تحرّك لتوقيع مذكرة تفاهم مع وزارة التربية والتعليم لدعم المسرح المدرسي

«أمانة الرياض» تفعّل 16 مسرحا في العاصمة خصصت بينها عروض للنساء والأطفال

جانب من بروفات المسرحيات التي يجري عرضها حاليا ضمن النشاط المسرحي بأمانة الرياض خلال أيام عيد الفطر المبارك
TT

كشفت جمعية الثقافة والفنون السعودية لـ «الشرق الأوسط» عن قرب إبرام اتفاق مع وزارة التربية والتعليم يهدف إلى دعم المسرح المدرسي من الناحية الفنية.

ويتزامن ذلك مع نجاح مبهر لأمانة منطقة الرياض من خلال فعاليات وعروض المسرحيات التي نقلت تجربتها من النشاط الموسمي في عيد الفطر المبارك إلى ممارسة على مدار العام، حيث وضعت بصمة واضحة في حركة المسرح السعودي، وأسهمت في تطوير الحركة المسرحية وتفعيل جوانبها الثقافية والفنية والاجتماعية، بجانب التزايد المستمر في إنتاج الأعمال المسرحية سنويا، وربطها بالجمهور السعودي المتعطش دائما على ذلك النوع من الأعمال.

وأفصح رجاء العتيبي رئيس قسم المسرح بجمعية الثقافة والفنون بالرياض في حديث لـ«الشرق الأوسط» ، عن أن الجمعية بصدد توقيع مذكرة تفاهم مع وزارة التربية والتعليم لدعم المسرح المدرسي من الناحية الفنية.

وأضاف العتيبي أن ذلك يأتي من دور الجمعية باعتبارها جهة استشارية تعمل على تطوير المسرح في السعودية من الناحية الفنية، حيث إنها تقدم دعمها الفني للجميع بدون استثناء. وكانت أمانة منطقة الرياض قد دأبت منذ أكثر من 7 سنوات على إشراك العروض المسرحية المتنوعة كأنشطة أساسية في احتفالاتها وفعالياتها الاجتماعية، حيث نجحت في عرض مئات المسرحيات الجماهيرية خلال الأعوام الماضية، وفي عيد الفطر لهذا العام، انطلقت 16 مسرحية تعرضها الأمانة في مناطق متفرقة من العاصمة. ورغم ارتباط المسرح السعودي الذي تقيمه أمانة منطقة الرياض هذا العام وكل عام، بالأعياد والمناسبات الرسمية فقط، إلا أنه تمكن من استقطاب فنانين ونجوم يمثلون قمة الهرم في الفن السعودي، إلى جانب فنانين آخرين من دول مجاورة، ما زاد من إقبال الجمهور عليها، بالإضافة لتزايد عدد الأعمال المسرحية المقدمة لتنفيذها، حيث لوحظ تزايد عدد الأعمال المسرحية التي تستقبلها الأمانة من عام لآخر. وحرص القائمون على الأنشطة المسرحية على أن تلامس العروض المسرحية قضايا ومشكلات اجتماعية واقتصادية وهموما من صميم واقع المجتمع السعودي، بشكل كوميدي بسيط، إضافة إلى توزيع توجيه تلك المسرحيات إلى كافة شرائح المجتمع من رجال ونساء وأطفال، خصوصاً في مواسم الأعياد التي تشهد حضوراً مكثفاً. وهنا، يقول العتيبي (وهو كذلك مخرج مسرحي) إن المسرح السعودي لم يعد مقتصرا على مناسبات معينة، كما كان في السابق، مبيناً أن مسرح الأمانة في عيد الفطر المبارك يحظى بزخم إعلامي كبير، في حين تقام مهرجانات مسرحية على مدار العام تفتقر إلى المتابعة الإعلامية الكافية.

