«القِرمش» أكلة تقليدية.. لا تخلو منها موائد أهالي جازان

يكثر الإقبال عليها في رمضان.. ويعدها البعض وجبة رئيسية

TT

تتميز منطقة جازان (جنوب غرب السعودية)، على اختلاف عاداتها وتقاليدها، بمأكولات وأطباق قديمة ما زالت تلقى إقبالا كبيراً، لما لها من مذاق لذيذ وشهي، ومن بينها فطيرة «قرمش» التي رغم ازدياد إطلالتها في شهر رمضان على سفرة الإفطار، إلا أنها تكاد لا تخلو منها أي «سفرة» خلال أيام السنة، وذلك لكثرة الإقبال عليها. وباتت «قرمش» أكلة مفضلة لدى كثير من سكان منطقة جازان، حيث لا تخلو أي «سفرة» إفطار في رمضان منها، وهي تباع في الأسواق الشعبية، حيث تتمتع منطقة جازان بالعديد من الأسواق الشعبية، التي توفر مطاعم شعبية متراصة تقدم من خلالها الأكلات الشعبية العديدة التي تتميز بها، كالمرسة والمغش والمفتوت والحياسي والخمير، وغيرها من الأكلات العديدة.

ويجلس باعة القرمش جوار بعضهم البعض في سوق شعبي يقام دوريا في رمضان، ويبلغ عددهم حوالي 30 بائع قرمش، وأكثر من 200 آخرين في أماكن أخرى متفرقة، عادة ما تكون وسط الأحياء في المنطقة، ليستقبلوا زبائنهم، حيث يتناول من يريد شراء القرمش كيسا ورقيا من أحد الباعة في سوق شعبي على أطراف محافظة صبيا إحدى محافظات المنطقة، ومن غير أي سؤال عما يحتويه الكيس قد يفيد جميع سكان المنطقة بأن المحتوى هو «القِرمش». ويقف صانع «القرمش» أمام مقلاة الزيت، واضعا العجينة في الزيت، ومن ثم يخرجها في منظر استعراضي، بينما يتولى أحد مساعديه عملية البيع والشراء مع الزبائن.

ويتم تحضير أكلة قرمش من الدقيق الأبيض، والملح، والماء، ومن ثم يوضع الزيت ويعجن الخليط، وإذا استلزم الأمر وضع الماء، ليتم بعد ذلك تكوين العجينة، ومن ثم تقطيعها حسب الرغبة، وعلى أشكال مربعة أو دائرية أو مثلثة، ولفترة لا تتجاوز الدقيقتين حتى تكون القرمش جاهزة».

علي عبده وهو شاب يمني في العقد الثالث من عمره قال لـ«الشرق الأوسط» إنه يعمل في بيع القرمش منذ صغره، مضيفاً أنه تعلم طريقة تحضيرها من والده الذي ورثها هو أيضاً من أجداده. موضحاً في ذات الوقت بأن «القِرمش» أكلة مرغوبة لدى سكان المنطقة، وهي كما قال عبده «هي مشهورة في السعودية فقط في منطقة جازان». وأشار عبده إلى أن موسم القِرمش مستمر طوال العام في المنطقة، معللا ذلك بأنها خفيفة المأكل، وسعرها مناسب، بجانب طعمها اللذيذ والمقرمش. مضيفا أن انتشار بائعي القرمش مناسب لعشاقها، حيث اعتاد السكان على طعمها.

العم أبو أحمد وهو رجل خمسيني كان يشتري القرمش، قال انه يفضل القرمش على مائدة الإفطار في شهر رمضان الكريم مع اللحم المفروم أوالفول والحُمر«التمر الهندي». ويعد القرمش وجبة رئيسة عند طلاب المدارس والموظفين على الإفطار في الأيام العادية، ومن الأصناف الأساسية الموجودة على المائدة.

ولا تغيب وجبة القرمش عن مائدة أهالي قرى جازان، في اجتماعاتهم خاصة، حيث يحرصون على وجوده مع الأهل والأقارب في بعض المناسبات، من خلال إعداد الطعام في بيوتهم، وخروجهم به إلى الشوارع والساحات ليتناولوا الطعام معا، سواء وجبة الإفطار في الأعياد أو الزواجات.