه ودخوله إلى الخليج مع نهايات العهد العثماني وبداية التركي حيث جاء اللون الأحمر من الطربوش بينما حملت الروايات أن الجنرال البريطاني جلوب باشا الذي أسس الجيش الأردني الحديث، هو من عمم الشماغ المرقط بالأحمر على أفراد الجيش كجزء من الزي الرسمي وهكذا انتشر في دول الجزيرة العربية. ووفقا لجولة «الشرق الأوسط» سجل سعر شماغ من ماركة «فيرزاتشي» وهي إحدى أشهر العلامات العالمية في تصميم الأزياء والعطورات ومنتجات التجزئة، وصل سعر الشماغ الواحد لأول مرة إلى 530 ريالا (141 دولارا) وهو ما يمثل حوالي قيمة الدرزن من أفخر أنواع الأشمغة حينها قبيل عقدين من الزمن وتحديدا وقتها في عام 1991.

وشهد العقد الأخير أغلى شماغ متداول لإحدى العلامات التجارية المحلية بقيمة لا تتجاوز 300 ريال (80 دولارا) في وقت لا تقل الأسعار الدنيا هذا العام للأسماء العالمية من «لمبيرغيني» و«روبرتو كافالي» و«كينزو» و«بولغري» و«ميسوني» و«باريشلينو» عن هذا السعر.

وكشف لـ«الشرق الأوسط» عجلان العجلان الرئيس التنفيذي لشركة عجلان وإخوانه ـ إحدى أكبر الشركات المتخصصة في صناعة الشماغ وتسويقه ـ في المنطقة أن سعر الشماغ برغم بلوغه هذه المستويات السعرية العالية إلا أنه يشهد تراجعا تاريخيا في قيمته بالمقارنة مع الجودة وتنامي المنافسة وحجم الطلب، موضحا أن هناك تقلصا بأكثر من 50 في المائة لمنتجات تجمع بين جودة التصنيع العالية وقوة التحمل وملاءمة الأوضاع المناخية وقيمة البيع في الأسواق.

ولفت العجلان إلى أن شركته التي ذكر أنها تستحوذ على 50 في المائة من حصة السوق وتمتلك أكثر من 100 علامة تجارية من أنواع الأشمغة، نجحت في إبرام 12 اتفاقية مع كبار العلامات التجارية لدخولها تصنيع أقمشة الأشمغة لأول مرة في المنطقة.

وأضاف العجلان أن ذلك التحرك يأتي في سياق تنامي الطلب في السوق وتزايد رغبات التنوع للمستهلكين مفيدا أن دور الأزياء العالمية وافقت بعد استيفاء جملة من الاشتراطات المشددة فيما يخص الجودة ونوعية القصّ والخيوط والألوان وعمليات التحرير والتشطيب.

وقال العجلان إن تجربة طرح علامات الأزياء العالمية حقق نجاحا حتى اللحظة خلال الموسم البيعي في رمضان الجاري إذ تم توفير كميات في معظم مناطق البلاد والخليج الذي يتوقع أن يسجل استهلاكا بأكثر من 14 مليون غترة حمراء وبيضاء (12 مليون شماغ ومليوني غترة) خلال العام بمتوسط قيمة 60 ريالا (16 دولارا).

ووفقا لتقديرات الدراسات الأولية فإن حجم المبيعات السنوية للأشمغة والغتر البيضاء يلامس مليار ريال (266 مليون دولار) يتراوح استحواذ مبيعات شهر رمضان المبارك الذي يعد أقوى المواسم تسويقيا بين 35 و 40 في المائة من حجم البيع السنوي.

وذكر العجلان في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن العلامات التجارية يتم تسويقها حاليا ضمن مشروع الامتياز التجاري الذي تم مؤخرا بالتعاون مع صندوق الادخار والتسليف للعلامة التجارية «مان ديفان» التي تستهدف إنشاء 6000 متجر في السعودية، ينتظر أن يتم تسليم 1000 محل هذا العام و700 تحت التجهيز في حين يتوقع الانتهاء من العدد المطلوب نهاية 2011.

وأضاف العجلان أن التوزيع والتسويق لتلك الأسماء لم ينحصر على المشروع بل شمل كذلك شركات توزيع الجملة وبعض العملاء المميزين وذلك ضمن استراتيجية الشركة لإضفاء الزخم التسويقي المطلوب لمثل تلك المنتجات مفصحا عن توقعات تراجع مبيعات الأشمغة في موسم رمضان هذا العام لتزامنه مع موسم الإجازات.