المشاغل النسائية ليلة العيد.. أزمة وقت تؤدي للمشاجرات.. وعمل دون توقف للعاملات

يصل دخل البعض منها الى أكثر من 20 ألف ريال في الليلة

المشاغل النسائية تسابق الزمن لإنجاز ملابس العميلات قبل العيد فيما يزداد الزحام لدى الكوافيرات («الشرق الأوسط»)
TT

«ياليلة العيد آنستينا وجددتى الأمل فينا».. أغنية تصدح بها أفواه السعوديات ليلة العيد، فرحة بقدومه، ولكن ذلك ليس هو الحال بالنسبة للبعض من موظفات المشاغل واختصاصيات التجميل «الكوافيرات»، اللاتي طالما راودهن شعور مضاد مع كل ليلة عيد بإعادة صياغة كلمات هذه الأغنية الشعبية إلى «ياليلة العيد اتعبتينا وجددتى الألم فينا».

فعلى الرغم من الفرحة العارمة وأجواء السعادة التي تنتشر بمجرد ذكر اسم ليلة العيد وقرب قدومها، إلا أن ليلة العيد ـ تحديدا ـ تأخذ منحى معاكسا إلى حد ما في عالم المشاغل النسائية في السعودية، لما تتضمنه تلك الليلة من تعب وخلافات، وقصص تدور رحاها بشكل سريع، أبطالها موظفات المشاغل من مصففات شعر ومكياج «زينة» يعملن بصمت لعل الليلة تمر دون مشاكل. وعن هذه التداعيات تقول نوال محمد «صاحبة مشغل ريمانه» في العاصمة السعودية الرياض لـ«الشرق الأوسط»: إن ليلة العيد من أصعب الليالى التي تمر على عاملات المشاغل النسائية، وذلك نتيجة للزحام المتكرر فى تلك الليلة، مشيرة إلى أن أكثر ما تعانى منه عاملات المشاغل تلك الزبونات اللاتى يحضرن إلى المشغل دون موعد مسبق أو حجز.

وأوضحت نوال محمد أن ذلك يسبب نوعا من الازدحام والإزعاج، والذي ينتج من خلال مطالبتهن بالحصول على الخدمة قبل الأخريات، في وقت لا يعلم فيه البعض بأن الحجوزات تبدأ منذ منتصف شهر رمضان، الأمر الذي حدا بإدارة بعض المشاغل بالاعتذار عن خدمة أي عميلة لم تقم بإجراء حجوزات مسبقة، وهذا الإجراء أدى إلى تنظيم وتسهيل العمل وتناقص عدد الخلافات .

وذكرت نوال، أنه رغم حجم صالات المشغل التي تعتبر واسعة ومقبولة، إلا أنها تضيق بمن بداخلها ليلة العيد، حتى أن «الزبونات» أو بعضهن يفضلن البقاء داخل السيارة خارج المشغل، في انتظار أن تخف الزحمة فى الداخل، ومن ثم يدخلن مرة أخرى. مضيفة أنه قد يستمر العمل بداخل المشغل حتى السابعة صباحاً من يوم العيد، الأمر الذي يعتبر اعتيادياً في كل المشاغل خاصة ليلة العيد، كما أن الوقت ربما يمتد إلى أكثر من ذلك في حال تصادف إقامة زواجات في أول أيام العيد السعيد. وحول دخل المشغل خلال ليلة العيد، كشفت صاحبة مشغل «ريمانة» بأن ليلة العيد تعد من أهم المواسم التي تدر دخلاً عالياً على المشاغل، وقد يصل دخل تلك الليلة فى بعض المشاغل الكبيرة إلى أكثر من 20 ألف ريال، (5.3 ألف دولار).

من جانبها قالت سناء ابراهيم وهي إحدى العاملات في مشغل نسائي شمال مدينة الرياض، بأن ليلة العيد تعد من أسعد الليالي وأكثرها فرحة عند الناس، بيد أنها تشكل عبئاً ومعاناة على العاملات في المشاغل النسائية، مؤكدة على أن العاملات فى المشغل يعملن دون توقف طوال الليل وحتى الساعة التاسعة صباحاً من اليوم التالي.

وعن ابرز الأعمال وأكثرها إقبالاً من قبل عميلات المشغل خلال ليلة العيد، بينت سناء، أن أكثر ما يتم الطلب عليه هو عمل صبغات الشعر المتنوعة، وما يعرف بـ«الهاى لايت» ـ بقعة الضوء في الشعرـ إضافة إلى تصفيف الشعر. وأضافت أن هذه الأعمال تحتاج إلى وقت وجهد لأنها تستغرق مراحل طويلة، كما أن العمل يكون أكثر مشقة في حال كان عدد الموظفات في المشغل محدوداً حيث تقوم الكوافيرة بكل الأعمال فى نفس الوقت، بينما فى المشاغل الكبيرة تكون كل عاملة متخصصة بعمل محدد.

من جهتها قالت نورة يوسف «صاحبة مشغل» في الرياض، بأنها تدخل مع كل عيد جديد فى مأزق محدودية العاملات داخل المشغل وزيادة ضغط العمل عليهن مقارنه بالحجم الكبير للزبائن، إلا أنها تلجأ لحلول تكون عادة غير مجدية، حيث استعانت العام الماضي بعاملات خارجيات، لكنهن جلبن الخسائر المادية والمشاكل لسمعة المحل بجانب عدم قدرتهن على تحقيق ربع الراتب الذي تم تخصيصه لهن.

وزادت نورة، أن عملية التعامل مع الزبونات ليلة العيد تحتاج إلى سلاسة وهدوء لتلافي أي مشكلة وعدم تصعيدها، رغم أن اغلب ما يحدث من شد وجذب، يكون بسبب التأخر فى انجاز الخدمة أو لرغبة الزبونة في الانتهاء مبكرة لارتباطها أو لدخول زبونة بدلا عنها فى حين تكون الأولية لها، حيث تعد هذه المشاكل هي الأكثر حدوثاً وقد تتطور الأمور الى خلاف كبير.

فيما سردت سارة العبد الله ـ وهي مواطنة سعودية ـ تجربتها لـ«الشرق الأوسط»، وقالت إنها ذهبت خلال ليلة العيد لأحد المشاغل النسائية المجاورة لمنزلها، ولم يكن لديها أي فكرة عن حجم المشغل أو عدد العاملات فيه ولا مدى جودتهن، وما أن دخلت حتى تفاجأت بحجم المشغل الكبير وعدد العاملات الذى يتعدى الـ15 عاملة، ووثقت بأن ذلك العدد سيساعدها على الانتهاء بسرعة، غير أنها تفاجأت بان عدد الزبونات يعادل ضعف عدد العاملات بخمس مرات، كما أنهن أمضين وقتا امتد لأكثر من 6 ساعات لانتظار أدوارهن، ما جعلها تنتظر في المشغل حتى الساعة الثالثة فجراً.