الباحة: شح الأمطار ونقص السدود يضعان المنطقة على «بوابة» أزمة مياه خانقة

وزارة المياه لـ«الشرق الأوسط»: زيادة ضخ المياه الى الضعف لمواجهة الأزمة

نقص مياه السدود يتسبب في أزمة مياه في الباحة
TT

تقف منطقة الباحة ـ جنوب السعودية ـ على بوابة أزمة مياه خانقة، يتوقع أن تكون الأصعب على مدى عقدين، نتيجة نقص المياه في عدد من السدود، التي كانت تعد مصدرا مهما للمياه في المنطقة. ويأتي ذلك في وقت قررت فيه وزارة المياه أمس الأول زيادة ضخ المياه لمنطقة الباحة من خمسة آلاف متر مكعب إلى 10 آلاف في محاولة لحل المشكلة قبل أن تتفاقم.

وأوضح عبد الرحمن بن حمدان العويدي مدير عام المياه في المنطقة بالنيابة «ان وزير المياه وجه بزيادة ضخ المياه لمنطقة الباحة من خمسة آلاف متر مكعب إلى 10 آلاف متر». وأضاف «أن هذه الزيادة تأتي تعويضا عن نقص المياه في سد وادي العقيق، الذي يعتبر المصدر الرئيس لجلب المياه للباحة إلى جانب وادي عردة وثراد».

وتعيش منطقة الباحة هذه الأيام أزمة كبيرة في المياه لم يحدث لها مثيل منذ أكثر من عشرين عاما، حيث أدت قلة سقوط الأمطار التي تعتمد عليها المنطقة بالدرجة الأولى في جلب المياه من الآبار والسدود إلى جفاف تام في منطقة تهامة وسراة وبادية، ومن أهم المواقع سد العقيق وآبار ثراد ووادي عردة الذي كان يشكو من قلة المياه منذ أكثر من أربعة أشهر. وقامت المديرية العامة للمياه بالمنطقة بالبدء في تنظيف سد العقيق وإعادة تشغيله الذي يضخ من 2000م مكعب حاليا، فيما يضخ سد ثراد 6000 م مكعب، ووادي عردة 4600 م مكعب، للباحة ومحافظاتها لتزويد المناهل بالمياه وتوزيعها على المواطنين بواسطة المتعهد من خلال التسجيل في مواقع أشياب المياه.

خالد بن سعيد الزهراني احد سكان منطقة الباحة يقول لـ«الشرق الاوسط»:«إن أزمة المياه بدأت منذ الصيف وزادت تدريجيا، والخوف ان تكبر المشكلة خلال الفترة المقبلة اذا لم توجد حلول سريعة».

ويؤيده مسفر الغامدي الذي يقول انه يحمل ورقة الماء منذ نحو اسبوع وبانتظار أن يصله وايت الماء. مشيرا الى ان شح المياه يدفع بالكثيرين الى الحصول على الماء بأي طريقة حتى لو كان من وديان غير صالحة للشرب.

يذكر أن أسعار الوايتات ارتفعت ووصل سعر الوايت العادي في الباحة بين 250 ـ 300 ريال في الباحة وضواحيها حيث يتم جلبها من آبار الأحسبة بمحافظة المخواة بتهامة.

ويذهب مسفر الزهراني الى انه مع النقص وكثرة الطلب على المياه يستغل سائقو الوايتات المواطنين بالتمويه وبيع المياه التي تعبأ من المناهل التابعة للمياه على المواطنين، بإيهامهم أنها تجلب من بعد يزيد عن خمسين كيلو مترا خارج محافظات الباحة، مما يخلق سوقا سوداء لا يتفق فيها العرض مع الطلب.

الى ذلك بلغ عدد المسجلين بحسب جولة لـ«الشرق الأوسط» في مكتب أشياب الباحة نحو 1500 شخص، حتى بعد ظهر أمس الأول الأحد، وكل شخص يظفر بوايت واحد بسعة 12 طنا، بعد أسبوع من تسجيله، في حين بلغ عدد الاشياب 12 لا يعمل منها إلا 3 فقط، إلى جانب الشيب الرابع وهو مخصص للجهات الرسمية.

ويتم التسجيل بواسطة دفتر السجل العائلي، من الساعة السابعة صباحا وحتى بعد الظهر، ويقف التسجيل إلى اليوم التالي، فيما أبدى عدد من الموظفين تذمرهم من فترة التسجيل التي تتفق مع دوامهم في مقر عملهم. ويطالبون بتمديد التسجيل حتى الخامسة مساء من كل يوم.