يتميز عيد الفطر الذي يعقب شهر الصوم بأنه عيد غير مكلف للسكان قياساً بعيد الأضحى الذي تصرف الأسر خلاله آلاف الريالات على شراء الأضاحي ومتطلباتها، في حين لا تتعدى مطالب عيد الفطر سوى ثوب العيد وبعض الحلوى وقبلها زكاة الفطر المتمثلة في كيلو جرامات من الحبوب أبرزها الأرز.
ويتصدر الصرف على الحلويات المتعددة والمختلفة والتي ترضي مختلف الأذواق وحتى المرضى بالسكري والضغط قائمة متطلبات عيد الفطر، إذ تعرض الأسر هذه الحلوى على زوارها والمهنئين بالعيد الذين يتوافدون باكراً إلى منازل الأقارب والأصدقاء للتهنئة بهذه المناسبة التي تتكرر سنوياً بأجواء تجسد المحبة بين الجميع.
وتتسابق محلات بيع الحلويات على عرض أصناف مختلفة منها بل إن بعضها وضع في الاعتبار مرضى السكري والضغط وصنع أصنافاً تناسب هذه الفئة بخلوها من السكر أو الموالح.
ويعد الأطفال أكثر فئات المجتمع فرحاً بعيد الفطر إذ تستقبل جيوبهم (العيدية) التي تحولت في الآونة الأخيرة من هدايا عينية إلى هدايا نقدية، كما فضل الصغار شراء الألعاب النارية التي تستهويهم كثيراً ويتلذذون بإطلاقها خلال أيام العيد غير عابئين بتحذيرات الدفاع المدني والشرطة من خطر هذه الألعاب في إشعال الحرائق أو أحداث إيذاء بأجساد الأطفال خصوصاً في العيون، ويتوارى بائعو هذه الألعاب عند مشاهدتهم دوريات الشرطة وهي تقترب من مباسطهم، في حين يفضل البعض من البائعين الانزواء في أماكن مظلمة وفي أسواق معروفة بعيداً عن أعين الرقيب لممارسة عمليات بيع المفرقعات والألعاب النارية التي تدر عليهم دخلاً جيداً خلال شهر الصوم وأيام العيد.
وتنتشر في أسواق بيع الطيور جنوب الرياض محلات وبسطات على الأرصفة لنساء يعرضن بضاعتهن من الألعاب النارية والمفرقعات، وفي أسواق العويس وطيبة شمال الرياض يتزاحم بائعو الألعاب النارية مع بائعي زكاة الفطر قبل العيد بيومين لتسويق بضاعتهم الموسمية من هذه الألعاب مستغلين تدافع الناس على شراء ما يرضي أطفالهم أو تأدية فريضة زكاة الفطر.
ويشعر الصغار بمتعة لا تضاهى وهم يطلقون ألعابهم ومفرقعاتهم من منازلهم باتجاه الفضاء متطلعين إليها وهي تنفجر في السماء، وفي المقابل يحرص بعض الآباء على أن يرتدي أطفاله الزي التقليدي للبلد من ثوب ومشلح وغترة وعقال احتفاء بالعيد، كما أن البعض يحرص على أن يحمل صغاره السيف ويمارس رقصة الفرح بهذه المناسبة.