مستثمرون: ضخ 1.5 مليار ريال في قطاع السياحة بعد تمديد إجازة المدارس

قالوا لـ «الشرق الأوسط» : إن أكبر المستفيدين دور الإيواء وقطاع التجزئة والمطاعم

تحظى المدن الساحلية في السعودية بنصيب الأسد من إقبال السياح عليها في موسم الإجازات (تصوير: ثامر الفرج)
TT

جاء الإعلان الرسمي عن تأجيل العام الدراسي الحالي بسبب تداعيات مرض أنفلونزا الخنازير «برداً وسلاما» على قلوب العاملين في قطاعات السياحة والفندقة في السعودية، ووجدوا فيه الفرصة لتعويض جزء من خسائرهم التي أعلنوها مطلع الموسم السياحي بسبب تداعيات المرض، وبسبب تأخر إجازات المعلمين واختبارات القبول في الجامعات التي تزامنت هذا العام مع شهر يوليو(تموز)، الذي يعتبر ذروة الموسم السياحي.

وقدر إبراهيم الراشد، رئيس لجنة السياحة في غرفة جدة، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» حجم الإيرادات المتوقعة في فترة الإجازة الإضافية بنحو (1.5 مليار ريال)، ستصب في قطاعات السكن والتجزئة والمطاعم.

وأوضح الراشد أن هذا القرار جاء بمثابة هدية للجميع، بمن فيهم العاملون في قطاعات الفندقة والسياحة ككل، بعد الخسائر الكبيرة التي تعرضوا لها هذا العام.

وقال «إن الغرفة التجارية في جدة مددت الفعاليات حتى نهاية الموعد الجديد، وبدأت الترتيبات لإضافة بعض الفعاليات الجديدة، خصوصاً للعائلات الصغيرة، كونها هي المستهدفة بالدرجة الأولى، مشيراً إلى أن قرار التأجيل لا يشمل المعلمين الذين يمثلون الشريحة الأكبر من سياح الداخل، إلا انه من المتوقع أن تزيد الأعداد خلال فترة الإجازات الأسبوعية.

وأعلنت أمانة جدة ممثلة في المهندس سامي نوار المدير العام للثقافة في أمانة محافظة جدة، أنها تدرس تمديد الفعاليات في منطقتي أبحر والمدينة التاريخية، وأشار نوار إلى وجود خمسة مواقع محددة للاحتفالات روعي فيها التقسيم وإبعاد الناس عن التجمعات خشية انتشار بعض الأوبئة، ومنعاً لحوادث التزاحم بين السياح. من جهته، أوضح محمد العمري، مدير قطاع السياحة في منطقة مكة المكرمة لـ«الشرق الأوسط»، أن فعاليات الاحتفال بعيد الفطر التي تنظمها الهيئة العامة للسياحة والآثار في جدة لن تمدد، وذلك بسبب عودة أغلب المواطنين إلى المدن التي يقيمون فيها.من جهته قدر سعد القرشي، نائب رئيس الحج والعمرة والسياحة في مجلس الغرف التجارية السعودية، حجم الإيرادات لقطاع الفندقة والإيواء خلال فترة التمديد بنحو (75 مليون ريال) في كل من مكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة، لتعوض من خلالها جزءاً من الخسائر التي عانى منها هذا القطاع، الذي تأثر بنحو 30 في المائة هذا العام.

وأضاف القرشي «إن التأثير الكبير كان في قطاع معتمري الداخل ودول مجلس التعاون الذين قلت أعدادهم هذا العام، وقد يكون ذلك بسبب تخوفهم من تفشي مرض أنفلونزا الخنازير، وفي المقابل لم يظهر أي انخفاض كبير وملحوظ على إقبال معتمري الخارج».

وبالعودة إلى إبراهيم الراشد، رئيس لجنة السياحة بغرفة جدة، فقد أكد أن القرار سيخدم أيضا وبشكل كبير العائلات المسافرة للخارج، والتي ستمدد إجازاتها لتستمر أياماً إضافية.

إلى ذلك، بدا نحو 50 منتجعا سياحيا منتشرة على شاطئ الكورنيش في جدة مستعدة لاستقبال الزوار القادمين لقضاء إجازة عيد الفطر، وأكد عاملون في تلك القطاعات زيادة نسب الطلب إلى أكثر من 60 في المائة عن المواسم الأخرى، إضافة إلى زيادة الطلب في الفترات ومدد الإيجارات.

وأوضح طلال المنسي، وهو أحد المستثمرين في قطاع سياحة المراكب البحرية تسجيل زيادة بنحو 60 في المائة في الحجوزات لاستئجار الوحدات البحرية، والتي من المتوقع أن تحقق إيراداً يزيد بذات النسبة عن الأعوام السابقة، مشيراً إلى وجود نحو 4200 وحدة بحرية للتنزه على شواطئ جدة.

وكانت قطاعات السياحة والفندقة في السعودية، وخصوصاً في المنطقة الغربية، شهدت مطلع الموسم السياحي الحالي انخفاضاً كبيراً في الإشغال بنسبة 60 في المائة.

وأرجع سعد القرشي، نائب رئيس الحج والعمرة والسياحة بالغرف التجارية السعودية، أسباب هذا الانخفاض إلى تأجيل إجازات المعلمين واختبارات القبول في الجامعات والكليات، إضافة إلى شيوع الأنباء عن انتشار انفلونزا الخنازير.