استطلاع حكومي: توفير مناخ الاستثمار أبرز عامل معزز في تطوير السياحة في السعودية

«هيئة السياحة والآثار»: يدفع لتطوير القطاع وزيادة عدد الزوار والسائحين للمناطق المختلفة

يعمل برنامج «السياحة تثري» على تحقيق دور سياحي نشط وفعال لأفراد المجتمع ومؤسساته الاجتماعية في تطوير النشاط السياحي وتوطينه («الشرق الأوسط»)
TT

كشف تقرير رسمي صادر عن الهيئة العامة للسياحة والآثار أن عنصر توفير مناخ الاستثمار يمثل أهم عناصر تطوير القطاع السياحي في المملكة وفقا لاستطلاع أجرته الهيئة مشيرة إلى أن ذلك من شأنه توفير مجالات استثمار كثيرة من شأنها تنمية القطاع.

وقال التقرير الذي صدر حديثا وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إن توفير مناخ الاستثمار سيعمل على تطوير القطاع السياحي وزيادة عدد الزوار والسائحين للمناطق المختلفة، إضافة إلى وجود 4 عناصر أخرى تمثل فرصا لتطوير السياحة السعودية، والمتمثلة في توفير فرص العمل، وتوفر عوامل الجذب السياحي، وتحسين الخدمات العامة المساندة، وتنظيم فعاليات مختلفة.

كما أورد التقرير أهمية الموقع الجغرافي الحدودي والوضع الاقتصادي الملائم والإعلام والإرشاد السياحي، والتجارة والأسواق، وتنمية وتطوير الصناعات الحرفية والتراثية على القطاع السياحي في المملكة.

وبين التقرير أن استطلاعا جرى في عدد من ورش العمل والتي عقدتها الهيئة العامة للسياحة والآثار، كشف أن النسب بدت متفاوتة بين مدى أهمية عناصر الفرص المتاحة، وتصدر عنصر توفير مناخ الاستثمار في تطوير القطاع السياحي برأي المشاركين في أهم 5 عناصر، حيث بلغت نسبته نحو 43.7 في المائة، في حين بلغت نسبة توفير فرص العمل نحو 10.6 في المائة، وتوفر عوامل الجذب السياحي 7.5 في المائة، تحسن الخدمات العامة المساندة 5.8 في المائة، وأخيرا تنظيم فعاليات مختلفة بنسبة 5.8 في المائة. وتعمل الهيئة العامة للسياحة والاثار على برامج متعددة من شأنها إثراء السياحة في المملكة، ومنها برنامج السياحة والمجتمع وهو احد مبادرات الهيئة والذي يهدف الى تهيئة المجتمع نحو قبول السياحة الوطنية، ورفع مستوى الوعي والتقدير لمنافع السياحة للمواطنين، وتحسين مستوى خدمات العملاء في قطاع السياحة ورفع مستوى ادراك السياح للقيم الثقافية والاجتماعية المحلية، بما يعزز اثر السياحة على المجتمع.

وتكمن رؤية البرنامج بحسب التقرير الى تحقيق دور سياحي نشط وفعال لأفراد المجتمع ومؤسساته الاجتماعية في تطوير النشاط السياحي وتوطينه، في حين تكمن مهمة البرنامج في تهيئة البيئة الاجتماعية الملائمة لسياحة قيمة تسهم في تفعيل دور المجتمع افراداً ومؤسسات وتحفز مشاركتهم في تطوير وتوطين قطاع السياحة المستديمة، وتحقيق الحد الاقصى من المنافع الاجتماعية لهم.

ولفت التقرير الى أن الوضع الراهن للسياحة في المملكة ينقسم الى ثلاثة اقسام، من خلال وجهة نظر المشاركين في التقرير، حيث قسموا الوضع إلى جيد ومتوسط وضعيف، حسب التوزيع التكراري والمتوسط الحسابي في التقرير.

وكشف التقرير أوجه السياحة بما يتعلق بالجوانب الجيدة، ذكر المشاركون ان المآكل والمشارب يتراوح وضعها ما بين جيد وممتاز، ومن ثم تأتي الأماكن التراثية والأثرية، وأماكن وقوف السيارات، والنشاطات الثقافية، ولوحات الطرق والارشادات المرورية.

