قال المهندس عبد العزيز الحقيل، الرئيس العام للمؤسسة العامة للخطوط الحديدية، لـ«الشرق الأوسط»، إن المرحلة الأولى من مشروع قطار الحرمين قطعت شوطاً كبيراً، قياساً بالمدة التي انقضت، منذ ترسيته، والمتعلق بالأعمال المدنية.
وبين الحقيل أنه تم إنجاز 120 كيلو مترا من مشروع قطار الحرمين ضمن المرحلة الأولى، وهو الجزء الذي يربط مدينة الملك عبد الله الاقتصادية في رابغ بالمدينة المنورة. وأضاف أن محطات الكهرباء التي ستزود المشروع بالطاقة اللازمة ستكون ضمن مسؤوليات الشركة السعودية الموحدة للكهرباء، حيث صدرت توجيهات بنقل مسؤولية توفير الطاقة الكهربائية من المؤسسة العامة للخطوط الحديدية، الجهة المشرفة على المشروع. وأوضح الحقيل أن تصاميم الخاصة بالتمديدات الكهربائية وتحديد احتياجات المشروع والمقدرة بـ380 كيلو فولت نقلت إلى الشركة السعودية الموحدة للكهرباء.
إلى ذلك، كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، أن اللجان المخصصة لحصر العقارات في المواقع التي سيمر بها المشروع حصرت 500 عقار في كل من مكة المكرمة والمدينة المنورة ومدينة جدة، وستشكل لجان لنزع ملكيات هذه المشاريع للمصلحة العامة مطلع الشهر المقبل. وكانت المؤسسة العامة للخطوط الحديدية أعلنت يوم أمس أنها قامت مؤخرا بتسليم وثائق طلب العروض (RFP) لتنفيذ المرحلة الثانية والأخيرة لمشروع قطار الحرمين السريع، الذي يربط مكة المكرمة بالمدينة المنورة عبر محافظة جدة للائتلافات المتأهلة. وتمنح المؤسسة خمسة ائتلافات تتنافس على الفوز بالمشروع في مرحلته الثانية مهلة 4 أشهر، تنتهي مطلع شهر فبراير (شباط) المقبل، لتقديم عروضها الفنية والمالية للفوز بالمشروع. وتضم قائمة الائتلافات الخمسة: (مجموعة بن لادن وتحالف بدر والتحالف الصيني ومجموعة الشعلة وتحالف الراجحي)، وتتضمن مهام هذه المرحلة الفوز بعقود التشغيل والصيانة بالإضافة إلى تشييد الخط الحديدي وإنشاء نظام الإشارات والاتصالات وتوريد القطارات والمعدات وأسطول النقل.
ووفقا لبيان صدر عن المؤسسة، أكد فيه المهندس عبد العزيز الحقيل، رئيس عام المؤسسة، أن فريق عمل المؤسسة وبمشاركة ممثلين عن صندوق الاستثمارات العامة والبنك الدولي، إضافة إلى ممثلين عن تحالف الاستشاريين، انتهى مؤخراً من إعداد الصياغة النهائية لهذه الوثائق، التي غطت جميع الجوانب القانونية والمالية والفنية لهذه المرحلة من المشروع، وشملت جميع الاتفاقيات والشروط الملزمة لجميع الأطراف.
وبين الحقيل، أن المرحلة الثانية من المشروع تتعلق بالجوانب الفنية والتشغيلية، وتتضمن تشييد الخط الحديدي وإنشاء نظام الإشارات والاتصالات وتوريد القطارات والمعدات وأسطول النقل والتشغيل والصيانة. مضيفا أن الأعمال تشمل إنشاء خطوط حديدية مكهربة بطول 450 كلم، وسيكون من التزامات المتنافسين لهذه المرحلة تأمين قطارات سريعة بالعدد الكافي لمواجهة أعداد المسافرين المتوقعة، وصيانة وتشغيل المشروع وتوفير الطاقة الإضافية لمجابهة نمو الطلب طيلة فترة التشغيل.
وفي السياق ذاته، كشف الحقيل أنه تم الانتهاء من إعداد التصاميم الهندسية الأولية لمحطات الركاب وعددها خمس محطات في كل من جدة ومكة المكرمة والمدينة المنورة. لافتاً إلى أن المؤسسة قامت في منتصف شهر سبتمبر الماضي بتسليم وثائق التأهيل للمنافسة على مشروع بناء محطات الركاب للائتلافات المدعوة، وإعطائهم مهلة ستة أسابيع، تنتهي في أكتوبر الحالي، لتقديم الوثائق المطلوبة، وسيتم في مطلع ديسمبر من هذا العام تسليم وثائق طلب العروض للائتلافات المتأهلة.
من جانب آخر، أوضح الحقيل أن المؤسسة تسلمت مؤخراً الوثائق النهائية لمنظومة قوانين وأنظمة هيئة الخطوط الحديدية، التي وافق مجلس الوزراء مؤخراً على إنشائها؛ لتتولى مهمة الإشراف على قطاع النقل بالخطوط الحديدية في المملكة، التي تم انجازها من قبل أحد المكاتب الاستشارية البريطانية المتخصصة.
وذكر أنه تم إرسالها لممثلي فريق العمل ليتولى دراستها وإبداء ملاحظاته عليها، بما يضمن الوصول إلى إعداد لوائح نظامية متكاملة وواضحة، تمثل حجر الزاوية في هذه الهيئة التنظيمية، ويمكنها من ممارسة مهامها على درجة عالية من الدقة والاحترافية.
يذكر أنه في وقت سابق تم توقيع عقد مع ائتلاف الراجحي لتنفيذ الأعمال المدنية للمشروع بقيمة 6.7 مليار ريال.