تشهد المساجد والمآثر التاريخية في المدينة المنورة هذه الأيام توافد أعداد كبيرة من المعتمرين والزوار والمواطنين والمقيمين، الذين يزورون المسجد النبوي الشريف ومدينة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ بمناسبة عيد الفطر المبارك. وتشهد معالم تاريخية، مثل مقبرة البقيع القريبة من المسجد النبوي والمشهورة منذ العهد الإسلامي الأول، كونها تضم رفات زوجات وأبناء الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وحوالي خمسة آلاف صحابي، تدافع الآلاف لزيارتها، خاصة من أهالي المدينة المنورة، الذين تعد زيارة البقيع واحدة من أهم عاداتهم في العيد، إذ يحرصون على زيارة قبور أقربائهم الموتى والدعاء لهم والترحم عليهم، بعد أداء صلاة العيد في المسجد النبوي.
وينهي كثير من الزوار، خاصة من بريطانيا وفرنسا وعدد من الدول الأوروبية الأخرى، زيارتهم للمدينة المنورة التي يمضون العشر الأواخر فيها، بالإضافة إلى إحيائهم لسنة الاعتكاف داخل الحرم النبوي، بارتياد تلك المزارات التاريخية، وتمثل ساعات الصباح الأولى وآخر النهار الفترة المثالية لزيارتها والوقوف على معالمها.
وفي ترتيب المواقع المستهدفة بالزيارات، يأتي مسجد قباء، وشهداء أحد، ومسجد القبلتين، والمساجد السبعة، في مقدمة قائمة تضم عشرات المواقع التاريخية التي تزخر بها المدينة المنورة، والتي اندثرت أو أزيلت معالم كثير منها.
وفيما تنظم حملات العمرة رحلات منتظمة لزيارة تلك المواقع للزوار القادمين من خارج السعودية، يحرص المقيمون في المدينة أيضاً على الوجود في تلك المواقع، وزيارتها باستمرار، والتقاط الصور التذكارية لها. كما يحرص الزوار على استثمار أوقاتهم وفرصة لقائهم أثناء زيارتهم للمدينة المنورة بارتياد الأسواق والحدائق العامة في مجموعات مختلفة، تضم كل مجموعة أبناء الجنسية الواحدة بلباسهم المميز، وتوثيق زياراتهم بالصور قبل رحلة العودة التي يشهد فيها مطار الأمير محمد بن عبد العزيز، ومحطة النقل البري، حركة كثيفة للمغادرين في طريق عودتهم إلى أوطانهم، والمقيمين إلى أعمالهم.
ويشهد قطاع منظمي الرحلات السياحية، الذي تشرف عليه الهيئة العامة للسياحة والآثار، إقبالاً في مجال تنظيم رحلات زيارة المساجد والمواقع التاريخية، التي يحرص الزوار للتعرف على المزيد من المعلومات حولها، حيث تشمل مساجد قباء، القبلتين، الجمعة، شهداء أحد، غزوة الخندق وربطها بتحقيق حلمهم بزيارة المدينة المنورة.