آخر رمضان والعيد يرفعان حركة السفر بالبر وسط نمو سنوي قوامه 3.1%

يشكل نحو 84% من إجمالي الوسائل المستخدمة مستفيدة من 46.5 ألف كيلو متر معبدّ

ازداد أخيرا السفر براً بين المدن السعودية وبين دول الخليج والدول العربية مع تطوير الطرق التي تربط بينها («الشرق الأوسط»)
TT

كشف الأسبوعان الأخير من رمضان والأول في العيد عن حركة سفر عبر البر ملموسة حيث اكتظت الطرق السريعة بالسيارات وتزايدت أعدادها وسط نمو سنوي كشفت عنه بيانات رسمية تشهد الطرق السريعة بين المدن بواقع 3.1 في المائة.

ويمثل تزايد حجوزات الطيران في مواسم العيد والإجازة بين مدن المملكة، عاملا رئيسيا لجعل السفر عن طريق البر أحد أهم الخيارات المتاحة امام المسافرين والسياح لقضاء اجازاتهم مع الاهل والاقارب في مدنهم.

وعلى الرغم من وجود 3 خطوط طيران تعمل في المملكة إلا أن تعبيد الطرق من قبل الحكومة ساهم في إرساء ثقافة السفر عن طريق البر، والذي يسجل نموا في عدد مستخدميه عطفاً على نمو التعداد السكاني وزيادة نسبة الهجرة الى المدن الرئيسية في ظل الضغط الذي تعاني منه المطارات في استقبال المسافرين الى مختلف المدن.

ويرى عدد من المسافرين أو السياح الذين يستخدمون طريق البر للسفر، أن اكثر ما يميز طريق البر عدم الالتزام بوقت محدد، اضافة الى حمل كل ما يمكن من دون عناء ولا تكاليف اضافية مما تفرضه شركات الطيران المختلفة، وسهولة الراحة والتوقف في اي وقت يشاء المسافر.

وبحسب الاحصائيات الاخيرة فإن عدد المركبات التي تستخدم طريق البر ينمو بشكل سنوي بنسبة تصل الى 3.1 في المائة، في الوقت الذي وصلت فيه أطوال الطرق المعبدة في المملكة إلى نحو 46.5 الف كيلو متر، والذي يتوقع ان يرتفع خلال الفترة المقبلة مع تخصيص الحكومة لميزانية تطوير الطرق التي تربط مدن البلاد.

وقال مركز الابحاث والاحصاءات السياحية «ماس» التابع للهيئة العامة للسياحة والاثار إن استخدام البر شكل نسبة تزيد عن 84 في المائة من الوسائل المستخدمة في السفر خلال العام الماضي 2008، في الوقت الذي شكل فيه السفر بالسيارة الخاصة نحو 81 في المائة كالوسيلة المفضلة للسياحة الداخلية.

وبلغ عدد الرحلات التي تم فيها استخدام البر كوسيلة سفر نحو 25624 الف رحلة في العام الماضي، تصدر اهتمام قضاء الرحلات والتسوق السبب الاكبر للسفر وفق مركز «ماس» للإحصائيات السياحية. يتحدث ناصر بن نبيل المهندس في احدى شركات الجبيل الصناعية أن طريق البر وفر له اختصار المسافة في حال عدم توفر رحالات، خاصة انه يقطع 80 كيلو مترا يوميا بين الدمام والجبيل، في الوقت الذي اعتاد فيه على استخدام الطرق المعبدة في السفر، مشيراً الى أن السفر الى مدينة كالرياض، يستغرق نفس الوقت الذي يقطعه في حال رغب السفر باستخدام الطائرة، وذلك من خلال وقت القدوم الى المطار وانتظار الركوب الى الطائرة ومدة الرحلة واخيراً الوصول الى المطار والذهاب الى داخل الرياض، وهو الوقت المقارب في حال استقل سيارته واستخدم طريق البر وسافر الى الرياض.

وأكد أن ربط دول الخليج بطرق معبدة وتوفير كافة متطلبات السفر ساهم ايضاً في ازدياد حركة السفر بين دول الخليج خاصة لقربها من بعضها، وقرب شرق المملكة ووسطها ايضاً، مؤكداً الى أن السفر عن طريق البر يوفر اكثر بما يتعلق بالتكلفة المادية من السفر عن طريق الجو.من جهته قال حسام بن عيد احد السياح المسافرين الى البحرين عن طريق الرياض ـ الدمام السريع، إن السفر عن طريق البر بحاجة الى خدمات اكثر بما يتعلق بقطاع الايواء، في الوقت الذي يجب تخصيص أماكن ومواقع للشاحنات التي تربك احياناً المسافرين عن طريق البر.

واضاف انه يعاني من الخوف بالسفر عن طريق الجو، كما ان الطرق المعبدة ساهمت كثيراً في استخدامه البر للسفر، في الوقت الذي ساهم تعبيد الطريق بين الرياض والمنطقة الغربية الى استخدام السيارة لشد الرحال الى مكة المكرمة على حد تعبيره، وذلك خلال اشهر رمضان وموسم الحج.وعلى الرغم من ازدياد خطورة السفر عن طريق البر، اشار بن عيد الى أن السرعة الجنونية التي يمارسها بعض الشباب تسبب تلك الحوادث، واستدرك ذلك بوجود قوات امن الطرق التي ساهمت في تقليل تلك السرعات، والتي ادت الى التقليل من الحوادث على الطرقات السريعة بين البلدان.يذكر أن المملكة ترتبط بشبكة طرق معبدة واسعة بين دول الخليج وبين الدول العربية في الشمال، في الوقت الذي تسعى فيه الهيئة العامة للسياحة والاثار الى تطوير قطاع الايواء على الطرق السريعة، الامر الذي سيساهم في نمو حركة التنقل بين المدن السعودية، وبين المسافرين في دول مجلس التعاون، خاصة أن المسافرين الخليجيين يستخدمون الطرق داخل السعودية للسياحة الخليجية.