تقوم الهيئة العليا لتطوير الرياض حالياً بإعداد خطة تنسيقية لتوفير الخدمات العامة على مستوى العاصمة، تهدف إلى وضع معايير تخطيطية للخدمات العامة وتحديد الاحتياجات المستقبلية منها، الأمر الذي من شأنه الإسهام في رفع كفاءة ومستوى الخدمات المقدمة لسكان العاصمة.
وتهدف الخطة التنسيقية لتوفير الخدمات العامة في العاصمة السعودية، إلى تحديد مستوى الخدمات العامة في الرياض، كالمساجد والخدمات التعليمية والصحية والأمنية والترفيهية والثقافية، إضافة إلى وضع معايير تخطيطية معتمدة لهذه الخدمات تساهم في تقييم مستوياتها وتحديد الاحتياجات المستقبلية منها في ضوء التوقعات السكانية للعاصمة.
وتشتمل الخطة على بناء قاعدة معلومات جغرافية وإحصائية لتلك الخدمات تكون في متناول كافة الجهات المعنية بتوفير الخدمات العامة في العاصمة، وهو ما يساعد هذه الجهات في اتخاذ القرارات المناسبة.
وتقوم الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، بإعداد الخطة بمنهج عمل يعتمد بشكل رئيسي على مشاركة الجهات الحكومية ذات العلاقة، من خلال لجنة فنية تم تشكيلها لهذا الغرض تضم في عضويتها 15 عضواً من ممثلي الجهات الحكومية الخدمية المعنية، تقوم بممارسة أعمالها من خلال توفير المعلومات اللازمة وعقد الاجتماعات وورش العمل لمناقشة النتائج والتوصيات المقترحة في الخطة.
وتعتبر الخطة التنسيقية مشروعاً رئيسياً ومهماً للعاصمة، لكونها تمس بشكل مباشر مستوى وجودة الحياة لسكان المدينة، حيث من المتوقع أن تساهم في نتائج وتوصيات هذه الخطة.
وتتكون الخطة من أربع مراحل رئيسية وهي المرحلة التحضيرية وتعنى باقتراح الطرق المناسبة لجمع المعلومات وتحديد مصادر البيانات، والمرحلة الثانية تعنى بدراسة وتقييم الأوضاع الراهنة للخدمات العامة ويشمل ذلك الخدمات الدينية والتعليمية والحكومية والصحية والأمنية والترفيهية والثقافية، أما المرحلة الثالثة فتتضمن وضع معايير تخطيطية معتمدة للخدمات العامة وتحليل المعلومات، وتحديد العجز والاحتياجات المستقبلية من الخدمات العامة للمدينة.
فيما تشمل المرحلة الأخيرة التوزيع المكاني للاحتياجات المستقبلية ووضع برنامج تنفيذي يشمل تحديد الأولويات ووضع مراحل التنفيذ واقتراح عدة خيارات أو بدائل الخاصة بالإدارة الحضرية للتنفيذ بالإضافة إلى بناء قاعدة معلومات خاصة بالخدمات العامة في العاصمة، ووضعها بتصرف كافة الجهات المعنية بتوفير الخدمات العامة بالعاصمة الرياض.
وقد جرى عقد ثلاثة اجتماعات للجنة الفنية المشكلة من الجهات الخدمية ذات العلاقة.
وتعد هذه الخطة احدى برامج المخطط الاستراتيجي الشامل للعاصمة السعودية، الذي أعدته هيئة تطوير العاصمة حيث يعتبر قطاع الخدمات العامة أحد القطاعات الرئيسية التي يتضمنها هذا المخطط الذي يعد بمثابة قاعدة تخطيطية استراتيجية تستوعب جميع العوامل المؤثرة في نمو المدينة، ضمن إطار استراتيجي تكاملي بعيد المدى، والذي أعد ليكون مرجعاً استراتيجياً ينظم التنمية المستقبلية للمدينة، ويضبط جميع العوامل المؤثرة في نموها، من خلال مرجعية تنظيمية، ومخططات هيكلية، وسياسات وإدارة حضرية.
وقد نتج عنه رؤية للعاصمة في الخمسين عاماً المقبلة، وإطار استراتيجي يتكون من خطط وسياسات للتنمية 25 عاماً المقبلة، وبرنامج تنفيذي يستغرق 10 سنوات يشتمل على 58 برنامجاً تنفيذياً ذا طبيعة استراتجية في مجالات تنموية محددة، يتقاسم تنفيذها جميع الجهات العاملة في العاصمة كل حسب تخصصه، في الوقت الذي يتمتع فيه هذا المخطط بنظرة قائمة على التجدد والمرونة ومواكبة المتغيرات، والتفاعل مع الظروف المتغيرة في العاصمة.