في حين أن أوجه السياحة التي تم تقييمها متوسط شملت الفنادق والمنتجعات والمواصلات العامة، وذكرت نسبة 57.6 في المائة من المشاركين أن وضع الفنادق يتراوح ما بين جيد وممتاز، في حين ذكر 42.2 ان الوضع ضعيف، كما يتعقد 53.3 في المائة من المشاركين أن وضع المواصلات العامة يتراوح ما بين جيد وممتاز، في حين يرى 46.7 ان مستواها ضعيف.

واشار التقرير الى أن الجوانب التي تم وضعها في خانة ضعيف هي تلك التي تتمثل في الدليل السياحي، والحمامات والمرافق العامة، والرحلات الجوية ومكاتب السياحة والسفر، حيث جاءت آراء المشاركين في الاستطلاع أن تلك الإمكانيات تعد من الجوانب الضعيفة في قطاع السياحية في المملكة.

ولفت تقرير الهيئة العامة للسياحة والاثار الى أن اغلب المشاركين في التقرير ينصحون بالعمل في القطاع السياحي، ويرى المشاركون أن العمل في السياحة عمل مهم ومحترم اجتماعاً، مشيرين الى أن المملكة ليست مقصداً دينياً فقط، وانما هي منطقة جذب سياحي، وأنهم يؤمنون بضرورة السياحة الداخلية، كما انهم يفضلون السياحة الجماعية على السياحة الفردية، كما اشار غالبية المشاركين في أن السياحة التراثية والصحراوية من انواع السياحة الممكنة في المملكة.

وأشار برنامج «السياحة تثري» الذي تعمل عليه الهيئة إلى أن أكثر أنواع السياحة في المملكة تتمثل في السياحة الترفيهية والسياحة الدينية، ومن ثم الثقافية والعلاجية وسياحة الاثار، اضافة الى سياحة اقتصادية واجتماعية وسياحة داخلية، وخارجية، وتسويقية وغيرها من السياحة البحرية والرياضية والرحلات.

وقالت الهيئة العامة للسياحة والاثار إن المشاركين في التقرير اكدوا أن السياحة تؤثر تأثيرا ايجابيا مباشراً في المجتمعات المحلية، كما انها لها تأثيرات غير مباشرة، كما اشاروا الى أن للسياحة ثأثيرا ايجابياً على المجتمع من خلال خلق فرص وظيفية، وتأثيرا غير مباشر كتطوير البنى التحتية في المناطق.

وأكد غالبية المشاركين في التقرير انهم يقبلون وأفراد أسرهم للعمل في مجال السياحة في حال توفر فرص العمل، في حين ان نسبة بلغت 3.5 في المائة اكدوا أن العمل في القطاع السياحي غير جاذب لهم ولافراد أسرهم.

وقال التقرير بوجود إجماع من قبل المشاركين على ان السياحة الداخلية بحاجة الى توعية اضافية عن السياحة، وضرورة تكثيف التوعية السياحية بجميع مناطق المملكة، في حين ان نسبة قليلة أبدت أنه لا توجد الحاجة الى توعية اضافية، للمجتمعات المحلية.

وذكر التقرير عناصر ضعف القطاع السياحي من خلال ما يواجهه من صعوبات، وتتمثل اهم نقاط ذلك الضعف في صعوبات النقل والمواصلات في المناطق، ووعورة بعض الطرق وعدم سفلتة بعضها، وعدم وجود خطوط طيران في بعض المدن، وضعف الوعي باهمية السياحة، وعدم توفر الخدمات السياحية المساندة، وضعف البنية التحتية للسياحة في بعض المناطق.

وزاد من بين الصعوبات نقص أماكن الإيواء وعدم الاهتمام بالمواقع السياحية وعدم ملاءمة الطقس،ونقص مراكز الترفيه والمنتزهات والمنتجعات، وبرامج الترفيه في بعض المناطق، ووجود صعوبات ادارية.

في الوقت الذي حدد فيه التقرير مخاطر قطاع السياحة بحسب اتجاهات المشاركين في كل من وعورة الطرق في بعض المناطق وعدم تقبل المجتمع في بعض المناطق، والمنافسة من دول الخليج، والعوائق الطبيعية، وتأثير المشاريع السياحية السلبي على الطبيعة والبيئة، الصعوبات الادارية، وغيرها من المخاطر التي منها تقلبات الطقس، والتأثير على العادات والتقاليد.