وزاد رجاء «نحن في الجمعية تسعدنا كثيرا الجهود التي تبذلها الأمانة في دعم المسرح الجماهيري باعتبار ذلك يصب في مصلحة المسرح السعودي ويعطي الفرصة للجميع للعمل والإبداع، فهي أقدر من حيث الموازنة على تنشيط المسرح بصورة أكبر». العتيبي أشار إلى أن هنالك جهات حكومية تهتم بالمسرح، وتحدد له ميزانية خاصة، تتمثل في وكالة وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية، وجمعيات الثقافة والفنون، وأمانة منطقة الرياض، ووزارة التربية والتعليم، ومهرجان الجنادرية المسرحي، حيث تتضافر هذه الجهود مشكلة «الحركة المسرحية في السعودية»، مبيناً أنه تم عقد اتفاق ضمني بين هذه الجهات حول توقيت تنفيذ البرامج المسرحية، الأمر الذي جعلنا نشاهد برامج مسرحية على مدار العام. وأوضح المخرج المسرحي أن أمانة منطقة الرياض، التي قدمت خلال السنوات الماضية مئات المسرحيات الجماهيرية الناجحة، تقوم بالتنسيق مع جمعيات الثقافة والفنون ووزارة الثقافة والإعلام، حيث إن هناك تعاونا كبيرا بين هذه الجهات، سواء من حيث الاستفادة من الكوادر المسرحية المتخصصة أو تقديم الأماكن المناسبة لعروض الأمانة، مثل مركز الملك فهد الثقافي الذي تقدم فيه أمانة منطقة الرياض مسرحياتها الجماهيرية الكبرى. رجا العتيبي ذهب بطموح جمعية الثقافة والفنون في حديثة لـ«الشرق الأوسط» إلى إيجاد حركة مسرحية تدور فيها عجلة الإنتاج على مدار الساعة، بغض النظر عن الكم، وزيادة في الأعمال المسرحية وإنتاجها.

وذكر أن الحركة المسرحية تتطلب جانب آخر مهماً يتمثل في إعداد الدورات المسرحية، وصقل مواهب الشباب، وإقامة المهرجانات المسرحية، والمشاركات المسرحية في الخارج، لافتاً إلى أن ذلك الدور تقوم به وزارة الثقافة والإعلام وجمعيات الثقافة والفنون بمختلف مناطق المملكة، وأنها أدوار يكمل بعضها بعضا تخدم الطموح الجمعي الذي يتوق إليه كل المسرحيين. وأضاف المخرج المسرحي السعودي «نحن لا يمكن أن نقول إن لدينا حركة مسرحية ترضي الجميع، إلا عندما تدور عجلة الإنتاج على مدار الساعة، وعندما يكون لدينا دور عرض مخصصة للمسرحيات وليس قاعات للمحاضرات، وعندما يكون لدينا متخصصون في مجال المسرح، وعندما يكون لدينا معاهد للفنون المسرحية وأكاديميات خاصة بالفنون الجميلة، فعندما يتشكل كل ذلك، يمكن أن تكون لدينا حركة مسرحية باعثة على الإبداع وقادرة على المنافسة، ولكن نظرا لافتقادنا لكثير من ذلك، فإن الحركة المسرحية يظل بها نوع من الخلل، ولولا جهود المسرحيين السعوديين، ودعم الجهات الحكومية لها، لما كان لدينا مسرحية تعرض للجمهور». رئيس قسم المسرح بجمعية الثقافة والفنون اعتبر قاعات العروض المسرحية المتخصصة الحلقة المفقودة في الحركة المسرحية في السعودية، وأن سبب غيابها يعود لتكلفتها العالية، ويعود أيضا إلى أن القياديين في السنوات الماضية ليس لديهم رؤية واضحة عن العمل المسرحي في المستقبل، حيث لم يسعوا لأن ينفذوا مشاريع خاصة بالقاعات المسرحية، وما زال ذلك يمثل مشكلة كبرى للمسرح في السعودية.