65 مرشحا لانتخابات غرفة جدة يراهنون على 6000 قبيلة وعائلة للفوز بالدورة الجديدة

المتنافسون لجأوا إلى «الفيس بوك» و«اليوتيوب» للتواصل مع الناخبين

صفحتان لمرشحتين في غرفة جدة على الفيس بوك
TT

يراهن 65 مرشحا لمجلس إدارة الغرفة التجارية بجدة في دورته الجديدة على نحو 6000 عائلة وقبيلة ينتمي لها 34 ألف منتسب في الغرفة يحق لهم التصويت في الانتخابات المزمع إقامتها في العشرين من الشهر الحالي.

وبدا التنافس جليا بين المرشحين للفوز بأصوات الناخبين ليس في محافظة جدة فقط بل في المحافظات القريبة منها، ومنها ثول ورابغ والقنفذة والليث والتي تتبع الغرفة التجارية بجدة.

وأكد مراقبون للوضع ومرشحون في الانتخابات, في حديثهم لـ«الشرق الأوسط» أن الانتخابات في هذه الدورة شهدت تنافسا كبيرا وانقساما بين المرشحين بين مراهنين على التقنية عبر المواقع التفاعلية ومرشحين سيعتمدون بالجانب الأول على العرف والتقاليد القبلية.

ففي جانب التقنية دخل موقع «اليوتيوب» المتخصص في بث الأفلام القصيرة كوسيلة جديدة يستخدمها مرشحو انتخابات الغرفة التجارية بجدة لنشر برامجهم الانتخابية المصورة. ويأتي لجوء المتنافسين لذلك تعويضا عن قرار منع بث الإعلانات في الصحف ووسائل الإعلام الذي أعلنته وزارة التجارة منذ وقت مبكر. فيما سجل موقع «الفيس بوك» التفاعلي دخول 25 صفحة جديدة للمرشحين يقوم عليها متخصصون، مما دفع إلى تسجيل تلك المواقع دخول آلاف الأصوات من المناصرين للمرشحين وبدأ بعض الناخبين واثقا بالفوز نتيجة الدعم الكبير الذي يلقاه في تلك المواقع خصوصا لدى إحدى المرشحات التي حطمت الأرقام في عدد المنتمين لصفحاتها بنحو 2100 شخص.

وفرضت القبلية أو العائلة وجودها وبقوة كأحد أهم الأسلحة الانتخابية للمرشحين, وبدت مصطلحات «طلبتك» «تم»، «وأنت ولدنا» مفردات تترد كثيرا بين نقاشات الناخبين والمرشحين وأكد أكثر من مرشح التقتهم «الشرق الأوسط» اعتمادهم عليها كأساس يراهن عليه للفوز في حملته الانتخابية. وعلق على ذلك أحد المراقبين بأنها «هي عرف اجتماعي سائد ليس في السعودية فقط بل في كل بلاد العالم، فأمريكا مثلا على سبيل المثال وهي الدولة الديمقراطية الأولى في العالم، وأثناء الانتخابات الرئاسية أعلن عضو الحزب الجمهوري ووزير الخارجية الأسبق كولن باول ترشيحه للرئيس أوباما رغم أنه ينتمي للحزب الديمقراطي لأسباب عرقية، بحكم أنهما أسودان». لكن في الجانب الآخر بدأ بعض المرشحين معترضا على مبدأ القبلية، مشيرا إلي أن الاختيار لا بد أن يكون للأكفاء دون النظر للأعراق وذلك للوصول إلى النتائج المرجوة. ومن خلال أرقام حصلت عليها «الشرق الأوسط» لنحو 34 ألف منتسب للغرفة التجارية فقد بينت الأرقام انتماءهم لنحو 6000 عائلة تقدمتهم قبيلتان في منطقة الباحة، وبلغ عدد المنتسبين من هاتين القبيلتين في غرفة جدة نحو 2345 منتسبا، إضافة إلى قبيلة أخرى لأحد المرشحين بنحو 740 منتسبا.

وبالعودة لموضوع التقنية، فقد دخلت الأفلام القصيرة والمصورة السباق الانتخابي هذه المرة من خلال موقع «اليوتيوب» وبدأ احد المرشحين من أعضاء مجلس الإدارة الحالية ببث مقطع في «اليوتيوب» يحكي عن برنامجه الانتخابي وبعض الادوار التي قام بها خلال المجلس السابق. يقول المرشح انه وجد في تلك الوسيلة طريقة للوصول الى شريحة أخرى، مشيرا إلى أنها فكرة قدمها له احد زملاؤه وقام بإنتاج الفلم الذي يستغرق نحو 10 دقائق. من جانبها قالت المرشحة سوسن الشاذلي إن إنشاء صفحة على موقع «الفيس بوك» لم يكن ضمن أجندتها كونه يخاطب شريحة الشباب فقط.

وأضافت «ولكن بعد وصول دعوة لابنها من قبل المرشحات والذي أطلعها عليها تنبهت للأمر وطلبت من ابنها القيام بتلك المهمة وأشارت إلى أنها اقتنعت بفكرة تواصل الصغار مع أهاليهم وان التواصل مع الصغار سيمكنها من الوصول إلى الكبار».

اما فيما يخص رسائل «إس إم إس» فبدأت تتولى هذه الأيام الرسائل الانتخابية من قبل شركات عينها المرشحون للقيام بتلك المهمة. وكشف أحد المرشحين عن تقديم شركة عرضا له بإيصال رسالته الانتخابية لنحو مليوني شخص. لكن هناك من شكك في ذلك، مبينا أن منتسبي غرفة جدة هم فقط 34 ألف منتسب، إضافة إلى وصول رسائل من مرشحين على الهواتف المحمولة لأشخاص خارج إقليم جدة ولا ينتسبون لأي غرفة تجارية.