السعودية: مطالب بتوسيع صناعة التمور.. وتجاوز المنتجات التقليدية

فريق أكاديمي يبحث تصنيع خميرة الخبز والكحول الطبي منها

جانب من مزاد التمور الذي اقيم في القصيم مؤخرا
TT

يتطلع سكان السعودية إلى التعجيل بتصنيع منتجات ذات قيمة غذائية من فائض التمور، التي تنتجها البلاد، والتي تتجاوز مليون طن سنوياً، وبمبيعات تلامس الـ10 مليارات ريال.

وجاء هذا المطلب، بعد أن كشفت دراسة علمية حديثة عن إمكانية الاستفادة من فائض التمور في تصنيع خميرة الخبز والكحول الطبي، وهو ما يرفع الجدوى الاقتصادية للتمور في السعودية، ويقلل من عملية استيراد خميرة الخبز، التي تبلغ أكثر من 11 ألف طن سنوياً، قابله للزيادة.

وكان فريق بحثي سعودي من جامعة الملك فيصل بالأحساء «شرق السعودية» برئاسة الدكتور صلاح العيد، قد أجرى دراسة دعمتها مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، تتعلق بإيجاد خمائر من البيئة المحلية من منتجات التمور، التي تعد صناعتها تقليدية، قياسا بالجدوى الاقتصادية للمتحصل عليه من هذا المنتج.

وتتمثل مراحل المشروع في ثلاث، الأولى استهدفت البحث عن خمائر من البيئة المحلية تصلح لإنتاج خميرة الخبز، بالإضافة لإيجاد وسط مستخلص من التمور (مادة الدبس) يصلح لتنمية خميرة الخبز، وإجراء تجارب أولية لتنمية الخمائر على هذا الوسط، في حين أجريت في المرحلة الثانية من هذه الدراسة تجارب لضبط عملية إنتاج خميرة الخبز من مستخلص التمور من دبس السكر أو العسل الأسود، إضافة إلى مخلوط يجمع التمور وهذا المستخلص معاً، باستعمال مخمر سعة 10 لترات، وتم استخدام الخمائر المنتجة في تجارب لإنتاج الخبز العربي.

وتم في المرحلة الثالثة من الدراسة استعمال مستخلص التمور ودبس السكر أو العسل الأسود لإنتاج خميرة الخبز في مخمر سعة 15 لترا.

وبينت الدراسة أن المرحلة الأولى من مراحل الدراسة أسفرت عن الحصول على 30 معزولة من الخمائر ذات مواصفات تناسب إنتاج خميرة الخبز، لكنها لم تستعمل في الإنتاج، وذلك لعدم تأكد الفريق البحثي من خلوها من السُمية، كما اتضح أيضاً أن الدبس المستخلص يمكن أن يقارن بالمولاس (دبس السكر أو العسل الأسود) كوسط لإنتاج خميرة الخبز من ناحية محتوى المواد الغذائية، كما يمكن استعماله كمصدر للكربون والطاقة وبعض الفيتامينات والعناصر المعدنية.

وأثبتت التجربة الثانية أن الدبس والمولاس كانا ينقصهما بعض المواد الغذائية كالنيتروجين والفسفور والماغنيزيوم، والإنوزتول، كما أنه يحوي مواد مثبطة للخميرة، وهي المرة الأولى التي يذكر فيها وجود مواد مثبطة بعينها في الدبس كوسط لإنتاج خميرة الخبز، الذي فتح الباب لإيجاد حلول لهذه المشكلة.

وبينت النتائج التي توصل إليها الفريق البحثي في المرحلة الثالثة من مراحل الدراسة جودة الخبز العربي المصنع، مع وجود علاقة موجبة بين جودة الخبز وقدرة الخميرة على إنتاج الغاز، وذلك عند استعمال مخمر 10 لترات، أما في تجارب الإنتاج على مستوى أكبر، التي استعمل فيها مخمر سعة 15 لترا، فقد كانت نتائج الحصاد من الكتلة الميكروبية الحية للخميرة ونتائج الخبز متماثلة مع تلك التي حصل عليها الباحثون من تجارب الضبط، وهذا يدل على أن النتائج المتحصل عليها من تجارب المعمل يمكن أن تطبق في عمليات الإنتاج التجاري كبيرة الحجم.

يشار إلى أن السعودية تنتج ما يقارب مليون طن سنوي من التمور، تصدر منه 50 ألف طن والباقي للاستهلاك المحلي، وتقدر كميات الفائض بحوالي 350 طناً، كما تعد صناعة التمور في البلاد حالياً تقليدية، وهي محصورة في التعبئة وتصنيع عجينة التمور، مما يعني غياباً في تصنيع منتجات ذات قيمة اقتصادية.