بلدية ثول لـ«الشرق الأوسط»: في الساعة 9.10.12 مساء.. منارة العلوم أضاءت «مرفأ المعرفة»

شقيقان تجمع بينهما روابط اللحم والدم.. «الحلم»

منارة جامعة الملك عبد الله التي أضيئت عند الافتتاح الرسمي والتي تأتي تعبيرا عن دورها كمرفأ للعلم والمعرفة
TT

رصد مسؤول حكومي في ثول، حيث تقع جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، زمنياً اللحظة التاريخية التي وضع فيها خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز، بصمة كفه الكاملة على الجهاز الخاص بإطلاق العمل رسمياً في الجامعة وإضاءة منارتها، مؤذناً بافتتاحها رسمياً.

وأوضح المهندس عمر المغربي، رئيس بلدية ثول لـ«الشرق الأوسط»، أن الساعة كانت تشير في تلك اللحظة التاريخية إلى الساعة التاسعة والدقيقة العاشرة والثانية الثانية عشرة من مساء الأربعاء الموافق 23 سبتمبر (أيلول) 2009، مشيراً إلى أنه فيما كان الجميع منشغلين بفرح بحدث الافتتاح الكبير وإضاءة المنارة وانطلاق عروض الألعاب النارية، فكرت أن رصد التوقيت الزمني لهذه اللحظة التاريخية سيكون أمراً ذا معنى وأهمية بالغة.

ووصف المهندس المغربي لحظة إطلاق جامعة الملك عبد الله بـ«المؤثرة»، مضيفاً «اغرورقت عيناي بالدموع وأنا أرى هذه اللحظة المهمة في تاريخ بلادنا»، موضحاً أن «ثول» اجتازت مرحلة التحضير لإنشاء الجامعة وبدأت مرحلة التحديث الشاملة لها لترتقي إلى مستوى مكانتها الجديدة كونها تحتضن واحدة من أكبر الجامعات البحثية في العالم، لافتاً إلى أن التوجه الحالي هو إعداد تصورات شاملة وإطلاق مبادرات جديدة تجعل من «ثول» مدينة مميزة عن غيرها من المدن في السعودية والعالم.

وعنى الاحتفال بإطلاق جامعة الملك عبد الله أيضاً الكثير للشقيقين عمر ومعاذ الجحدلي، اللذين جمعت بينهما رابطتا اللحم والدم، وأضاف افتتاح الجامعة لهما رابطاً ثالثاً هو «الحلم».

يحلم الشقيقان اللذان يقيمان مع أسرتهما في بلدة ثول بأن تغير جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، واقع الحياة في ثول، وأن تغير مستقبلهما الشخصي، بعد أن زادت جرعة الأمل في مستقبل أفضل للجميع.

وفيما يواصل عمر (24 عاماً) في شركة أرامكو السعودية التطبيق العملي لدراسته الجامعية في تخصص الهندسة الكيميائية، ويستعد للتخرج بعد فصلين دراسيين تقريباً والحصول على شهادة البكالوريوس، تتجه أنظاره باهتمام إلى المرافق الحديثة لجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، وهو يأمل في أن يلتحق بها لنيل درجتي الماجستير والدكتوراه.

يقول عمر «اعتزم تقديم طلب الالتحاق بالجماعة فور تخرجي في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، حيث أدرس الآن. لأحقق أمنيتي الشخصية، وأمنية كثير من أهالي ثول الذين يتطلعون إلى أن يشهدوا التحاق عدد من أبناء بلدتهم بالجامعة، لكن للأسف انطلقت الدراسة في الجامعة في عامها الأول، ولم يلتحق بها أي من أبناء ثول، سواء للدراسة فيها، أو للعمل في هيئة التدريس بالجامعة».

ويضيف «يملؤني الفخر وأنا أرى جامعة بحجم جامعة الملك عبد الله بتخصصاتها العلمية المتنوعة، والخبرات العالمية التي تم استقطابها لعضوية هيئة التدريس، لتسهم في تحرير المملكة العربية السعودية من قيود الاقتصاد النفطي القائم على هيمنة سلعة واحدة إلى آفاق الاقتصاد المعرفي المفتوحة، ما يحقق تنمية وطنية مستدامة، ويرتقي بمكانة المجتمع السعودي ودوره الحضاري، وزيادة نموه الاقتصادي، وتحسين المستوى المعيشي».

ويشير عمر الجحدلي إلى أن عهد التغيير بدأ في بلدة ثول الصغيرة منذ اللحظة التي بدأ العمل فيها في الجامعة «بدأت الخدمات العامة تشهد تطوراً ملحوظاً، كما زاد وعي الناس خلال مدة قصيرة، وأصبحوا يدركون أهمية الجامعة ودورها العلمي والمعرفي في حياتهم، وتأثيرها المنشود على مستوى المملكة والعالم، كما تحسن الوضع الاقتصادي للأهالي، واستفادوا من المشروع عقارياً، كما انتعشت الأسواق المحلية وزادت أرباحها».

وأكد أن جامعة الملك عبد الله أصبحت طوال الفترة الماضية الموضوع الرئيس في أحاديث الشبان اليومية، حول ما حدث من تقدم في أعمال الإنشاء حتى اكتمال المشروع، وما سيحدث مستقبلاً بعد بدء الدراسة فيها، إضافة إلى الاتفاقات الجديدة التي عقدتها الجامعة مع عدد من الشركاء العالميين والمحليين، لافتاً إلى أن الجميع يتطلعون بشغف كبير إلى النقلة النوعية التي ستحدثها الجامعة في حياتهم في المستقبل القريب.

أما شقيقه الأصغر معاذ (17 عاماً)، الذي يدرس حالياً بالصف الثاني الثانوي، فأشار إلى أنه يشارك شقيقه عمر حلم الالتحاق بالدراسة بالجامعة، موضحاً أنه يعتزم دراسة تخصص علمي هو الفيزياء، ما يتوافق مع ميوله الشخصية واهتمام الجامعة بالدراسات البحثية في مختلف المجالات العلمية.

ونوه معاذ الجحدلي إلى تزايد حجم اهتمام الشبان في ثول بالجامعة الجديدة، واهتمامهم المستمر بأعمال الإنشاء فيها منذ بداية الأعمال في المشروع، وحتى الاقتراب من الاحتفال الرسمي بافتتاحه، واهتمامهم بالالتحاق بالدراسة فيها في المستقبل.

وكشف عن تزايد حرص الطلاب على الاهتمام بدراستهم والتفوق فيها أكثر من السابق، خصوصاً أن الحديث يدور عن فرص مستقبلية لإلحاق عدد من أبناء ثول بالدراسة أو العمل في الجامعة، لكنه نفى وجود أي اهتمام من المسؤولين عن قطاع التعليم في البلدة بتعريف الطلاب بأهمية الجامعة والفرص التي تتيحها لهم، وكيفية نيل تلك الفرص والاستفادة منها.

وأعرب معاذ الجحدلي عن أمله في أن تزدهر بلدة ثول بجميع مناحي الحياة فيها، مشيراً إلى أن فكر الجميع بدأ في التغير للأحسن، والتطلع إلى مستقبل أكثر تميزاً من واقعهم الحالي.