انخفاض مبيعات المشالح في الأحساء 70%

بسبب الأزمة المالية والمستورد في وقت ينتج منها 200 نوع.. والنقوش المبتكرة تجددها

تزيد المناسبات الدينية والوطنية والاجتماعية من الإقبال على المشالح في السعودية («الشرق الأوسط»)
TT

تشهد أسواق المشالح في رمضان هذا العام انخفاضا حادا في مبيعاتها، تجاوز 50 في المائة مقارنة بالأعوام الماضية. إذ يشتكي أكثر من تاجر من تجار المشالح المشهورين في المنطقة من انخفاض المبيعات، ومنهم جعفر حسين القطان الذي يقدّر نسبة انخفاض مبيعاته هذا العام بنحو 70 في المائة قياسا بالعام الماضي.

وأضاف أنه من خلال خبرة تصل إلى 30 عاما في صناعة وتجارة المشالح فإن حركة أسواق المشالح في عيد الفطر هذا العام شهدت إقبالا ضعيفا طيلة شهر رمضان وإلى ما قبل أيام العيد.

ويعزي متعاملون في سوق المشالح في الأحساء انخفاض الطلب على المشالح الفاخرة المصنوعة يدوياً إلى تفاعلات الأزمة الاقتصادية، بالإضافة لمنافسة المشالح المستوردة من الدول العربية خاصة سوريا، التي تباع بأسعار زهيدة مقارنة بالمشالح المصنوعة يدوياً.

وتقدر حجم مبيعات أسواق المشالح المصنوعة محليا في الأعوام الماضية بـ100 مليون ريال، وقد يتجاوز هذا المبلغ بكثير إذا أُدخل المستورد والأجنبي وذو الصناعة المتواضعة. إذ يشير علي المهدي «المدير التنفيذي لمشالح المهدي الملكية» في الأحساء إلى أن حجم سوق المشالح المحلي يقدر بنحو 100 مليون ريال من الصناعة المحلية من المشالح. فيما يتضاعف الرقم اذا تم احتساب حجم مبيعات المشالح المستوردة.

وتنتعش أسواق المشالح بشكل خاص في أيام العيد لرغبة البعض في لبس المشلح في يوم العيد فقط، ليكون مكملا للزي الرسمي كي تكتمل فرحته وأناقته، ويضفي على مظهره صفة رسمية. وتحرص بعض العوائل على تعويد أبنائها على لبس المشلح. أما لدى الشخصيات الرسمية والهامة فللمشلح مكانة خاصة ولباس ضروري لا يستغنى عنه، فهو المكمل للزي الرسمي الوطني، وهو المعرّف بمظهر صاحبه.

ويشير جعفر القطان صاحب «مشالح الأحساء الملكية» إلى أن صناعة المشالح شهدت في السنوات الأخيرة تطورا ملحوظا وانتعاشا كبيرا، بسبب الرغبة في التجديد في لباس المشلح لدى الشخصيات الرسمية، وذلك أدى إلى ظهور أصناف متعددة وألوان مختلفة. مضيفا أن الطلب على المشالح الحساوية من أبناء دول الخليج خاصة الشخصيات الرسمية يساهم في إنعاش صناعة المشالح.

وتنتج بعض مصانع المشالح ما لا يقل عن 200 نوع من المشالح، تختلف في اللون والنسيج والنقشة «الزخرفة»، بين شتوية وصيفية وربيعية، ومن أسباب زيادة إنتاج المشالح هو الرغبة المستمرة لدى البعض في اقتناء المشلح الجديد سواء في لونه أو نوعية النسيج أو النقشة الخاصة والمبتكرة بالمشلح. كما أن كثرة الطلب في تغيير النقشات واختلافها من طلب إلى آخر أدى إلى صناعة وإنتاج أصناف مختلفة من المشالح، خاصة مع ظهور ألوان متنوعة في المشالح التي تلبس في فصل الصيف.

وتشتهر الأحساء بصناعة وإنتاج أفضل المشالح أو ما يطلق عليه محليا بـ«البشوت»، وهي مهنة متوارثة في عدد من العوائل، حيث ينتج البشت المصنوع محليا باليد الوطنية المدربة الخبيرة، ومن هذه العوائل: البوجبارة والأمير والبوحليقة والقطان والبوخضر والحرز والمهدي، والباذر والخرس والرمضان والبقشي والعمار. ونقل أبناء الأحساء هذه المهنة معهم إلى الدول العربية أثناء فترة عملهم هناك، وذلك ساهم في انتشار خياطة المشالح في الدول العربية.

ويعمل مصنع النسيج في الأحساء الذي يصل عمره إلى أكثر من 45 عاما وهو الوحيد في منطقة الخليج، في إنعاش هذه الصناعة واستمرارها إذ يغذي 30 معملا للمشالح في الأحساء. ولا تتوقف مناسبات شراء البشت على مناسبة معينة، فهناك مناسبات العيدين ومناسبات الزواج. وللمشالح أنواع مختلفة ومتنوعة، ومعها تختلف الأسعار حسب جودة ونوعية الصناعة، ومنها نوع القماش ونوع الزري والصناعة اليدوية المحلية، أو الأجنبية الهندية التي أتقنت صناعة هذه الحرفة. ومن أنواع المشالح، مشالح الصيف ومشالح الشتاء ومشالح الربيع ومشالح خاصة لرحلات البر، وتصنع هذه المشالح من الوبر بدرجات وألون مختلفة وتتفاوت أسعارها بين 1500 إلى 3500 ريال وهو للشخصيات الرسمية الهامة، بينما بشت الوبر الممتاز لا يقل عن 4000 ريال. أما البشت الشتوي المصنوع من الصوف والكتّان فيكون سعره بين 200 إلى 300 ريال، وهو للزبائن العامة. وأما المشالح الصيفية فأسعارها تتفاوت بين 1500 ريال إلى 2500 ريال بالنسبة للمنتج اليدوي المحلي، وبالنسبة للأسعار المتعارف عليها للمشالح اليدوية فهي تقع بين 4و5 آلاف ريال. وقد يصل سعر المشلح إلى 12 ألف ريال، وهو المشلح ذو الطلب الخاص الذي يتميز بالنقشة المبتكرة والزري من النوع الممتاز، ومن أهم النقشات المتداولة هي «الملكي» ويعرف في دول الخليج بالمنديلي، بالإضافة إلى نقشات أخرى وهي «المربوع والمخومس ـ 5 خلايا ـ والمسوبع والمتوسع والمستطيلات».

ويأتي اللون الأسود كأهم الألوان التي تجد إقبالا من الزبائن، ثم يليه اللون الأبيض الذي يميل إلى اللون السكري وكذلك اللون الأشقر، ومن ألوان المشالح الشتوية: العودي بثلاث درجات لونية مختلفة والحناوي بلونين والعودي ثلاثة ألوان، والأشقر ثلاثة ألوان والنباتي بلونين، ويصل عدد ألوان المشالح الصيفية إلى 45 لوناً.